أستاذ ميكروبيولوجي: الفدان يُنتج نحو طن يومياً.. ولا يحتوي على مثبطات نمو أو مواد سامة
الدكتور رضا الشحات
قال الدكتور رضا الشحات، أستاذ الميكروبيولوجى بمعهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية، إن نبات «الأزولا» نبات سرخسى صغير، يعيش طافياً على المياه، ولم يكن موجوداً فى مصر قبل 40 عاماً. وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن بعض أساتذة معهد البحوث أسهموا فى دخوله إلى مصر، خاصة نوع «أزولا باناتا» لإجراء تجارب وأبحاث عليه لكى يتأقلم مع الأجواء المصرية وتتم زراعته هنا، وبالفعل نجحت تلك التجارب وأصبح «الأزولا» موجوداً بكثرة بفضل تلك الأبحاث.
د. رضا الشحات: موطنه الأصلي جنوب شرق آسيا.. ودخل مصر منذ 40 عاماً.. ويُستخدم كسماد للتربة.. وينقي مياه الصرف
ما هو نبات «الأزولا»؟
- هو نبات سرخسى صغير، يعيش طافياً على سطح المياه، سواء عذبة أو مياه الصرف، ولا يكون بمفرده، ولكن يرتبط بنوع من الطحالب التى تتعايش مع «الأزولا»، ويعمل على تثبيت الأزوت الجوى، لذلك يحتوى على نسبة تتراوح بين 35 و40% من البروتين، وتُستخدم تلك النباتات فى أعلاف الدواجن بنسبة تصل إلى 50% مع معدل نمو طبيعى، ويمكن أن تتغذى عليها الدواجن، سواء كانت خضراء أو بعد تجفيفها وترطيبها قليلاً بالماء.
هل «الأزولا» يُستخدم كعلف للدواجن فقط؟
- لا، استخداماته كثيرة جداً وليس لها حصر ولا عدد، وأهم هذه الاستخدامات هو تسميد التربة ورفع خصوبتها وتغذية النبات، كما يُستخدم كعلف للدجاج الأبيض والأرانب والأسماك، ويُستبدل بـ50% من العلف المركز، ويستخدم للمواشى بنسبة 60%، والبط والأغنام والماعز بنسبة 80%، مع ثبات التحويل وزيادة إدرار الحليب بنسبة 20%، ويوفر الأدوية البيطرية، إضافة إلى أنه يحمى البيئة من التلوث، فهو يمتص العناصر الثقيلة السامة من التربة، ويعمل على تنقية مياه الصرف، إلى جانب عدم احتوائه على مثبطات النمو أو مواد سامة، فهو لا يضر الحيوانات، ويساعد أيضاً على علاج احتقان والتهاب الحلق عن طريق مضغه بعد تجفيفه وغليه.
حدثنا عن خطوات زراعة «الأزولا»؟
- يجب أولاً تحديد قطعة أرض، ويُفضَّل أن تكون صحراوية أو غير صالحة للزراعة، لكى تتم إقامة أحواض عليها بمساحة تتراوح بين 1 و10 أمتار بعمق من 20 إلى 50 سم، وتُغطى بالبلاستيك لمنع تسرب المياه، ثم يتم وضع المياه فى الأحواض، سواء مياه عذبة أو صرف، ونذهب بعد ذلك لمرحلة وضع بذور «الأزولا» على سطح المياه بمعدل 200 جرام «أزولا» لكل متر مربع، حيث إن هذه الكمية تتضاعف خلال عدة أيام، وتُحصد لكى تكون بذوراً لحوض جديد أو منتج نهائى، ثم يتم تسميد الأحواض بمعدل 10: 15 جرام فوسفات سوبر للحوض الواحد كل 15 يوماً، مع مراعاة تزويد مياه الأحواض من وقت لآخر للمحافظة على مستوى الماء بالأحواض. إضافة إلى ضرورة صرف مياه الأحواض من حين لآخر فى فصل الصيف، لتجنب سخونتها عند ارتفاع حرارة الجو، وتجديدها بمياه درجة حرارتها مناسبة تتراوح بين 20 و30 مئوية، مع ضبط درجة الحموضة فى الأحواض، والدرجة المناسبة للنمو هى 8، ووجود نسبة ملح لا تزيد على 1.3%، حيث إن النمو ينخفض بزيادة الملوحة، ويقف تماماً مع التركيزات العالية من الملوحة، وفى حالة إصابة «الأزولا» بالطفيليات الحشرية يجب أن يتم استخدام «الكربومنوران» لرش الأحواض، لمنع الانتشار السريع للطفيليات التى تدمر حضانات «الأزولا».
ما الوقت المناسب للنمو وحجم الإنتاج؟
- يستغرق نبات «الأزولا» من ثلاثة إلى أربعة أيام كى ينمو ويتضاعف، ويُنتج الفدان طن أوزولا يومياً على أقل تقدير، بما يعادل 30 طناً شهرياً، مقابل فدان البرسيم الذى يُنتج 3 أطنان شهرياً، إضافة إلى أن «الأزولا» يُزرع مرة واحدة ويعطى إنتاجية مدى الحياة، ولا يحتاج تكاليف سوى إنشاء المزرعة.
حدثنا عن فوائد «الأزولا»؟
- له فوائد عديدة، حيث إنه يُعد مخصباً نيتروجينياً قوياً، لأنه قادر على تثبيت الأزوت، كما أنه مصدر رخيص وبديل للوقود فى بعض المنتجات الكيماوية كالصابون، ومصدر غذاء جيد ورخيص للإنسان وللحيوانات والدواجن والأسماك، كما أنه قادر على امتصاص أيونات الصوديوم العالية من الماء التى لا يستطع النبات استخدامها مباشرة، ويعمل على تنقية المياه بشكل كبير وحماية مياه المسطحات المائية من التبخر.
هل لزراعة «الأزولا» تأثير اقتصادى؟
- نعم، لعبت زراعة «الأزولا» دوراً كبير فى إنعاش الاقتصاد المصرى، واستُصلحت ملايين الأفدنة فى الصحراء، ما أدى لتوفير أسعار الأعلاف المستوردة غالية الثمن ومواجهتا والمساعدة على خفض أسعار اللحوم، كما وفرت آلاف الأفدنة من البرسيم وإحلالها بالقمح، وعملت على توفير فرص عمل لملايين من الشباب من خلال مشروع استثمارى مربح.
يمكن زراعته في أحواض بالبلكونات أو على أسطح المنازل وله منظر جمالي رائع..وويمتص ثانى أكسيد الكربون الناتج عن عوادم السيارات
هل يمكن زراعة تلك النباتات فوق أسطح المنازل والبلكونات؟
- لـ«الأزولا» أهمية كبيرة فى البلكونات أو أسطح المنازل لعدة أسباب، فهى لها منظر جمالى وتعمل على الراحة النفسية، بالإضافة إلى امتصاص ثانى أكسيد الكربون الناتج عن عوادم السيارات، وتقليل الاحتباس الحرارى، والتخفيف من أشعة الشمس التى تسقط على الأسطح، ما يسهم فى منع ارتفاع درجة الحرارة.
تخزين النبات
أنصح كل مزارع بتخزين «الأزولا» فى فصل الصيف قدر الإمكان، لأن فى آخر شهر ديسمبر، وأوائل شهرى يناير وفبراير، تنخفض درجة حرارة الجو، ما يؤثر على نمو النبات، وبالتالى يقل تضاعف وتكاثر النبات ولكنه لا يموت، وأن يتم التخزين عن طريق حصد النبات من على سطح المياه وفرشه على الأرض فى مكان ظليل حتى يجف ويصبح مثل «الملوخية الناشفة» ثم يتم تخزينه فى شكائر، وعند استخدام النبات بعد التجفيف فإن نسبة البروتين به تصبح عالية، وبالتالى بدلاً من استخدام 50% من النبات شبه الجاف استخدم 20% من المجفف.