المصريون يحتفون بنجل الحسين: «إحنا العاشقين في حب الزين»
المصريون حول مسجد «زين العابدين» للاحتفال بذكرى مولده
احتفالات متواصلة منذ أيام داخل وأمام مسجد يحمل اسمه بمنطقة السيدة زينب بمحافظة القاهرة، آلاف المريدين لآل بيت النبى قدموا من كل حدب وصوب للاحتفال بمولده الشريف، الإمام على زين العابدين بن الحسين بن على سلسال بيت النبوة وصاحب الشعبية الكبرى لدى الطوائف الإسلامية المختلفة، الإمام السجاد يحظى بشعبية كبرى، فهو الإمام السجاد سليل سيد الشهداء.
«الوطن» شاركت المحبين فى احتفالاتهم المتواصلة بالإمام على زين العابدين، حيث يشارك عدد من الطرق الصوفية والمحبين فى الخدمات المقامة بجانب المقام.
زوار من المحافظات يتبركون بمشهد زين العابدين: بنحب ريحة سيدنا النبي
داخل حضرات وجلسات الذكر والإنشاد الصوفى احتشد القادمون من مختلف المحافظات، رغم برودة الطقس وموجات الطقس السيئ التى كانت قد ضربت البلاد منذ أيام، رغبتهم فى الاحتفال بمولد حفيد النبى دفعتهم إلى التغلب على كافة المعوقات حتى يتمكنوا من زيارته مؤكدين مودتهم ومحبتهم لآل بيت النبوة.
المسجد ينقسم إلى طابقين؛ العلوى يمكن الصعود إليه بواسطة سلم خرسانى مخصص لمن يريد، لكن الجميع يريد الدخول من البوابة الرئيسية للمسجد مباشرة دون الصعود؛ رغبة منهم فى زيارة ضريح «زين العابدين»، بعد الدخول مباشرة كان المريدون يوزعون الحلوى والمشروبات الساخنة بالمجان على كل من تطأ قدمه المسجد، مشيرين إلى أن هذا الأمر ما هو إلا تقليد حسن متبع منذ سنوات يحاولون من خلاله التقرب إلى آل بيت النبى.
إبراهيم سلطان، من محافظة المنيا، يجلس بجوار باب المسجد ليوزع الشاى فى محاولة منه لمساعدة المريدين فى التغلب على برودة الطقس، مشيراً إلى أنه يعلم جيداً أن تلك النفحات لها دور كبير فى التخفيف عن المريدين وتدفئتهم، خاصة أن البعض منهم يمكث بجوار المسجد لأيام عديدة: «بنحب ريحة سيدنا النبى وبنحب اللى يحب آل بيت النبى، بنحاول نقرّب منهم باللى نقدر عليه علشان سيدنا الحبيب أوصانا عليهم».
داخل المسجد يتجمع محبو آل البيت وأبناء الطرق الصوفية، معددين مناقب وصفات الإمام على زين العابدين وأبيه الحسين بن على بن أبى طالب وزوجته فاطمة الزهراء رضى الله عنها ووالدها المصطفى صلى الله عليه وسلم، حول الضريح تعم أجواء روحانية وجلسات ذكر لا تنقطع، ويتبارك زوار الضريح الذى يضم رأس «الإمام زيد» بسيرة سيدنا على زين العابدين الذى يحمل المسجد اسمه، لكن ثبت تاريخياً أن زين العابدين توفى سنة 94 هجرياً ودُفن فى البقيع، أما رأس «الإمام زيد» فقد بُنى عليه الضريح المشهور بالقاهرة عام 122 هجرية.
حضرات للذكر والإنشاد الصوفي في الليلة الختامية لمولد الإمام السجاد حول مسجده بالقاهرة
أمام الضريح وقف العشرات من المواطنين يبتغون بركة المكان الذى لا يخلو من الروائح العطرة التى يلقيها المريدون فى جنباته، الجميع يشعر بالفرح والسرور عندما تتاح فرصة الاقتراب من الضريح بحسب محمد عماد ذى البشرة السمراء التى تدل على أصوله النوبية، والذى يشير إلى أنه يأتى إلى «زين العابدين» سنوياً للاحتفال بمولده وتوزيع النفحات على المريدين «فى حب آل البيت بنلف مصر كلها، أنا بقالى أكتر من 40 سنة باجى المولد علشان أعمل للناس خيمة فيها نفحات فول نابت وعدس وأوزعها عليهم، بعمل كده فى كل الموالد اللى بروحها مهما كانت بعيدة».
من محافظة قنا جاء عبدالرازق أبوزيد للمشاركة فى الاحتفال بمولد الإمام «زين العابدين»، على الرغم من تقدمه فى العمر واقترابه من عامه السبعين، يأتى قبل المولد بأسبوع كامل ويظل حتى الليلة الكبيرة، ليعود بعدها مباشرة إلى بلدته مرة أخرى: «كورونا حرمتنا من الزيارة، وكنا زعلانين علشان ماكناش قادرين نزور حفيد الحبيب ونتبارك به، بنحب سيدنا النبى علشان كده بنحب كل حبايبه».
بجلباب وعمة خضراء وقف عبدالغنى محمود، من محافظة الفيوم، أمام المسجد منتظراً دوره لدخول المسجد الذى فتح أبوابه للمريدين، لم يعد الرجل يطيق الانتظار بعد، فهو مشتاق للزيارة بعدما فشل فى الدخول العام الماضى نظراً لغلق المسجد بسبب الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة لمواجهة فيروس كورونا: «كنت مشتاق للزيارة، وعلى الرغم من تعبى بسبب السفر لكنى ولا يفرق معايا التعب، المهم إنى أزور». خارج المسجد تنتشر السرادقات و«خدمات المحبين» الذين حضروا من مختلف المحافظات من أجل عادتهم السنوية وهى إطعام الفقراء والمساكين من ضيوف آل البيت فى مولد الإمام «زين العابدين»، والتنافس على فعل الخيرات، ورغم برودة الجو فإن محبى آل بيت النبى حرصوا على حضور الليلة الكبيرة والاستمتاع بأجوائها الروحانية، لا سيما أن هذه الاحتفالات هى الأولى منذ جائحة كورونا التى اضطرت معها وزارة الأوقاف لغلق المسجد والضريح.
خارج المسجد وقف أسامة الجعفرى ومعه عدد من الشباب يوزعون الوجبات الساخنة على المريدين لمواجهة الطقس البارد الذى ضرب البلاد مؤخراً: «بنوزع عدس على الحبايب، ودى عادتنا كل سنة بننزل نلف حوالين المساجد نأكّل المريدين، ولما مابيكونش فيه مولد بنقعد فى التكية الخاصة بينا جنب مسجد السيدة نفيسة وكله من فضل ربنا وكرمه».