«زينب»: معاناة أولادي زادت بعد تولي عمهم الوصاية عليهم
معاناة أولادي زادت بعد تولي عمهم الوصاية
أبناء حُرموا من نعمة الأب فى سن مبكرة، وظنوا أن العم الذى تولى الوصاية عليهم وفقاً للقانون، سيكون لهم بمثابة الأب الثانى الذى سيعوضهم عن مرارة الفقدان، لكنهم اصطدموا بما لم يتخيلوه يوماً وزادت معاناتهم مع الحرمان أكثر وأكثر.
«زينب. ط»، أم فى الأربعينات من عمرها، لطفلين، توفى زوجها قبل 3 سنوات، وبحكم القانون انتقلت وصاية طفليها إلى عمهما، ليتولى مسئوليتهما ورعايتهما فى غياب الأب، وقالت: «كنت متخيلة أنه هيحاول يكون بدل أبوهم اللى مات ويعوّضهم ويوفر لهم العيشة المناسبة».
«زينب» وابناها اللذان يدرسان فى الصف الثانى الثانوى، والصف الثالث الابتدائى، اصطدموا بواقع آخر أكثر قسوة ومرارة افتقدوا فيه الأمان والمعيشة المناسبة والحياة الأمانة التى يتوافر فيها كل ما يحتاجونه.
رغم أن والد الأبناء ترك ميراثاً كبيراً يكفى لتوفير المعيشة المناسبة للزوجة وولديها، فإن العم ظل مسيطراً على الميراث، ويرفض أن يمنح الأم وولديها المال اللازم ليتمكنوا من العيش الكريم، وتابعت: «عمهم كان بيذلنا علشان يدينا من فلوس أبوهم اللى اتحكم فيها وبقى بيصرف منها على أولاده».
هذه التصرفات من جانب العم، دفعت «زينب» للاعتماد على راتبها الشهرى فقط، فى توفير نفقات ابنيها، وهو لا يكفى لتوفير مستلزمات ابنيها، وأضافت: «المرتب مش بيكفّى، وبضطر أروح أتذلل له عشان أخد فلوس من وِرث الأولاد أو بستلف من الناس».
بعد سنوات من المعاناة مع «العم»، قررت «زينب» اللجوء إلى الطرق القانونية لانتزاع الوصاية على ابنيها وتتولى هى رعايتهما وتوفير مستلزماتهما، دون أن يتحكم بها الآخرون، أو يحرم أحدهما من حقه فى الميراث، وقالت: «الناس قالولى لازم أرفع قضية فى المجلس الحسبى».
ويرجع تاريخ إنشاء المجلس الحسبى إلى عام 1869، وهو إحدى الهيئات القضائية التابعة لمحكمة الأسرة، وينظمه قانون الولاية على المال الذى ينص على أنه يخضع فاقدو الأهلية والقصر للوصاية، ولا يجوز للوصى التصرف فى أموالهم أو إدارتها إلا بإذن من المحكمة.
ورغم مرور أكثر من عام على القضية التى رفعتها لنقل الوصاية إليها، فإنها ما زالت تنتظر الحكم الذى يلبى رغبتها ورغبة أبنائها فى أن يكونوا مسئولين عن حياتهم.
«بيذلّنا علشان يدينا من فلوس أبوهم اللى اتحكم فيها وبقى يصرف منها على أسرته»