رئيس شركة «فاكسيرا»: تطوير لقاح «كورونا» المُصنَّع محلياً لمواجهة «أوميكرون».. وانتهاء التجارب السريرية فى النصف الثانى من العام الجاري
الدكتورة هبة والى
أكدت الدكتورة هبة والى، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات فاكسيرا، أن الدولة تعطى اهتماماً كبيراً بشأن توطين اللقاحات وتصنيعها محلياً، وتحقيق تغطية السوق المحلية، بالإضافة إلى توفير حاجة الدول المجاورة من اللقاحات والأمصال، مشيرة فى حوارها مع «الوطن» إلى أنه يجرى حالياً تطوير لقاح فيروس كورونا المُصنع محلياً لمواجهة «أوميكرون»، والتجارب السريرية الخاصة بذلك ستنتهى فى النصف الثانى من 2022.. وإلى نص الحوار:
ما أبرز مجالات التطوير فى فاكسيرا؟
- وضعنا خطة لتنفيذ العديد من المشروعات داخل فاكسيرا خاصة فى مجال إنتاج اللقاحات وتطويرها، وتم إنشاء مصانع جديدة وتطوير القديمة التى كانت تعمل منذ فترة لتواكب اشتراطات التصنيع الجيد، وفقاً لما وضعته منظمة الصحة العالمية، ويعد مصنع 60 أهم أعمدة مشروع فاكسيرا، إذ كان يُستخدم فى تصنيع الأمصال ولكن عند ظهور جائحة كورونا وبدء تصنيع اللقاحات تم تحويله لإنتاج اللقاحات.
لماذا تم تحويل مصنع 60 لإنتاج اللقاحات؟
- كانت هناك توجيهات رئاسية ودعم من القيادة السياسية بتوفير لقاح كورونا للمواطنين، وفى إطار سعى الدولة لتوطين اللقاحات والتعاقد مع شركة سينوفاك الصينية، بدأ توفير المواد الخام للقاح وتصنيعه داخل مصنع 60، وكان ذلك أمراً مهماً لتوفير كل الأدوية واللقاحات للمواطنين، وعملية تصنيعها تخضع للعديد من الشروط التى يجب مطابقتها، لتوفيرها للمواطنين داخل مراكز التطعيم المختلفة بالجمهورية.
وما الشروط التى تخضع لها عملية تصنيع اللقاحات فى مصنع 60؟
- عملية تصنيع اللقاحات ليست بالأمر الهين، واجتازت العديد من الشروط التى وضعتها هيئة الدواء المصرية، وتصنيع اللقاح يجب أن يكون مطابقاً تماماً لاشتراطات منظمة الصحة العالمية، وتقييم كفاءة الخط بعد التركيب، وكفاءة المنطقة الإنتاجية، وبعد التأكد من الشروط يتم التأكد من مأمونية اللقاحات وتوافرها داخل مراكز التطعيم.
هل مصانع فاكسيرا فى أكتوبر قاصرة على إنتاج لقاحات كورونا فقط؟
- بالتأكيد لا، فمنطقة المصانع بأكتوبر مستقبل صناعة اللقاحات والأمصال، ليس فى مصر فقط بل فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وعقب استكمال الأعمال الإنشائية تم تخصيص مصانع لإنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، والانتهاء من تجهيز مصنع لإنتاج مصل لإنفلونزا الطيور بقدرة استيعابية تتراوح ما بين 600 و800 مليون جرعة سنوياً، والمصنع فى المرحلة النهائية من التركيبات وتقييم كفاءة الإنتاج، ومن المقرر بدء إنتاج تشغيلات تجريبية فى مارس 2022، بالإضافة إلى تخصيص مصنع آخر لإنتاج اللقاحات لتغطية احتياجات السوق الأفريقية وتوفير لقاحات «كوفيد19».
مجمع تبريد لحفظ الطعوم على مساحة 2000 متر يستوعب 150 مليون جرعة من اللقاحات ويعمل إلكترونياً ومراقب كلياً بالكاميرات
هل الأمر قاصر على إنشاء مصانع لإنتاج اللقاحات والأمصال؟
- لا، فهناك مجمع تبريد يتم العمل عليه لحفظ الطعوم، ويعد هذا المجمع مركزياً على مساحة 2000 متر، والمجمع مميكن بالكامل، وتصل القدرة الاستيعابية إلى 150 مليون جرعة من اللقاحات، ويعمل بنظم الحوكمة الحديثة ومراقب كلياً بالكاميرات، ويعمل إلكترونياً وحال حدوث أى مشكلة فى ثلاجات الحفظ يقوم فوراً بإخطار النظام الإلكترونى بوجود عطل فى إحدى الثلاجات ويتم عرض المشكلة وحلها على الفور، بالإضافة إلى أنظمة الكهرباء الذاتية ووجود أكثر من بديل حال التعرض لانقطاع الكهرباء يتم تشغيل البديل على الفور.
مصر لديها وفرة من الأمصال المستخدمة في تطعيم الأطفال فوق خمس سنوات
متى سيتم تصدير اللقاحات؟
- كان الهدف الأساسى من إنتاج لقاح سينوفاك تغطية السوق المحلية فى ظل الانتشار السريع لفيروس كورونا، وعقب وجود وفرة كبيرة من اللقاحات المختلفة التى حصلت وزارة الصحة عليها خلال الفترة الماضية، يتم العمل الآن على تصدير اللقاحات للدول المجاورة، وتم الاتفاق على تصدير أول شحنة إلى فلسطين الفترة المقبلة، كما يجرى العمل على الانتهاء من كل الإجراءات المتبقية لتنفيذ عملية أول تصدير للقاحات بعد تحقيق فائض محلى وتغطية الاحتياج الداخلى.
هل أثّر أوميكرون على فاعلية اللقاحات؟
- حتى الآن لم نتلقَّ أى دراسات تؤكد مقاومة متحور أوميكرون للقاحات خلال الفترة الماضية، وهو ما يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بفيروس كورونا، بالإضافة إلى تقليل المضاعفات الناتجة عند الإصابة بأحد المتحورات التى طرأت على الفيروس، وجميع اللقاحات ذات فاعلية وتقلل من خطورة انتشار أوميكرون.
ما أبرز النقاط التى تمت مناقشتها مع مدير شركة سينوفاك؟
- الاجتماع كان مثمراً للغاية وشهد العديد من المحاور المهمة، حيث كان هناك اتفاق مع شركة سينوفاك فى المرحلة الأولية من أجل نقل تكنولوجيا تصنيع اللقاح من خلال الحصول على المادة الخام، ويتم العمل الآن على نقل تكنولوجيا تصنيع اللقاح كاملاً داخل مصانع فاكسيرا وعدم الاكتفاء بالحصول على المادة الخام فقط، وسيشهد عام 2022 نقل كل الجوانب التكنولوجية ليتم تطبيقها فى مصانع فاكسيرا، بالإضافة إلى التعاقد مع سينوفاك لتجهيز مجمع التبريد، وتم الحديث عن تطوير اللقاح حال تأثر فاعليته نتيجة متحور أوميكرون.
متى يتم الانتهاء من تطوير لقاح سينوفاك؟
- تعمل شركة سينوفاك حالياً على العديد من التجارب لمقاومة متحور أوميكرون؛ لأن الدورة الطبيعية للفيروس أظهرت متحورات جديدة يقابلها تطوير فى اللقاحات المضادة لكوفيد19، وتجرى الآن التجارب الإكلينيكية للتأكد من فاعليته ضد المتحور الجديد، ومن المتوقع الانتهاء من كل التجارب السريرية فى النصف الأخير من 2022، وتم الاتفاق على حصول مصر على شحنات مماثلة من لقاح سينوفاك للمصريين.
هل تم التعاقد مع شركات لتصنيع اللقاح؟
- هناك العديد من المشاورات والاتفاقيات التى تجرى الآن مع الشركات المصنِّعة للقاحات للحصول على المادة الخام وإنتاجها داخل مصانع فاكسيرا، ويتم وضع بعض البنود الخاصة مع شركتين سوف توفر المادة الخام خلال الربع الأول من عام 2022 ويتم إنتاج اللقاحات محلياً على غرار لقاح سينوفاك.
د. هبة والي: نتائج تطعيم الأطفال الأقل من 12 عاماً بـ«سينوفاك» مبشرة للغاية
متى يتم الإعلان عن تطعيم الأطفال أقل من 12 عاماً بلقاح كورونا؟
- هناك العديد من الدول بدأت تطعيم الأطفال أقل من 12 عاماً حتى 5 سنوات بلقاح فايزر، ورئيس شركة سينوفاك عرض نتائج تطعيم الأطفال بلقاح سينوفاك أقل من 12 عاماً وكانت النتائج والتجارب مبشرة للغاية، وتم الحصول على الموافقة لتطعيم الأطفال من هذه الفئة العمرية وهناك بعض الدول بدأت ذلك بلقاح سينوفاك مثل جمهورية التشيك، ومصر تجرى الآن التجارب وتطلع على كل الدراسات بشأن مأمونية اللقاح على هذه الفئة، للتأكد من عدم وجود آثار جانبية، ولدينا وفرة من اللقاحات مثل فايزر أو سينوفاك التى تستخدم فى تطعيم الأطفال فوق 5 سنوات.
تعاون بين مصر والاتحاد الأفريقي لتوفير اللقاحات
الاتحاد الأفريقى يعمل فى الوقت الراهن على وثيقة عمل لتوفير اللقاحات للشعوب الأفريقية ذات الإنتاج الداخلى من خلال اختيار خمس دول تقوم بتغطية احتياجات القارة لما تحتاجه من لقاحات، وتم اختيار مصر ضمن هذه القائمة وهناك لجنة من الاتحاد الأفريقى لتقييم منظومة العمل داخل مصانع فاكسيرا ومدى مطابقتها لاشتراطات منظمة الصحة العالمية، ويسعى الاتحاد الأفريقى لتوفير 60% من إنتاج اللقاحات لشعوب دول القارة من إنتاج محلى الصنع.