مسجد السيدة عائشة.. من قبر قديم إلى أبرز معالم آل البيت في مصر
مسجد السيدة عائشة
على عتبات مسجد السيدة عائشة، في حي المقطم بالقاهرة، يتجمع محبو آل البيت، يتباركون بأحد أحب المزارات إلى قلوبهم العامرة بذكر الله والصلاة على رسوله الكريم، يطلبون المدد وشفاعة الأطهار.
ورغم أن المسجد، تهدم وأعيد بناؤه من قبل الأمير عبد الرحمن كتخدا، عام 1176هـ، في القرن الثامن عشر، إذ بات يتألف من مربع يتوسطه صحن، تحيط به الأروقة، إلا أنه لم يفقد حسه الروحاني على مدار قرون مضت.
ويجمع المؤرخون على وفاة السيجدة عائشة في مصر، فوفقا للمؤرخ أبو الحسن السخاوي، في كتابه «تحفة الأحباب»، أتت السيدة عائشة إلى مصر، ودفنت بها بعد وفاتها.
وأكد السخاوي أنه عاين قبرها بنفسه، وأنه في تربة قديمة، وضع على بابها لوح من الرخام مدون عليه عبارة: «هذا قبر السيدة الشريفة عائشة من أولاد جعفر الصادق ابن الإمام محمد باقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه».
كيف تحول ضريح السيدة عائشة لمسجد؟
يضم المسجد العريق، أيضا، ضريح السيدة عائشة، واهتم الفاطميون والأيوبيون بعمارته، بعد أن كان بسيطا وصغيرا، حيث شيدوا بجواره مدرسة لتحفيظ القرآن، ثم أتى صلاح الدين الأيوبي وألحق بالضريح المسجد، الواقع في القاهرة بحي الخليفة، خارج ميدان القلعة في شارع السيدة عائشة.
وجاءت خطوة الأيوبي، كتطوير ثان للبقعة الطاهرة، بعد أن ظلت تحوي قبر السيدة عائشة فقط، حتى القرن السادس الهجري، حيث كان عبارة عن مزار بسيط، يتكون من حجرة مربعة، تعلوها قبة ترتكز على صفين من المقرنصات.
تطوير مسجد السيدة عائشة
أعلنت وزارة الأوقاف، مؤخرا، التعاون مع مؤسسسة مودة، لتطوير مسجد السيدة عائشة داخليا وخارجيا، ورفع كفاءته كليا، بما يتماشى مع المعايير الدولية التراثية، من أجل الحفاظ على رونق هذا البهو العريق، ليظل مقصدا وواجهة مشرفة يأتي إليه الزائرين من شتى بقاع الأرض، ضمن خطة تطوير مساجد آل البيت، بعد أن أعيد بناؤه مرة آخرى في عام 1971م.
يذكر أن السيدة عائشة هي بنت جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام على زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، أخت الإمام موسى الكاظم رضى الله عنهما، توفيت عام خمس وأربعين ومائة، حسب ما ذكر كتاب «مساجد مصر وأولياؤها الصالحون»، للدكتورة سعاد ماهر محمد.