أسرة «عم سيد» تتنافس للتبرع بجزء من كبدها له.. «واللهُ يصطفي من يشاء»
قال رجب سيد فرج، الشهير بـ«كابتن رجب»، الذي تبرع لوالده بجزء من كبده، إن «ما فعلته واجب عليّ وأعتبره أمرا عاديا، وهناك أشخاص يتبرعون لغرباء فما بالك لو كان والدي اللي كان سبب في وجودي للدنيا بمشيئة الله؟».
وأضاف، «والله لو طلبوا التبرع بجسمي كله ما تأخرت، ليس جزء فقط، ونحمد الله على نجاح العملية لنا جميعا»، متابعا، «في البداية كانت والدتي ترغب بل وتصر على التبرع، إلا أن نتائج التحاليل لم تمكنها من ذلك، كذلك شقيقي الأكبر إسلام».
الحاج سيد أبو فرج، الذي يعمل بقالا بقرية أطواب التابعة لمركز الواسطى، شمالي بني سويف، ظل يعاني لمدة خمس سنوات كاملة، رغم عدم تخطيه الخمسين من عمره، مع مرض تليف بالكبد، وما بين آراء متعددة للأطباء في عيادتهم الخاصة والمستشفيات الحكومية، إلا أنها في النهاية استقرت نحو زراعة كبد أو جزء منه، وهنا تجلت عظمة أسرته، حينما أقدمت الزوجة على التبرع بجزء من كبدها، ولم تتردد ثانية، قبل أن تأتي نتائج التحاليل بعدم ملاءمة كبدها لزوجها لأسباب صحية، والأمر نفسه تكرر مع الابن الأكبر، ثم يعاود الابن الأصغر التجربة، ويصر على التبرع لوالده، وأخيرا تسمح نتائج التحاليل بذلك، ويجريان العملية بنجاح داخل معهد الكبد بالقاهرة.
12 ساعة كاملة قضاها رجب ووالده داخل غرفة العمليات بمعهد الكبد، خلال الأسبوع الماضي، وسبقتها مرحلة التحاليل والفحوصات التي استمرت لأيام، قبل أن يخرجا من غرفة العمليات، «أول ما طلعت من غرفة العمليات ودخلت غرفة الإفاقة وفقت من تخدير البنج، سألت على والدي لأنه مكنش جنبي، والحمد لله أخبروني إنه بصحة جيدة، وبعد ساعات قليلة رأيته بنفسي وأحمد الله أنه الآن بصحة جيدة وفي أفضل حال».
ويستعد الشاب، في منتصف عقده الثالث، عقب إجرائه العملية ونجاحها، للعودة إلى هوايته المفضلة، بعد تحسن حالته، وهي لعبة كمال الأجسام، التي بدأ يحقق فيها بطولات على مستوى محلي، إذ عاد لشقته بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة، استعدادا لعودته لعمله بإحدى الشركات الخاصة، التي يعمل بها في أعمال الدهانات، قائلا «لم أفعل شيء.. ده والدي وأنا الحمد لله صحتي كويسة والأهم أن والدي بدأ يشعر بالتحسن إلا أنه ما زال يخضع للعلاج وتحت الملاحظة في معهد الكبد بالقاهرة».