الحوار الوطني.. مصر ترسم خارطة المستقبل
استعدادات مكثفة لانطلاق الجلسات الفعلية بمشاركة القوى الوطنية والأحزاب
جلسات الحوار الوطني
«الطريق نحو الجمهورية الجديدة»، شعار اختارته إدارة الحوار الوطنى، منذ انطلاق الجلسات التحضيرية لمجلس الأمناء، استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى أطلقها خلال حفل الأسرة المصرية 26 أبريل الماضى.
الشعار جاء تعبيراً عن فلسفة الحوار الوطنى الذى يفصل بين مرحلتين، الأولى تمكنت فيها الدولة المصرية من استعادة استقرارها وتثبيت أركانها وإنهاء مشاهد الفوضى والسيولة التى أرهقت البلاد فى الثلث الأول من العقد الماضى. أما المرحلة الثانية فتتطلع فيها مصر للانطلاق نحو جمهورية جديدة تقوم على التنمية الشاملة فى كافة المجالات والإيفاء بحقوق الإنسان الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
الجمهورية الجديدة تحتاج إلى توافق، والتوافق يحتاج إلى حوار، لذا صدرت دعوة الرئيس السيسى، ولاقت ترحيباً واسعاً من مختلف القوى السياسية والمجتمعية، سواء المؤيدون أو المعارضون، حزبيين أو مستقلين، مع أو ضد، الجميع رحب بالدعوة، دون اشتراطات مسبقة أو مصادرة على رأى الغير. وعلى مدار أكثر من سبعة أشهر، عقد مجلس أمناء الحوار الوطنى الذى يضم 19 عضواً، 18 جلسة تحضيرية بإجمالى عدد ساعات وصلت إلى 150 ساعة، انتهى فيها من تشكيل ثلاثة محاور رئيسية، و19 لجنة فرعية وتحديد 74 قضية مطروحة على طاولة الحوار.
تشكيل مجلس الأمناء والمحاور واللجان اتسم بالتنوع الشديد، والحرص على تمثيل كافة التيارات والاتجاهات السياسية والخبرات الأكاديمية المتنوعة، من اليمين إلى اليسار، ومن المراكز البحثية إلى الجامعات، ولم يُستثنَ من التشكيل إلا -وبحسب المبادئ الأولى التى أرساها مجلس الأمناء فى أولى اجتماعاته- من تورط فى العنف أو حرّض عليه أو انضم لجماعة إرهابية أو منظمة محظورة. الآن، يصل الحوار الوطنى إلى المحطة الأخيرة من محطات جلساته التحضيرية، ليستعد من أجل انطلاقة جديدة بالدعوة إلى الانعقاد الفعلى للحوار بمشاركة ممثلى الأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية والمجالس المتخصصة والخبراء والمتخصصين، من أجل بحث القضايا والتوافق على مخرجات وتوصيات تُرفع إلى رئيس الجمهورية، وترسم ملامح المستقبل وخارطة طريق الجمهورية الجديدة.