النص الكامل لحوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مع المراسلين الأجانب
الرئيس عبدالفتاح السيسي
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن منتدى شباب العالم أصبح منصة مهمة للنقاش حول القضايا التي تهم العالم كله، وفرصة لكي نسمع بعضنا البعض، والآراء المختلفة، مشددًا: «مفيش حده له الكلمة العليا في أي موضوع إذا كنا بنؤمن بالحوار الحقيقي، والرقي الفكري الحقيقي».
وأضاف الرئيس السيسي، في لقاء مع المراسلين الأجانب على هامش فعاليات منتدى شباب العالم، بثته قناة إكسترا نيوز، اليوم الخميس: «محدش يتصور إنه عنده رؤية العالم يمشي عليها، وده اللي الجماعات المتطرفة عايزاة، ومحدش بيفكر كده».
وتابع: «أوعوا حد يتصور إنه هو الأفضل، ومن حقه يفكر إنه هو الأفضل، بس فيه فرق بين إن هو الأفضل، وبين إن يفرضه على الآخرين على أنه النهج والمسار اللي لا حياد عنه، وغير كدة تبقى متجاوز ومتخلف عشان مش بيمشي على المنهج بتاعه».
الرئيس: لا يوجد من يمتلك الحقيقة المطلقة
وأكد الرئيس على أهمية الحوار واختلاف الآراء، لأنه لا يوجد من يمتلك الحقيقة المطلقة أو المسار السياسي المطلق، موضحًا: «إذا كنتوا بتؤمنوا بالتعدد والتنوع والاختلاف حقيقة مش منظور ديني فقط، ولكن حتى من منظور فكري وثقافي وسياسي، متقدرش تقول إن المنهج اللي عندنا وشغالين بيه هو المنهج المطلق اللي مفروض الدنيا كله تعمله».
وأضاف: «بالمناسبة لما حصل كدة والناس فكرت بالطريقة دي، وابتدت تبقى مساراتها السياسية وأجهزتها تشتغل بالطريقة دي شوفنا الوضع في بلادنا حصل فيها إيه.. بلادنا مش مصر بس، ولكن بنتكلم على بلادنا في المنطقة العربية بقت عاملة إزاي».
وتابع: «بنتكلم على دول كتير من وجهة نظر كثيرين إن التغيير القادم للأفضل.. 10 سنين فترة قليلة للحكم على إن التغيير كان أفضل! وهذا ليس معناه إننا نكرس للفساد أو الديكتاتورية أو التجاوز، لا، ولكن نقول إن التطور الطبيعي والتدرج الطبيعي للدول لم يحصل على وقت كاف، فكانت النتيجة اللي إحنا بنشوفها».
وشدد: «دي نقطة مهمة أنا بسجلها، إنه محدش يعتقد إنه عنده الحقيقة المطلقة، والمسار السياسي أو اللون السياسي المطلق والآخرين ييجوا عليه.. لا.. ندي نفسنا فرصة نتحدث».
السيسي: نستطيع مواجهة أي تحد بتكاتف الشعب المصري
ورد عن بعض الأمور حول نسب الفقر في مصر، وقال: «حد يقول إن نسب الفقر في مصر عالية.. صحيح، بس تعالى قولي، أنت تعرف إن الدولة دي 100 مليون ومواردها محدودة! كيف تستطيع الدولة بكل ما أوتيت من قوة تعظيم مواردها لتتيح لها إنها تخلي معدل دخل الفرد جيدًا».
مفندا: «عندنا تحديت كتيرة أوي، وأعوا تفتكروا إن أي رئيس أو حكومة يستطيع مواجهة هذا التحدي، ولكن مع الشعب المصري كله نقدر لأن التحدي ضخم، والقضايا الموجودة كثيرة جدًا».
وعن حال المستشفيات في مصر، قال الرئيس: «ممكن حد -في إطار حرية الرأي والتعبير- يقولي إن المستشفيات بتاعتكم لا تقدم خدمة جيدة.. صحيح.. طب تقدر تقولي إزاي دولة زي مصر كل موازنتها المتاحة تساوي 10% من الأموال المطلوبة لتشغيل وإدارة الدولة المصرية.. طب إزاي أنت عايز تريليون دولار ومفيش تريليون دولار».
تريليون دولار لتوفير إنفاق مناسب للشعب
وقال إن البعض قد يقول إن المستشفيات في مصر لا تقدم خدمة طبية جيدة، «دة صحيح، بس تقدر تقولي دولة زي مصر كل موازنتها المتاحة تساوي 10% من الأموال المطلوبة لتشغيل وإدارة الدولة المصرية، أنت عاوز تريليون دولار».
وأضاف: «لو أنت عاوز تعمل إنفاق مناسب لشعبك أو لدولة زي مصر عاوز تريليون دولار، ووزير المالية موجود ويرد عليا ويقول الكلام ده موضوعي ولا لاء».
وتابع: «هاتوا كل دولة عدد سكانها قريب من عددنا وتقول إنها بتعمل إنفاق مناسب، هتجدوا على الأقل بتنفق تريليون دولار اللي بنتكلم عليها، لما تيجي تقارني بدولة مثلا زي أي دولة أوروبية غنية عندها ثبات في النمو الديموغرافي بتاعها لمدة 40 أو 50 سنة».
وأكد: «الأمثلة هنا مش هتبقى مؤلمة لأي حد، لما أقول دولة زي ألمانيا أو فرنسا عدد سكانها مزادش على مدى الـ 40 سنة اللي فاتوا هو كان محتاج يعزز من النظام الصحي اللي عنده أو التعليم ولا يطوره؟ لو عاوز يطوره يحسن فيه لأنه امتلك بنية صحية جيدة تستطيع تقديم خدمة طبية جيدة جدا، كل المطلوب منه أنه يعزز ويطور هذه الخدمة حتى تعطي مزيدًا من الرفاهية لشعبها».
مصر داعمة لأشقائنا في السودان
وأكد أن سياسة مصر ثابتة تجاه عدم التدخل في شؤون الدول، ورد الرئيس على صحفي سأله عن رأيه في الانتقادات التي وجهها بعض السياسيين في السودان للدولة المصرية بسبب عدم دعمها لحكومة عبدالله الحمدوك في أحداث 25 أكتوبر، موضحًا: «الأوضاع في السودان في حاجة إلى توافق سياسي بين كل القوى حتى يكون هناك مخرج وتحرك مناسب، والفترة الانتقالية يتم في نهايتها إجراء انتخابات».
وأضاف: «دعمنا المجلس السيادي بكل عناصره، لأن السودان يمس الأمن القومي المصري واستقرارها أمر في منتهى الأهمية لنا، والاستقرار لا يأتي إلا بالتوافق وليس بشكل آخر».
وتابع: «هل معنى أننا لم نتحدث أن نطلق تصريحات أننا لسنا داعمين للحوار والتوافق بين القوى الموجودة؟! لا.. لكن جرى العرف عندما تحدث أحداث في دولة أخرى يُقال إن مصر داعمة لكذا، وحتى في ليبيا عندما حدثت تطورات في آخر عامين، قلنا إن الاستقرار والحوار بين الأشقاء الليبيين يجب أن يكون المسار الصحيح».
وأوضح الرئيس: «كان لنا تجربة قاسية في عدم التوافق والاختلاف والتظاهر وهو ما سبب الأذى للبلد، وبالتالي أقول للأشقاء في السودان توافقوا على الحوار وتحركوا للأمامـ بدلا من الاستمرار في حالة عدم الاستقرار، لأن حاضر ومستقبل الدولة سيدفعان الثمن من القدرات الاقتصادية المتواضعة لنا كلنا، وبعدها يكون مطلوب قرارات صعبة للغاية على المواطنين وسيكون عليهم تحملها على غرار ما حدث في الإصلاح الاقتصادي وتستمر حالة التظاهر والرفض والاختلاف، وتفضل الدولة في مكانها سنة وسنتين وتلاتة ويضيع مستقبل وحاضر شعبها».
وأكد «السيسي» أن مصر داعمة لكل الأشقاء في السودان، وأن يتفقوا على خارطة طريق تمكنهم من الوصول إلى انتخابات تعبر عنهم لبناء المستقبل، وقال: «حريصون على استقرار المنطقة وليس السودان فقط، لأننا شفنا إن الحالة الموجود فيها الجسد العربي في سوريا ولبنان والعراق وليبيا والصومال ودول كثيرة، ويا ترى هو ده الوضع الصحي للمنطقة؟! الاستقرار سيمنح فرصة للجهود في المنطقة أن تتحرك في اتجاه التنمية والتعاون».
السيسي: نحاول جعل التعليم والخدمات الصحية الأفضل في العالم
وقال إن الدولة تريد أن تجعل التعلم أفضل تعليم في العالم، وكذا الخدمة الصحية لتكون الأفضل على الإطلاق، مشيرا إلى أن هناك حالة رضا بين المواطنين لما تقوم به الدولة.
وأضاف: «في فرق بين إنك تحس إن مفيش فايدة ومحدش سائل، وبين إنك تجد إن فيه جهد بيتعمل وبيترصد، وبيرصده كل إنسان على امتداد مصر بالكامل».
وتابع: «7 أو 8 ملايين إنسان شغالين ومبطلناش شغل، ومش هنبطل وهنفضل نشتغل لحد ما نخليها بلد بجد، ومش هتبقى كده إلا بينا كلنا، وثقتنا في نفسنا وقبلها ثقتنا في ربنا، إنه يساعدنا ونجتهد».
والفت إلى أن الدولة المصرية تحرص على تحسين التعليم وتنمية الإعلام والدراما المصرية بشكل قوي، ونحاول أن نطور ونصلح الخطاب الديني في إطار العنوان الكبير، وهو أن هذا الوجود خلقه ربنا، وما يحدث فيه من تطور ليس خارجا عن قدرته.
وأضاف «السيسي»، خلال لقاءه مع الصحافيين الأجانب على هامش فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة: «القضية مش في الدين، لكن في فهمنا للدين وترجمتنا له، وهي اللي مخليانا نخبط في الحيط، وبالتالي لما نحسن في المدرسة والجامعة ويبقى في أنشطة وتعليم متطور يخلي العقل ينمى المعرفة والوعي مش عقل يتلقى وبس، عقل ياخد الكلام ويوزنه ويراجعه ويتعامل معه بموضوعية، ولو عرفنا نعمل ده مش هيبقى فيه خطر على مجتمعنا أو الأجيال القادمة».
وأشار إلى أن الحركة في مصر متسارعة جدا، وعندما تتصدى الدولة لملف تحاول تحقيق أكبر قدر من العمل والتطوير حتى تحقق الهدف المنشود، موضحًا: «الملفات في الدولة كثيرة جدا ومكنتش أقدر أتصدى لها في وقت واحد، وعملنا في خطتنا في الأول خالص أسبقيات وأولويات، ومن حسن الطالع التحرك داخل الأولويات اللي إحنا بنعملها».
وأضاف: «لما بنتحرك مش بنقول إحنا في الأولوية الفلانية، وده مش سياسة لكن لازم نعمل كدة، لأن أنا، لأ مش أنا، كلنا لا نقبل القبيح في أي شيء، حتى في الممارسات الدينية». وتابع: «مش عاوزين فهم ديني خاطئ، والاعتقاد الخاطئ أنا مش ضده بالمناسبة والمفروض منبقاش ضده، لأنه حر لكن يخليه في حاله، متجيش تقولي أنت لازم تبقى متدين بالطريقة دي وغير كدة متبقاش متدين ونموتك، متفرضش عليّ فهمك واعتقادك الديني، لأنك لو سمحت بكدة يبقى كل صاحب دين يرى أن دينه أفضل يفرضه على الآخر، طب إشمعنى لما نيجي جوة الدين نفسه فهم لده».
ورد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على سؤال صحفي بأحد وسائل الإعلام الأجنبية عن حالة حقوق الإنسان وزيادة ما أسماه بـ «حالات اعتقال واحتجاز»، وقال الرئيس: «هطرح على شبابنا المصري الموجود هنا وعلى شباب آخرين، لو مستعد إن هو ياخد كل البيانات التي تُطرح ويتم تداولها في الخارج عن العدد والسياسيين والاحتجاز والاختفاء القسري ويتم خلال شهر أو شهرين أو 3 شهور الوقوف على حقيقة ذلك، وأتحدث عن شباب محايد وعندما تظهر نتائج عمل هذه اللجنة يعلنها للناس».
وأضاف: «أحيانا تكون البيانات المتحصل عليها غير دقيقة والموضوعات التي يتم طرحها ليست كاملة، وهقول هاتوا البيانات اللي انتو بتتكلموا عليها وقوائم الاختفاء القسري وعملنا ده قبل كده في أول مؤتمر شباب لتصويب أي إجراء خاطئ.. هو أنتوا بتحبو شعبنا أكتر مننا؟ هو أنتو خايفين عن بلادنا أكتر مننا، أنا بتكلم اللي بيسمع مش ليك يا طارق –الصحفي صاحب السؤال- بلدنا مش لاقية تاكل مستعدين تساعدونا؟! البلد دي عاوزة تعيش والشعب عاوز يكبر وينمو زي ما الباقي كبر وبقى حكاية، عاوزين نبقى حكاية إحنا كمان، وعشان كده بقول محدش هيحب مصر أكتر مننا».
الرئيس: التعاون في ملف السد الإثيوبي أفضل
وتحدث الرئيس عن أزمة المياه في مصر وإيجاد حلول للتغلب عليها، من بينها إعادة تدوير المياه، لافتًا إلى أن مصر خلال 3 سنوات ستكون الدولة الأولى عالميا في تدوير المياه.
وقال إن التعاون في ملف السد الإثيوبي أفضل، «قولنا في بداية الكلام في الأول خالص، تصريحاتنا كانت بتقول إن إحنا ننظر بكل تقدير وإيجابية في التنمية لأشقائنا في إثيوبيا، بس أرجو ألا يكون ذلك على حساب المياه، وزي ما إنتو شوفتوا الدولة المصرية في المياه تقريبًا عايشة على شريط المياه اللي بييجي من أسوان حتى الإسكندرية، وباقي الأرض اللي هي حوالي 95% أرض صحراوية».
وأضاف: «ده كلام مش عشان نبرر وده واضح، أي مياه تبقى موجودة بنحاول دلوقتي تنميتها، إحنا بدأنا في خطة شغالين فيها منذ 5 سنوات في خطط استراتيجية لتعظيم الاستفادة مما لدينا من قدرات وإعادة التدوير».
وتابع رئيس الجمهورية: «لما فتحنا محطة بحر البقر في سيناء، بعد ما نخلص مشروعنا بالكتير يأخذ 3 سنوات كمان هنبقى من أوائل دول العالم اذا مكناش الدولة الأولى في العالم اللي عملت مشاريع لحسن استخدام المياه وإعادة تدويرها».
وأشار إلى أنه قد حرص منذ توليه السلطة على إدارة ملف السد الإثيوبي من خلال الحوار الهادئ والتفاوض بعيدًا عن أي شكل من أشكال الانفعال، وأن هذه أمور بين البلدين من الممكن أن تحل، والوصول إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد.
وأضاف: «كنا في سنة 2015 وصلنا لاتفاق مع أشقائنا الإثيوبيين والسودانيين بشأن هذا الموضوع، أنه لا يتم ملء السد إلا بعد الوصول لاتفاق قانوني بشأن عملية الملء والتشغيل، تراعي كل شواغلنا».
وتابع: «لما استمر سنة واثنين وثلاثة وأربعة ولم نصل إلى حل، والموقف الإثيوبي كان جامد في مكانه اضطرينا إن إحنا نتحرك في طريق مجلس الأمن حتى نعطي قوة دفع مش الهدف منه كان أكتر من إن يكون فيه قرار لمجلس الأمن يؤكد أهمية سرعة الوصول إلى قرار أو اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة».
ووجه رسالة إلى دولة إثيوبيا أن مصر تحاول زيادة مواردنا من المياه، ورغم ذلك لم نطلب زيادة في حصة مصر من مياه النيل، وأضاف: «المياه اللي جاية لمصر دلوقتي هي نفس الكمية اللي كانت بتيجي، ومصر وصلت إلى 100 مليون نسمة وحصتها في مياه النيل لم تتغير، وبالتالي وصلنا طبقا لتقارير ومعايير الامم المتحدة إلى مرحلة الفقر المائي، حصة الفرد 500 أو 600 متر مكعب مياه في السنة».
وتابع: «المعدل العالمي للفرد أكتر من 1000 متر في السنة، إحنا كل اللي بنتكلم فيه أشقائنا في أثيوبيا ننظر لكم بإيجابية كالعادة ومستعدين للتعاون، فيما يخص مياه نهر النيل مع كل الأشقاء في دول حوض النيل من أجل الرخاء لنا كلنا».
وفند: «إحنا عاوزين نعيش، بس مش هنحرم غيرنا إنه يعيش وإلا منكونش موضوعيين، حجم المياه على الهضبة الإثيوبية 900 مليار متر مياه، حجم المياه اللي بتنزل على الآبار الأثيوبية المتجددة 40 مليار متر مكعب، وحصة مصر لا تساوي 10% من المياه اللي تسقط على الهضبة الاثيوبية».
وعن تطور وسائل الإعلام، فقال إن هناك تطورا حدث في وسائل الاتصال والإعلام، له تأثير على النشأ الصغير و«ممكن يعمل تشظي للشخصية المصرية، لكن التطور ده مش خارج عن السيطرة».
الرئيس: التطور اللي بيحصل في الدنيا مش خارج عن السيطرة
وأضاف ردًا على سؤال أحد الحضور حول تطور الحروب في الفترة الأخيرة في محاولة لطمس الهوية المصرية: «التطور اللي بيحصل في الدنيا مش خارج عن السيطرة، وفيه وقت معين مكانش فيه تلفزيون، وأنا حضرت الوقت ده، وساعة لما جه التلفزيون كانت قناة واحدة، وكانت بتخلص الساعة عشرة، ووقتها برضو كانت الناس بتقول إن الكلام ده هيكون ليه تأثير سلبي على المجتمع والناس مش هتشوف شغلها، وهيعمل تشظي للشخصية».
وتابع الرئيس قائلا: «مر أكثر من 50 سنة والدنيا محصلش فيها ده، لكن الإنسان هو المخلوق الوحيد في الدنيا اللي بيدمر ويبني، ودي حاجة حبا بها الله سبحانه وتعالى الإنسان، وممكن مخلوق يكسر شجرة ميعرفش يصلحها، لكن الإنسان ممكن يحرق غابة كاملة ويرجعها تاني.. واللي إحنا فيه ده -في العالم كله- يستطيع العقل الجمعي الإنساني أن يتعامل معه».
والفت إلى أن أدوات بناء الوعي في المجتمع المصري لا تتغير، فالمنزل ووسائل الإعلام لهما دور في حالة الوعي الموجودة، إضافة إلى المدرسة والتعليم، وأيضا المسجد والكنيسة أو أي دار عبادة أخرى، كلها تساهم في تشكيل الوعي.
وأضاف ردًا على سؤال أحد الحضور حول تطور الحروب في الفترة الأخيرة في محاولة لطمس الهوية المصرية: «قد يكون أحد هذه العناصر له دور أكثر من الآخر.. وعلى سبيل المثال البعض كان يقول إن الإعلام لا يتحدث عن الإنجازات التي تتم في الدولة، فكنت أقولهم متشغلوش بالكم بالموضوع ده خالص.. لأن مش كل الناس بتتفرج، ومش كلنا بنشوف الأخبار في وقت واحد، لكن بالتأكيد لو أنت ماشي في قريتك وأنا بعمل مشروع هتشوفه».
السيسي: حجم العمل اللي بيتعمل في كل مصر شكل حالة من الرضا
وتابع الرئيس السيسي: «حجم العمل اللي بيتعمل في كل مصر شكل حالة من الرضا النسبي لدى المواطنين عن دور الدولة في إطار قدراتها».
وعن السياحة فأكد أنها عنصر آخر يحتاج الاستقرار، «يا ترى في دولة زي فرنسا أو أسبانيا أو حتى أمريكا أو إنجلترا، عدد السياح الموجودين فيها اد إيه؟، وتلقوا كام ضربة في تاريخ الخمسين سنة اللي فاتوا ودة كان له تأثير على التوجه، إذن هو دخل مستقر والدخل دة لما استقر عمل صناعة متقدمة في السياحة في بلادهم».
وأضاف «عندي انا تلقيت تقريبا من 7 لـ 10 سنوات أتلقى ضربة تقوم توقفني الصناعة وتخليها تتراجع وبالكتير تاخد فوة دفع بعد 5 أو 6 سنين وبعدين تبتدي تتحرك، وبعد 7 أو 8 سنين كمان تقوم متلقية ضربة تاني، الناس اللي عيشين على الصناعة دي تعمل إيه؟».
وأشار إلى أن حرية التعبير والرأي مكفولة: «مستعد أسمع أي نقد حقيقي يكون ده سبيل لتقدم الدولة دي، أمني أنا والحكومة إننا ناخد الشعب لقدام مش ناخده للضياع والتدمير».
وأضاف: «بعد التجربة اللي إنتو شوفتوها في الست سبع دول اللي موجودين فيه لسة نقاش تاني، حطوا تناولكم للمسائل جنب بعضها، وقولوا المسار ده كانت نتيجته إيه؟».
وتابع: «الدول المتقدمة، وأنا بعترف بده، خدت وقتها في التطور في المجالات المختلفة بما فيها التطور الإنساني، ومكانش تحتها ضغط عليها، كان فيه ضغوط أخرى، لكن التحول أخد وقته، إذن أعطونا الفرصة إننا نتحول للأفضل دون ضغوط تؤدي إلى ضرر، وفي النهاية مش هتقدروا تساعدونا».
وعن الحياة السياسية المصرية، فقد استطرد، «أنا دايما أقول مستعد في كل سنة أعمل انتخابات في مصر، كل سنة، بس بطلب شرط واحد ثمن تكاليف الانتخابات تدفعوها أنتم، أنا بتكلم بجد، وكل المنظمات الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمات المجتمع المدني تقف على اللجان، والناس إن قالت لأ هسيبهم وأمشي».
وأضاف: «مش هو دة المعيار؟ ولا إرادة الناس مش معيار، إرادة الناس في مصر هي المعيار، الناس لو في مصر مش عاوزيني في مصر همشي علطول ويجي حد تاني، دا الكلام النهائي، غير كدة يبقى عبارة عن إساءة وتشويه شكل الدولة». وعن اللإرهاب فقد قال «ننظر للإرهاب في قارتنا الأفريقية على أنه أحد أهم الأخطار التي تعيق استقرار القارة وتقدمها، وبالتالي نحتاج للتعاون من أجل التغلب عليه، وبالتالي عندما يحدث استقرار في دولنا الأفريقية بالكامل، إحنا بنتكلم عن دول الساحل والصحراء والصومال وأحيانا على كينيا وأوغندا».
الإرهاب آفة مدمرة لمستقبل الشعوب
وأضاف، «الإرهاب آفة مدمرة لمستقبل الشعوب ونحتاج للتعاون مع كل أشقاءنا الأفارقة من أجل التصدي لهذه الظاهرة، ونحن مستعدين نعمل ده».
وتابع: «عندنا مركز في مصر قادر على إنه يقوم بعمليات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب، الإرهاب يستخدم كأداة لتدمير وتخريب مستقبل الدول وتفضل دولنا في دوامة التخلف والتراجع».
وأكد أن مصر تستعد لتنظيم مؤتمر المناخ في شهر نوفمبر خلال العام الجاري، وتبذل جهدًا كبيرًا مع الشركاء الآخرين، لوضع أهداف يمكن من خلالها الوصول إلى توافق، و«أنا لدي تفاؤلًا كبيرًا جدًا بأنه سيحدث تحرك كبير في قضية المناخ».
وأضاف: «هذه القضية خدت دفعة كبيرة في مؤتمر جلاسكو، إضافة إلى الأحداث الخاصة بآثار التغيرات المناخ في العام الماضي».
وطلب الرئيس من وزيرة البيئة أن توضح الفنيات الخاصة بتنظيم المؤتمر، التي أوضحت أن مصر تعمل على عدة أولويات أولها القرار الصادر من قمة جلاسكو، ثم مناقشة جدول الأعمال مع رئيس مؤتمر الأطراف خلال الأسبوع المقبل، إضافة إلى أن مصر تركز على التكيف وتمويل المناخ، وفيما يتعلق بالشمولية والتنظيم فإن مؤتمر الأطراف سيكون شاملًا ولن نترك أي قطاع متخلفًا عن الركب، والقطاع الخاص والخبراء، والقطاع العام جميعهم سيكونون موجودين.
وعلق الرئيس عبدالفتاح السيسي على تناول الإعلام الغربي السلبي لبعض القضايا في مصر، قائلا: «التناول الإعلامي محدش يقول للآخرين تقول إيه أو متقولش إيه، لازم نقبله، هو حر، لكن إحنا كمان حرين إننا نبني بلدنا لحد ميلاقوش حاجة يتكلموا عليها غير البناء».
وأضاف، «لازم نحترم شغل الآخرين وطريقتهم إنما احنا هنفضل نشتغل لحد ما يتكلموا عن الشغل، وأيضا أمور أخرى شايفين من وجهه نظرهم إنها محتاجة قوة دفع، وماله نتحرك فيها ونبان إننا بنحترم بعضنا ونحترم آراء الآخرين».
وتابع الرئيس: «انتقدني لو هتتكلم بموضوعية وأرد عليك، ولو مردتش عليك يبقى العيب مش عندك يبقى العيب عندي أنا لأني مش عارف أرد، هما يقولوا ما شاءوا ومرحب بهم في مصر ودي حرية».
ورد الرئيس على فتاة تُدعى «سالي»، قالت له في منتدى شباب العالم: «نفسي أحقق حاجات كتير في حياتي وجوايا خوف وقلق، طالبة نصيحة أبوية إزاي أتخلص من الخوف اللي جوايا؟»، وقال الرئيس ضاحكًا: «خايفة من إيه، ده أنتي شابة صغيرة لسه، الدنيا كلها قدامك، فرص الدنيا كلها قدامك، أنتي قد بنتي الصغيرة، لسة العمر كله قدامك وتقدري تحققي فيه كتير».
وأضاف موجها حديثه للفتاة: «متخافيش أبدًا.. لو قلقانة على مصر عاوز أقولك على حاجة، جوه مصر متخافيش، لأن الدولة دي بفضل الله سبحانة ربنا حافظها، وإلا كانت راحت زي ما غيرها راح، مش إحنا اللي حافظنا عليها، اللي حافظ على مصر ربنا».
وتابع قائلا: «ربنا له الشكر والحمد والثناء العظيم، إنه عمل معانا كده، متخافيش على مصر، الأمور بفضلك يارب من حسن إلى أحسن، وإحنا موجودين عشان نفضل نشتغل ونشتغل ونبني، ونعمر لغاية ما نحقق الحلم لنا كلنا، إنتي عاوزه جلسة لوحدك، بس بقولك لا متخافيش، ربنا يحفظك ويأمنك من القلق والخوف»
تجديد الخطاب الديني
وقال الرئيس إن تجديد الخطاب الديني هو زرع لفكر التنوع والاختلاف في الفهم والعقول، موضحًا: «مفيش حاجة زي بعضها وده من سنن الكون، ولو ده حصل مش هتجد غربة مع أخوك المسيحي أو أخوك اليهودي أو أى دين آخر أو حتى الإنسان اللي مش مؤمن بدين، ممكن بعض الناس تقول أنت كده بتخوفنا وبتدعم الإلحاد؟!".
وأضاف: «ربنا أعز وأكبر من إن الإيمان به ييجي غصب عن الناس، ربنا أعز وأكرم وأكبر ومش مستني، والوجود كله بيسبح بوحدانيته وقدرته، والأرض باللي عليها لا تساوي عند الله شيء».
وتابع: «لو فهمنا ده، هل هنفرض على حد يؤمن؟! إزاي أخليك تؤمن وأنا لا أمتلك قلبك، ومحدش بيمتلك قلب حد، ودي من حكمة ربنا، إنه خلى كل واحد اللي جواه بتاعه هو، وعشان كده اللي هيحاسب على ده ربنا، ولو إحنا كمسلمين فهمنا هذه النقطة ومارسناها في تعاملاتنا مع بعضنا البعض مش هيبقى في مجال لأى بنية تطرف على الإطلاق، لأن التطرف مبني على التمييز والاستعلاء، ولو قدرنا في المدارس والجامعات والمعاهد والدراما نتكلم عن التنوع والاختلاف .. ولو جينا هنا هتلاقو مفيش شكل زي التاني لأن ده الطبيعي».
وقال إنه لن يترك البلد للضياع، مؤكدا أنه سيواصل العمل والبناء والتعمير كي تكبر ويكون هناك ناتج محلي، مضيفا: «عاوزين نفضل نشتغل ونبنبي ونعمر ونوصل ونكبر ويبقى عندنا ناتج محلي، والمواطن المصري دخله كلام يحرج ويكسف، يبقى يكسب ويقدر يعيش ويفتح بيت زي ما الكل بيعيش، المصري مبيتفسحش عشان عاوز ياكل».
وتابع الرئيس: «حد يقول كده؟! آه بقول كده لأن دي القضايا الخاصة بي، لأني هاخد بيد البلد لقدام مش لحاجة تاني، عاوزين نبقى حكاية، محدش يعيقنا ويعقرلنا».
وأشار إلى أن تدريب الشباب وإعداده للعمل أمر إيجابي، مشيرا إلى أن الشباب بدأوا يشعرون أن هناك فرصا للعمل في مصر، مفندا: «بس الفرص دي مش في مصر بس، في أي حته في الدنيا فيه فرص، مش بتتحقق إلا بجهد وعمل وإعداد جيد، مش بقول إعداد جيد من الشاب نفسه، لا إعداد جيد من كل المجتمع».
فرص عمل للشباب
وتابع: «أحرص على أن الشباب يدخلون سوق العمل ويحرصون على فرصة مناسبة، وإيجاد مقابل جيد، مش أرقام دخل متواضعة.. في مصر فيه برامج عملناها عشان ده، بس عاوز أقولك، إذا كنتي بتتكلمي عن 800 ألف أو مليون فرصة لسوق العمل سنويا، ده رقم كبير جدا، عشان نولد فرص عمل واحدة مناسبة لشاب أو شابة، متوسط التلكفة المالية من 100 ألف لمليون، عشان توفري فرص عمل مناسبة، فيه فرص عمل تكلف أكتر من كده لو في مجال التكنولوجيات المتقدمة تتكلف أكتر من كده».
وأكد: «لو بنتكلم على توفير 100 ألف فرصة عمل يبقى إحنا بنتكلم عن 100 مليار جنيه، ولو بنتكلم عن توفير 800 ألف فرصة عمل بنتكلم في 800 مليارجنيه، إحنا بنتحرك في كل حاجة».
والفت إلى أن مصر هذا العام أضافت نحو 300 ألف فدان صالحة للزراعة: «انضافوا بالفعل واتزرعوا السنة دي قمح، وإن شاء الله خلال السنتين اللي جايين هنضيف 2 مليون فدان ونصف آخرين، فيه فرص عمل في هذا الاتجاه، طب الاتجاه ده ممكن يبقى فيه قيمة مضافة أكتر؟، طبعا، لو مخلتهوش بس منتجات زراعية عادية، ممكن نعمل فيه تصنيع زراعي للمنتجات اللي بتطلع عشان يبقى فيها فرص عمل، وفي نفس الوقت فيها قيمة مضافة للناس».
وأضاف: «أحنا كدولة بنتكلم في برنامج تشغيل، لما قولت إننا نفضل نشتغل كلنا حتى نحقق الحد الأدني ونوفر فرص العمل لكل من عاوز يشتغل على الأرض المصرية عشان ميضعش».
وتابع رئيس الجمهورية: «بنتكلم في 8 و9 ملايين شغالين في الدولة المصرية بعيدا عن القطاع الحكومي والقطاع الخاص اللي هو الشركات، وبعيدًا عن التشغيل اللي يتم في كل حتة فيكي يا مصر، فعلًا الأرقام اللي بياخدها مش كتير والدخل بتاعه مش كبير، بس الشخص ميبقاش محتاج بس يبقى فيه فرصة».
وأشار إلى إننا في برنامج الاتصالات نعمل على تهيئة الشباب وخريجي الحاسبات وكليات الهندسة، ومن يمتلك مهارة في هذا الاتجاه، من خلال تدريبه بمبادرات تقوم بها وزارة الاتصالات بتكلفة مالية كبيرة، «الكلام ده بيعلن عنه ويتم تجميع الشباب والشابات ويتم تصنيفهم طبقًا لقدراتهم الحقيقية، والاختبارات بتقول كده، وبنعمل كده».
وأضاف: «قولنا أمس إننا شغالين في 3 قطاعات وهي صناعات كثيفة التكنولوجيا والزراعة، والمواصلات والاتصالات وقولنا دول فيهم فرصة عاوزين نبذل جهد خلال السنين اللي جاية فيهم، إضافة لباقي الاتجاهات، فإحنا رايحين نتحرك لده».
وتابع رئيس الجمهوية: «بس كمان شبابنا وشابتنا محتاجين يبذلوا جهد في جودة ما لديهم، الفرصة موجودة، تفتكري النهارده فيه دول بتشتغل في الاتصالات دي بالملايين، وتشتغل في البيت، بيشتغلوا قدام منهم جهاز وبيعمل أرقام رائعة، ممكن يعملوا في الشهر 20 أو 30 ألف دولار، القضية مش بقت دلوقتي إننا متعلمين وخريجين جامعات ولكن المهارات بتاعتنا تجري عليها».
أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنشاء ما يقرب من 100 ألف صوبة زراعية: «الصوبة الواحدة على الأقل بتشغل من فردين لـ3 أشخاص، بس يكونوا متدربين ومصابرين ومتقنين وهيعملوا قرش كويس، لما بنتكلم عن 100 ألف صوبة يبقى كده بتوفر فرصة عمل من 200 ألف لـ300 الف فرصة عمل لشباب وشابات، وفي ناس بتشتغل معانا في هذه الامور».
وأضاف السيسي: « كل ما يشمل تصنيع زراعي يُعد قيمة مضافة للإنسان، لو جيت أصدر محصول البرتقال هيبقى مختلف عن إني أصدر عصائر برتقال ومجفف البرتقال وحاجات أخرى كتير، هيفتح مجالات أخرى في الزراعة، والكلام ده ينطبق على محاصيل اخرى كثيرة، هنفضل نعمل كده».
وأوضح أن هناك فرص عمل في مجال الاتصالات ليست في مصر فقط، «بيشتغل جوه مصر ويتصل بالعالم أجمع من خلال الإنترنت ويحقق لهم المطالب المهارية المطلوبة، ويأخذ منها مقابل مجدي جدًا».
وتابع: «بس مين اللي بيعمل كده، اللي هو أولا يكون تعليمه جيد جدا وكمان مهاراته وتأهيله لنفسه وإعداده لنفسه اتطور بشكل كبير، فيه دول فيها ملايين الناس شغالة في هذه الأمور، في دولة بها 3 مليون شغالين في التجارة الإلكترونية يحققون مكاسب 130 مليار دولار، في العام».