والد ضحايا حادث الإسماعيلية: أنتظر عوض الله في أبنائي الآخرين
الابنة الكبرى دُفنت في يوم خطبتها
حادث الإسماعيلية
«وفاة 3 أطباء أشقاء في حادث سيارة»، حادث أليم أوجع قلوب المصريين، الأب مكلوم والأم ثكلى في قلبهما ثقل تئن الجبال من حمله.
لقاء «الوطن» مع والد ضحايا حادث القنطرة
التقت «الوطن» أحمد عثمان، والد الأطباء الثلاثة، الذي كان يقف صابرًا محتسبًا، وظل يردد: «إنا لله وإنا إليه راجعون».
المكالمة الأخيرة
قال والد الأطباء الثلاثة إن آخر مكالمة أجراها معهم كانت عصر يوم الحادث، وأخبره «محمود»، الابن الأوسط، أنه سيعود رفقة إخوته وصديقه أحمد الكحلاوي، طالب بكلية الهندسة إلى مدينة دمياط عقب تناول الإفطار.
مكالمة هاتفية وراء معرفته بالحادث
وعن معرفته بالحادث أوضح الأب أنه عقب صلاة التراويح تلقى اتصالاً من والد أحمد الكحلاوي، صديق أولاده ورفيقهم في السفر، يخبره أن عطلاً أصاب السيارة التي تقلهم، وعندما استفسر «عطل أم حادث؟» تراجع وقال إنه حادث، لكن لم يقل له إن أولاده توفاهم الله إثر هذا الحادث، وعلى الفور توجه الأب بصحبة الأم لموقع الحادث بمدينة القنطرة بترعة السلام.
صدمة وفاة الأبناء وانتظار جثة الابنة الكبرى
استُخرج جثمانان لـ«محمود وآلاء»، ونُقلا إلى المشرحة، بانتظار خروج جثمان «آية» الذي تم استخراجه من الترعة في تمام الساعة 6 صباحًا، حيث جرفتها المياه بعيدًا عن موقع الحادث، وشكر الأب تعاون أهالي مدينة القنطرة ورجال الشرطة بموقع الحادث والمستشفى لمواساة الجميع لهم ومساعدتهم لإنهاء الإجراءات.
3 مقابر للأشقاء بدلاً من العيادات
ويضيف الأب أنه لعدم وجود مقبرة لدفن الثلاثة معًا، قام بالاتصال بأحد أبنائه أثناء إنهاء إجراءات الدفن، الذي أخبره ببناء 3 مقابر بأرضه، لتكون هديته له عوضًا عن العيادات التي كان ينوي إهداءها لهم.
الجنازة كانت كحفل التخرج
وعن لحظات الغسل روى الأب أن الحادث صعب والمصاب جلل فأثناء طريقه لمدينة القنطرة توقع وفاة أحد الأبناء أو إصابته إصابة بالغة لكن لم يتوقع أن يعود بالثلاثة جثثًا، ولكن ما يعزيه هو ما لمسه من حب الناس لأبنائه وحسن خاتمتهم، حيث يحتسبهم شهداء، مضيفًا أن الجنازة حضرها الآلاف من المشيعين، وكأنها كانت حفل تخرج وحصاد لنجاحهم.
حب الناس للأبناء يثلج قلب الأب
وتابع أن زملاء أبنائه قاموا بتنظيم ممر شرفي لتكريم الابنة الكبرى «آية»، وحضر أصدقاؤها لمنزله وختموا القرآن الكريم، فضلاً عن تواجد أصدقاء «محمود» منذ الحادث في المنزل، وأهلهم الذين أشادوا بأخلاقه، حيث جاء على لسان أحدهم: «محمود عمل مع ابني اللي ما يتعملش».
التربية الصالحة وراء حسن خلق الأبناء وحب الجميع لهم
وأضاف الأب أن أبناءه ثمرة تربية صالحة، حيث قضى معهم 25 عامًا، إذ ولدوا جميعهم وتعلموا في الإمارات ثم جاءوا إلى مصر في المرحلة الجامعية، حتى مرض الأب منذ عامين وقرر العودة نهائيًا إلى مدينة دمياط مسقط رأسه.
محمود.. متفوق دراسيًا
يقول الأب عن محمود إنه من المتفوقين، حيث أنهى دراسة 5 سنوات بكلية طب الأسنان في أربع سنوات فقط، فقد أخبره أنه أعد مفاجأة له بإنهاء الجامعة في 4 سنوات، كونه كان يدرس صيف شتاء، ليخبره الأب حينها بإهدائه عيادة فور التخرج ولكن ضاع الحلم بوفاته.
دفن «آية» في موعد خطبتها
وصف الأب الابنة الكبرى، قائلاً «آية هي آية»، كانت متفوقة وأنهت منذ عام كلية الصيدلة بجامعة الدلتا، وكانت تنتظر قرار تعيينها معيدة بالجامعة، فضلاً عن مشاركتها في برنامج العباقرة لسنتين، ولديها موقع لشرح المواد العلمية على الإنترنت لمساعدة الطلبة، مضيفًا أنها ذهبت لزيارة إخوتها منذ أسبوع لقضاء عطلة نهاية الأسبوع والعودة معهم، وتابع: «راحت عشان يموتوا الثلاثة سوا.. الخميس الذي دُفن به الثلاثة كان مقررًا لقراءة فاتحة الابنة الكبرى وخطبتها لطبيب أسنان».
الأب ينتظر العوض
وأنهى الأب حديثة بأنه يحتسب ويصبر وينتظر العوض من الله عز وجل في أبنائه الآخرين، وهم 3، عمر بالصف الأول الثانوي وسما بالصف الثالث الابتدائي، والصغرى 3 سنوات.
يُذكر أن الحادث قد وقع بمدينة الإسماعيلية، حيث سقطت سيارة ثلاثة طلاب أشقاء داخل ترعة السلام ليلقوا مصرعهم جميعًا بينما ينجو صديقهم المرافق لهم برحلة العودة لمدينة دمياط.