كُنّا فين وبَقينا فين.. تطوير «شبكة النقل» بطرق وأنفاق وربط المدن بالقطار الكهربائي
وزير النقل: القطار الكهربائى يخدم المواطنين ويقلل زمن الرحلة
الحكومة نفذت العديد من مشروعات الطرق والكباري لخدمة متطلبات الجمهورية الجديدة
تولي الدولة المصرية اهتماماً كبيراً بقطاع الطرق، عبر جهود غير مسبوقة تمت خلال السنوات الماضية كشفت عن حجم الإنجاز الحقيقي، فما بين إصلاحات هيكلية تتم في ملف النقل والطرق، ورفع كفاءة وجودة الطرق وتدشين طرق جديدة لربط المدن ببعضها البعض، تسير خارطة النقل في مصر.
استهدف تطوير المنظومة إدخال وسائل نقل أكثر أمناً وسرعة لتحقيق الاستراتيجية الوطنية، والمستفيد الأول منها هو المواطن المصري بالحصول على خدمة مميزة، وتحقيق الرفاهية التي يستحقها.
إشادات دولية بشبكة الطرق المصرية
الفريق المهندس كامل الوزير، وزير النقل، أكد في تصريحات لـ«الوطن»، أن الوزارة، ممثلة في هيئة السكة الحديد، تنفذ مشروعات جبارة، للحد من حوادث القطارات وتأخيراتها، لافتاً إلى أن الوزارة تنفذ خطة شاملة لتحديث وتطوير منظومة السكة الحديد بتكلفة تصل إلى ما يقرب من 200 مليار جنيه، من خلال تحديث نُظم كهربائية للإشارات ونُظم اتصالات ونُظم تحكم مركزي، وتجديد للقضبان، وتحسين ورفع كفاءة المحطات وتحديث المزلقانات وتحويلها للعمل إلكترونيًا، وإعادة تأهيل وصيانة وتشغيل الجرارات، وتحديث أسطول عربات القطارات القديمة بأخرى جديدة ورفع كفاءة المحطات.
وعن شبكة الطرق والأنفاق والكباري، أوضح وزير النقل أنه يجري العمل على تطوير الطريق الدائري لتخفيف الضغط المروري بالقاهرة الكبرى، إضافة إلى تنفيذ مشروعات عديدة في الطرق والكباري على مستوى الجمهورية خلال الـ 8 سنوات الماضية، مؤكداً أنه جارٍ ترسيم محطات الأوتوبيس الترددي السريع أعلى الطريق الدائري، لمنع سير الميكروباص على الطريق بعد تحديثه وتطويره، منوهاً بأن الوزارة تواصل العمل على تنفيذ مشروعات عملاقة لتواكب العصر الحديث وتقديم خدمات ممتازة لجمهور الركاب.
مشروعات عملاقة.. ووسائل مواصلات تدخل مصر لأول مرة
وأضاف أن وزارة النقل نفذت مشروع القطار الكهربائي الخفيف «عدلي منصور - العاصمة الإدارية الجديدة»، طبقاً للمواصفات العالمية، باعتبارها أول وسيلة مواصلات حديثة تدخل مصر، حيث أنها وسيلة آمنة وعصرية وسريعة وصديقة للبيئة وتعمل على توفير استهلاك الوقود، وتعمل بشكل منتظم وتخدم المواطنين في المناطق الجديدة.
وأكد «الوزير» مواصلة العمل على تنفيذ مشروعي المونوريل في العاصمة الإدارية الجديدة و6 أكتوبر، قائلاً: «المونوريل يدخل مصر لأول مرة ويعمل أوتوماتيكيًا ويسير دون سائق ويقل ما يقرب من مليون و200 ألف راكب يوميًا، بواقع 600 ألف راكب لكل خط».
تدشين الخط الأول في 7 نوفمبر المقبل
وأشار وزير النقل إلى أن مشروع القطار الكهربائي السريع «ملحمة عظيمة، ومشروع كبير يخدم المواطنين ويقلل زمن الرحلة»، مؤكداً أنه سيتم تدشين الخط الأول في 7 نوفمبر المقبل، حيث إن الوزارة عازمة على تنفيذ 7 خطوط لتكوين شبكة كاملة من خطوط القطارات الكهربائية السريعة، منوهاً بأنه جارٍ العمل على استكمال باقي الخطوط، وسيكون من أهم المشروعات التي نُفذت في مصر خلال الآونة الأخيرة.
وتحدث وزير النقل عن منظومة النقل الذكي، التي يتم تطبيقها على الطرق كمرحلة أولى تشمل 8 طرق رئيسية، هي الأكثر كثافة في مصر، مشيراً إلى أن المنظومة تعمل إلكترونيًا، وتستهدف بشكل عام دعم الطرق التي تم تطويرها بوسائل تكنولوجية حديثة تعمل على رفع نسب الأمان وتقليل الحوادث على الطرق السريعة، ورصد المخالفات إلكترونيًا، ما يقلل الزحام ويحافظ على حياة المواطنين.
وأضاف: «الوزارة تعمل على تطوير جميع الطرق والكباري، لتقديم خدمات مميزة لجمهور الركاب المسافرين، مؤكداً أن منظومة النقل الذكي تعمل على رصد سرعات السيارات على الطرق السريعة بالكاميرات، إضافة إلى منع التحدث عبر التليفون المحمول خلال القيادة، وتسجيل المخالفات إلكترونياً، موضحاً أن الوزارة عازمة على رفع مستوى الخدمة المقدمة للركاب.
وأشار الفريق كامل الوزير إلى أنه مع تطبيق منظومة النقل الذكي على الطرق السريعة، سيتم تحصيل الكارتة إلكترونياً من خلال الكروت المدفوعة مقدماً، ورصدها أثناء سير السيارة دون توقفها، وهو ما يمنع الازدحام، وكذلك ستكون هناك لافتات إلكترونية تعرّف السائق على أماكن الحوادث ودرجات الحرارة والشبورة والسرعة المحددة في بعض المناطق، مؤكداً أن المنظومة تعمل على سرعة الاستجابة للطوارئ على الطرق، وتقليل نسب التلوث عليها، إضافة إلى الوصول لرؤية شاملة ومتواصلة لتحركات المركبات والدقة في تسجيل المخالفات، وخلق فرص استثمارية جديدة وما يستتبعه ذلك من تحسن في المؤشرات العالمية للاستثمار في مصر.
ونوه «الوزير» بأن فيروس كورونا لم يكن له أي تأثير على تنفيذ مشروعاتنا العملاقة في جميع المجالات سواء الطرق والكباري، أو السكة الحديد، أو مترو الأنفاق، بخلاف تنفيذ القطار الكهربائي الخفيف، والعمل على تنفيذ القطار الكهربائي السريع، إضافة إلى تنفيذ مشروعي المونوريل في العاصمة الإدارية الجديدة و6 أكتوبر، موضحاً أن هناك تعليمات مشددة بتنفيذ جميع الإجراءات الاحترازية للوقاية من «كورونا» في جميع المناطق التي يتم بها تنفيذ مشروعات النقل، حفاظاً على أرواح وسلامة المهندسين والعاملين والفنيين.
مصر احتلت المرتبة الخامسة عربياً في مؤشر جودة الطرق
من جهته، أكد اللواء حسام الدين مصطفى، رئيس هيئة الطرق والكباري، أن وزارة النقل تواصل العمل على تنفيذ المشروع القومي للطرق، مشيراً إلى أنها نجحت في خفض معدلات الحوادث على الطرق السريعة، موضحاً أنه جرى الانتهاء من تنفيذ مشروعات بأطوال 5500 كم من إجمالي 7000 كم من الطرق الجديدة، ومن أهمها تطوير طريق الصعيد الصحراوي الغربي في المسافة من القاهرة حتى المنيا بطول 230 كم، وتطوير طريق الصعيد «البحر الأحمر - سوهاج - سفاجا»، بطول 180 كيلومتراً، وأن الدولة تسعى للقضاء على ظاهرة الحوادث نهائياً.
أرقام مشروعات النقل ترد على المشككين
وقال «حسام الدين»، لـ«الوطن»، إن انخفاض نسب حوادث الطرق تطلب منا بذل مزيد من العمل للقضاء عليها، لافتاً إلى أن الطرق والكباري تمكنت خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً بدءاً من 2014، من تحسين الكثير من الطرق والوصول داخل المناطق وفيما بينها من خلال شبكات واسعة من الطرق باستخدام أحدث التقنيات، موضحاً أن مصر احتلت المرتبة الخامسة عربياً والمركز الـ 28 عالمياً في مؤشر جودة الطرق لعام 2019، بعد أن كنا في المركز 128 عام 2014، ولم يصدر مؤشر جودة الطرق لعام 2022 حتى الآن.
«المحمودية» كانت عشوائية فأصبحت محور التعمير: «جمّلت الإسكندرية»
«طرق غير ممهدة، عشوائية في الحركة، قمامة على جوانب الطريق حولت المجرى المائي لترعة المحمودية إلى بركة من القمامة والنفايات»، هكذا كان الوضع على طريق المحمودية الممتد في قلب الإسكندرية واصلاً غربها بشرقها، إلا أن الكل كان يهرب من السير عليه بسبب العشوائية، ليتحول المشهد من طريق يهرب منه قائدو المركبات، إلى محور التعمير وشريان الحركة في الإسكندرية.
التطوير الذي تم على الطريق أشبه بعملية جراحية في قلب به شريان مسدود، فما حدث في محور المحمودية يعكس إنقاذ شريان الحركة في قلب الإسكندرية من الموت بعد سنوات من الإهمال، ليصبح هذا الطريق هو المحور الرئيسي للحركة بجانب طريق الكورنيش وشارع أبوقير.
محور المحمودية الجديد شكَّل نقلة نوعية في الإسكندرية كونه محورًا مروريًا يمر بعدة مناطق تنموية بطول 22.1كم ويتكون المحور من 5 إلى 6 حارات مرورية لكل اتجاه مع تخصيص حارة للنقل العام الكهربائية، ويخدم المشروع 4 أحياء «المنتزه أول، شرق، وسط، غرب»، بتكلفة 5.5 مليار جنيه.
حسن إبراهيم، 23 سنة، أحد أبناء منطقة العوايد المطلة على محور المحمودية، اعتبر ذلك الطريق هو المشروع الأهم في الإسكندرية خلال الآونة الأخيرة، حيث سهَّل حركة التنقل بالإضافة إلى تجميل المناطق المحيطة به بعد سنوات من المعاناة وإهمال هذا الطريق.
فايز عمران، 49 سنة، أحد أبناء منطقة أبوقير، أثنى على محور أبوقير الجديد الذي يرتبط بمحور المحمودية ويعمل على تسهيل الانتقال من منطقة أبوقير أقصى شرق الإسكندرية، إلى مناطق وسط في 25 دقيقة بعدما كان يستغرق قرابة ساعة ونصف في طريق الكورنيش وساعتين في طريق شارع أبوقير.
اقرأ ايضا:
استشارى نقل دولى: شبكة الطرق والمحاور ساعدت فى تقليل الحوادث بنسبة 44%