بريد الوطن .. أثر الدراما فى الشخصية المصرية
أثر الدراما فى الشخصية المصرية
الدراما لها أهمية كبيرة فى حياتنا لا يمكن إنكارها، فهى بالإضافة إلى مساهمتها فى الترفيه والإمتاع، فإنها تؤثر تأثيراً بالغاً فى حياة أجيال بأكملها. وتنبثق الدراما من الواقع الذى نعيشه، والكثير منا استقى قيمه من الدراما. فهى والواقع لا ينفصلان، وكل منهما يؤثر فى الآخر تأثيراً بالغاً. فأول ما يتبادر إلى أذهاننا عند ذكر كلمة «دراما» نتذكر كلمة «تقمص»، لأنك ستتقمص عند مشاهدتها أشخاصاً تريد أن تكون مثلهم، وهنا تكمن خطورة تأثيرها. شغفى واهتمامى بالدراما والنقد سببهما دراستى للأدب الإنجليزى، التى تعلمت فيها أنه لا يمكن فصل السياسة عن الفن. والدليل على ذلك أفلام ٧١ التى تناولت فكرة الاستعداد للمعركة وحشد الناس، وكذلك دراما ما قبل ٢٥ يناير، فكان هناك أفلام تبشِّر ببداية ثورة جديدة مثل فيلم «هى فوضى»، فكل من الفن والسياسة يؤثر فى الآخر تأثيراً بالغاً. ولا شك أن الدراما المصرية أسهمت فى تشكيل الوجدان، فالدراما على الأقل تلفت الأنظار إلى قانون مراد تغييره مثلاً، أو أزمة تحتاج إلى حل، والأمثلة على الأفلام الهادفة كثيرة مثل «أريد حلاً»، و«الشقة من حق الزوجة»، فالدراما التى تربينا عليها زمان كان لها تأثير كبير جداً فى الشعب المصرى عبر التاريخ، أين دراما الزمن الجميل حيث كان يتم عرض مسلسل هادف واحد فى رمضان تلتف حوله الأسرة مثل «الشهد والدموع»، و«المال والبنون»؟! أما الآن فأصبحت الدراما كثيرة وغريبة وتشوه الهوية المصرية، فأصبحت تصور المرأة بصورة غريبة لا تعبِّر عن المرأة المصرية، فأصبحنا نرى أنماطاً غريبة. يتم عرض دراما لا تعبر عن الشعب المصرى المكافح، ولكنها تعبر عن مجتمع مشوه، والذى قد يشوه قيماً موجودة لدى الشباب.
مروة مصطفى حسونة
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com