ورشة لتصنيع التماثيل ومنطقة ترانزيت.. تفاصيل كشف أثري مهم بالإسكندرية
إبراهيم مصطفى
كشف إبراهيم مصطفى، مدير آثار حي وسط الإسكندرية ورئيس بعثة حفائر الإنقاذ، تفاصيل اكتشاف بقايا ضاحية سكنية وتجارية بالإسكندرية من العصرين اليوناني والروماني، قائلا: المنطقة كانت تظهر على خرائط الإسكندرية القديمة بأنها خارح أسوار المدينة القديمة في العصرين اليوناني والروماني، كما أنها مرتبطة بالجبانة ودفن الموتى تحديدا دفن الأجانب، إذ إن الإسكندرية متعددة الثقافات وعاش فيها أجانب من جميع أنحاء العالم، وكانت بمثابة عاصمة للعالم في ذلك الوقت.
العثور على بقايا سكنية ومنطقة خاصة بالترانزيت
وأضاف «مصطفى»، خلال اتصال عبر «زووم»، ببرنامج «اليوم»، المذاع على شاشة قناة «dmc»، وتقدمه الإعلامية سارة حازم، الجمعة، أن أهمية الكشف ترجع لأنه لأول مرة يتم العثور على بقايا لمنطقة سكنية وصناعية وتجارية وخدمات خاصة بالترانزيت وخاصة بالجنود خارج أسوار المدينة القديمة ترجع للعصر البطلمي وبداية العصر الروماني.
وأشار إلى أن المدينة توسعت في العصر الروماني المتأخر، وضمت هذه المنطقة، وبالتالي كان متوقعا إذا جرى اكتشاف بقايا قطع أثرية سكنية بأن ترجع للفترات المتأخرة للعصر الروماني، ولكن جرى اكتشاف بأن القطع الأثرية والعناصر المعمارية وتخطيط لمنطقة سكنية كاملة من الفترة البطلمية، وهذه هي الأهمية.
ولفت إلى أنه جرى اكتشاف امتداد جديد للمدينة خارجي لم يكن معروفا عنه الكثير من المعلومات، فكان معروفا أن زوار الإسكندرية يدخلون المدينة من البوابة الغربية، والموقع المكتشف يقع أمام البوابة الشرقية للإسكندرية والتي كان يدخلها الوافدون من الدلتا وخارج مصر من سوريا والمنطقة المحيطة بها.
اكتشاف بقايا ورشة لصناعة التماثيل
وأوضح أنه كان يعتقد أن هذه المنطقة مرتبطة أكثر بحياة الجنود المنطلقة وعمليات التحنيط وحرق الجثث لبعض العقائد لدفنها بالجبانة الشرقية، لكن كون اكتشاف منطقة كاملة بها منشآت سكنية وحجم كبير من المرافق الخاصة بالمدينة مثل آبار المياه الجوفية وصهاريج بأحجام ضخمة لتخزين المياه، ما يدل على وجود سُكنة وناس كثيرة تستخدم هذه المياه.
وأردف أنه جرى اكتشاف ورش أهمها بقايا لورشة صناعة التماثيل ترجع لأواخر العصر البطلمي وأوائل العصر الروماني، كما جرى اكتشاف داخلها القوالب الخاصة بصناعة التماثيل بالطين، وآلاف لرؤوس تماثيل الإسكندر والآلهة المقدسة عند المجتمعات القديمة في الإسكندرية، كما جرى اكتشاف بعض التماثيل التي بها أخطاء ما يدل على وجود عملية تدريبية لصناعة التماثيل، وهذا مهم لدراسة تاريخ الفن السكندري.