اغتيال البراءة.. مقتل 4 أطفال والمتهمون «أب وأم وصديق ومريض نفسيا»

قتل 4 أطفال.. والمتهمون «أب وأم وصديق ومريض نفسيا»
انتهت أحلامهم قبل أن تبدأ، وغادروا الحياة سريعا بفعل فاعل، دون ذنب أو سبب تركوا الدنيا دون إرث يذكر، سوى شهادات ميلاد ووفاة بتواريخ قريبة من بعضها، وملابس ملطخة بالدماء، وصرخات الفراق من أسرهم، راحوا وبقي القصاص ممن سلبوا أرواحهم، ورقدوا في سلام، بينما بدأ المتهمون في رحلة طويلة تبدأ بطرقات الأقسام ومديريات الأمن وجهات التحقيق، وتنتهي غالبا بمقابلة مع «عشماوي» يوم القصاص.
الضحية «رضيعة» والمتهمة «الأم»
أصغرهن كانت رضيعة لا تقوى على شيء، لا تعرف من الدنيا سوى حضن أمها، الذي تبدل من ملاذ آمن إلى سكين يقتل بدم بارد، وربما كان المرض النفسي الذي تعاني منه الأم دافعا للتخلص من طفلتها التي لم تجاوز عامها الأول إلا ببضع أشهر، فوضعت لها أدوية في الحليب، لتصاب الطفلة بإعياء شديد، لم تقو أحشائها الداخلية على مقاومته، وفارقت الحياة في الحال، وتم إلقاء القبض على الأم بمنزلها في بولاق الدكرور، فيما حاول الأب التستر عليها وأبلغ بأن الطفلة سقطت من على السرير، لكن كشفت الأجهزة الأمنية حيلته وساقت الأم للعدالة.
«تمارا» ماتت بتعذيب الأب
أما «تمارا» ذات الأعوام الأربعة، فتشابهت قصتها مع الرضيعة، لكن الأم هنا احترق قلبها على ابنتها، فيما كان الأب المقيم بالزاوية الحمراء بالقاهرة هو المتهم بقتل الطفلة، بعد وصلة تعذيب أنهكت جسدها الصغير، وتوسلات يائسة لم تشفع لها عند الأب المتهم، وصرخات لم تنجح في إفاقته من المواد المخدرة التي يتعاطاها، لينتهي وجودها في الحياة، وينتهي المطاف بالأب في زنزانة تطارده فيها روح ابنته، وعد تنازلي لحكم إعدام منتظر.
«غدر الصحاب» ينهي حياة «رجب»
لم يختلف الحال كثيرا بين غدر الأقارب والأصدقاء، فـ«رجب» ذو الثلاثة عشرة عاما، ودع الحياة بثقبين في القلب، أحدهما نتيجة «سيخ كفتة» استقر فيه، والثاني نتيجة غدر صديقه الذي أنهى حياته، في مشاجرة لم يتخيل أكثر المتشائمين أن تنتهي بمقتل أحد الصديقين وسقوط الثاني في يد العدالة، حيث كان المجني عليه ينتظر تسوية طعام ذهب لشرائه من المحل الذي يعمل به صديقه المتهم، ووقع شجار بينهما -وفقا للتحريات- انتهى بتوجيه الأخير طعنة نافذة بقلب للمجني عليه، بأحد أسياخ الكفتة التي يستخدمها في العمل، لتنتهي قصة صداقتهما، وتنتهي حياة رجب، ويقدم صديقه للتحقيق والمحاكمة.
طفل البدرشين ضحية «مريض نفسي»
الأخير طفل عمره خمس سنوات مقيم بإحدى قرى البدرشين، راح بلا ذنب أو سبب، مجرد تواجده للهو في الشارع، كان ينتظره مصير مجهول، إذ طعنه مريض نفسي بمقص ليلقى مصرعه في الحال، دون أسباب، لتلقي الأجهزة الأمنية القبض على المتهم الذي ظل يردد كلمات غير مفهومة، لتحيله الشرطة إلى النيابة العامة التي تولت التحقيقات، وصرحت بدفن الطفل، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وأسبابها وملابساتها.