مشاهد مؤثرة في مصرع طالب بـ«هندسة الفيوم».. عشق عمل الخير ووهب حياته للفقراء
ساهم في تركيب 50 وصلة مياه وتسقيف منازل وسباكة مسجد
الشاب الراحل إسلام سيد
عشق العمل الخيري سرًا، حيث كان يرفض دائمًا أن يعرف أحد ما يفعله، باعتبار ذلك عمل بينه وبين الله فقط، فقد كان يصل الليل بالنهار، يصل المياه للمساجد والمنازل المحرومة، ويقوم بتسقيف منازل الفقراء تحت أشعة الشمس الحارقة، وأسفل مياه المطر، فيما كان أصدقاؤه يقومون بتصويره دون أن يراهم وكأنّهم كانوا يشعرون بقرب وفاته.
ورحل إسلام سيد الطالب بكلية الهندسة بجامعة الفيوم، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة، إثر إصابته في حادث تصادم سيارتين على طريق «القاهرة- الفيوم» الصحراوي، أثناء ذهابه إلى طلب العلم، لينتقل جسده إلى المشرحة بدلًا من الجامعة، تاركًا حزنًا كبيرًا في قلوب كل من يعرفه ومن لا يعرفه.
الشاب الراحل عشق عمل الخير سرًا
وودع رمضان الجمّال، صديق الشاب الراحل الذي لقي مصرعه في حادث طريق القاهرة/ الفيوم الصحراوي، والمتطوع معه في مؤسسة روضة الخير لأعمال الخير والتنمية، صديقه قائلًا «معلش يا إسلام، سامحني، هقول اللي محدش كان يعرفه عنك، وكنت رافض في حياتك حد يعرفه، عشان حابب شغلك يكون في السر بينك وبين ربنا»، موضحًا أنّ الشاب الراحل كان عاشقًا لعمل الخير سرًا.
ساهم في توصيل أكثر من 50 وصلة مياه
وقال «الجمّال» لـ«الوطن»، إنّ الشاب الراحل كان متطوعًا في جمعية، وساهم في تركيب وتوصيل أكثر من 50 وصلة مياه للخير، كما كان متطوعًا في تسقيف عشرات المنازل لحماية الفقراء من الشتاء القارص والصيف الحار، وكان يعمل بيديه ليلًا نهارًا بينما لم تفارق ابتسامته وجهه.
عمل 3 أيام متصلة في آخر رمضان
وكشف «الجمال»، أنّ الشاب الراحل عمل 3 أيام متصلة في آخر أيام شهر رمضان المُنصرم في تركيب وصلة مياه وتركيب سباكة وأدوات الصرف الصحي لمسجد في إحدى قرى مركز طامية بمحافظة الفيوم، مؤكدًا أنّه كان موجودًا في عمل الخير الليل قبل النهار، ولم يعتذر أو يتأخر يومًا مهما كان مريضًا أو متعبًا.
كان يردد دائمًا «كله لله»
وبيّنّ أنّ الشاب الراحل كان لا يردد سوى «كله لله» و«حاضر» و«تحت أمرك»، حينما تطلب منه الجمعية العمل في أي شئ خيري، وكان دائمًا مبتسما خفيف الظل، وكان يرفض التصوير دائمًا أو أن يعرف أحد شيئًا عن الخير الذي يفعله لرغبته في أن يكون عمله خالصًا لوجه الله، لذلك كان يضطر لتصويره دون أن يدري.
لفظ أنفاسه في حادث تصادم
وكان الشاب قد لقي مصرعه في حادث تصادم وقع بين سيارة أجرة «صندوق» وأخرى ميكروباص على طريق «القاهرة- الفيوم» الصحراوي أثناء ذهابه إلى الجامعة، أمام قرية حنس بدائرة مركز شرطة طامية، وجرى نقل جثته إلى مشرحة مستشفى التأمين الصحي تحت تصرف جهات التحقيق التي صرحت بالدفن.