دراسة العلوم السياسية تبدأ بعد السبعين.. «الطنطاوي» تفرغ للدراسة بعد المعاش
حصد جائزة حلمي شعراوي
«الطنطاوى» يستعرض رسالة الدكتوراه
ناقش طه الطنطاوى رسالة الدكتوراه قبل عامين، حين كان عمره 75 عاماً، وسط احتفاء كبير من أساتذته وزملائه، الذين ساندوه على مدار سنوات كفاحه واجتهاده، ليتوج بالحصول على شهادة الدكتوراه فى العلوم السياسية من جامعة القاهرة.
رحلة علم امتدت لسنوات طويلة خاضها «الطنطاوى» بشجاعة، كافح على مدار سنوات عمره وحقق حلم سنواته الأولى بالوصول لمرحلة الدراسات العليا، بعد أن تعطل كثيراً فى طريقه بسبب ظروف الحياة ومشاغلها ورحلة عمله التى كانت ما بين الإسكندرية وسفره إلى الخارج، حتى عاد لوطنه من جديد، واستعاد قائمة أحلامه وانطلق فى تحقيقها، ليكون 2021 هو عام الحصاد.
تخرج صاحب الـ77 عاماً فى كلية التجارة، والتحق بمعهد الدراسات العربية بعد عامين من التخرُّج، ولكن سرعان ما انتقل عمله إلى الإسكندرية، فتوقف عن مشوار الدراسة: «قررت تأجيل الدراسة لأنى نقلت من القاهرة، وجت لى فرصة سفر للسعودية، وانقطعت عن الدراسة لمدة 9 سنوات».
عاد «الطنطاوى» لعمله مرة أخرى، ومنذ 13 عاماً قرر استكمال أحلام الشباب الأولى: «كان عندى 60 سنة لما قررت أرجع أكمل دراسة، قُلت فرصة بعد المعاش، واتفرغت للدراسة من 2005، أخدت دبلومة عام 2006 وتمهيدى ماجستير فى 2007، وحصلت على الماجستير فى 2009، واقترحت موضوع الدكتوراه، ولكن بسبب ثورة يناير أجلته لعام 2012، وبالفعل ناقشت الدكتوراه فى 2021».
المعرفة مهمة للغاية فى رأى «الطنطاوى»، لذا كان شغوفاً بها لسنوات طويلة، حتى أهدته الحياة جائزة حلمى شعراوى عن رسالة الماجستير: «كان موضوعها جديد، أول رسالة علمية فى مجال الفكر السياسى فى قسم الاقتصاد والعلوم السياسية بالكلية، وموضوعها كان عن مفكر عظيم من أصول أفريقية اسمه فرانز فانون، قام بدور كبير فى مساندة الثورة الجزائرية وحركة التحرر الأفريقى فى فترة الستينات».
ترك الهندسة من أجل كلية التجارة
التحق «الطنطاوى» فى بداية حياته بكلية الهندسة، وتركها من أجل كلية التجارة، وتخرج فيها عام 1971: «كان حلمى وقتها أكمل للدكتوراه ومقدرتش فى بداية حياتى، ولكن مفقدتش الأمل».
لم يختر كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة لاستكمال دراسته، إنما لعبت الصدفة دوراً فى ذلك، بعد ترشيح أحد أصدقائه لها: «كنت هقدم إدارة أعمال فى كلية التجارة، ولكن درجات التويفل منعتنى، ولغيت الفكرة وقررت أدرس علوم سياسية، مكنتش محتاج شهادة أشتغل بيها، كان هدفى تزويد معلوماتى».
أحب «الطنطاوى» الكلية، جلس بين أساتذته وتعلم منهم، حتى تأكد أن اختياره كان الأنسب: «الدكتور إبراهيم نصر الدين، الله يرحمه، والدكتور صبحى قنصوة وجميع أعضاء هيئة التدريس دعمونى معنوياً، وعلاقتنا كانت أقرب للصداقة». لم يقتصر الدعم الذى تلقاه على أساتذته وأصدقائه، بل شمل أيضاً والده رحمه الله وأشقاءه وبنات شقيقته أيضاً، طوال رحلة علمه: «كانوا بيشجعونى، واتخرجوا وحصلوا على الدكتوراه أيضاً وكانوا متميزين، وسعيد باللى حققته».