الأحزاب: تمكين الشباب ضروري ولا لتكريس فكرة صراع الأجيال
الأحزاب ترحب بتخصيص لجنة لعرض أفكار ورؤى الشباب بالحوار الوطنى
يعوّل كثيرون على نتائج لجان الحوار الوطنى، وتُعد لجنة الشباب، المندرجة ضمن المحور المجتمعى، واحدة من أبرز هذه اللجان، وهو ما أكد عليه عدد من رؤساء وأعضاء الأحزاب، إذ يتطلع الجميع إلى وضع النقاط على الحروف فى العديد من الموضوعات المهمة فى ملف الشباب، سواء من حيث تقليل الفجوة بينهم وبين المجتمع والقدرة على التواصل معهم، أو إعدادهم بالشكل الصحيح والسليم، بما يؤهلهم لأن يكونوا قادة المستقبل فى الجمهورية الجديدة.
«التجمع»: استغلالهم لصالح المجتمع أمر مهم
يقول النائب عاطف مغاورى، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، إن أى مجتمع وأى أمة تستهدف المستقبل، لذا يجب أن تكون شريحة الشباب فيها محل عناية واهتمام من كافة الأجهزة، لأنهم مشروع المستقبل، لذلك يجب أن تكون كافة المشاريع التى تمارسها الدولة مستهدفة الشباب، مثل التعليم أو الثقافة أو الرياضة أو غيرها من المجالات، والتى سنجد أن المستهدف بالأساس منها هم الشباب. وأضاف لـ«الوطن»: نحن فى مصر مجتمع شبابى بالأساس من حيث التركيبة العمرية للسكان، لذلك فعند استهداف هذه الشريحة بالعناية والرعاية والتمكين وإكساب الخبرات ودفعهم إلى تصدُّر المشهد السياسى والمشاركة فى اتخاذ القرار وإدارة شئون البلاد، سيصقل ذلك خبرات هذه الفئة الكبيرة وتكون مستعدة لمساندة الدولة فيما تسعى إليه.
وتابع «مغاورى»: الشباب، بشكل عام، هم قادة أى أمة وأى مجتمع، وتخصيص لجنة لهم داخل الحوار الوطنى يعنى مناقشة كل مناحى العمل التنفيذى والتشريعى داخل المجتمع، لأنك بذلك تستهدف النسبة الغالبة والعظمى من تركيبة المجتمع المصرى، واستغلال هذه الفئة لصالح المجتمع أمر مهم وضرورى، فشباب اليوم هم قادة الغد.
وقال: «من خلال مشاركتى فى الحوار الوطنى وجلساته أرى أننا أمام حوار مبشر جداً لكل الأطياف، ونتوقع أن يكون فى محور الشباب قدر كبير من الاستماع لهم، بغرض تمكينهم وليس لاحتوائهم، لأن الاحتواء سلاح ذو حدين، ولكن علينا أن نصل لتمكين الشباب ودفعهم إلى اكتساب مزيد من الخبرات، ولا نريد أن نكرس ونجذر لفكرة صراع الأجيال، بل يجب أن يكون هناك تبادل وتلاقح بين الأجيال من حيث الفئات العمرية والخبرات والحماس، فالشباب يمتلكون الحماس، والكبار يمتلكون الخبرة والرؤية، ولكن دون مصادرة أو مزايدة من أحد على أحد».
«الوفد»: المشروعات المطروحة للنقاش تجسد الواقع الحقيقى
ومن جانبه يقول الكاتب الصحفى شريف عارف، المستشار الإعلامى لحزب الوفد، مدير معهد الدراسات السياسية بالحزب، إن مناقشة قضايا الشباب فى الحوار الوطنى دليل على حيوية الدولة المصرية ورؤيتها للشباب، والحيوية هى تجديد الدماء، لأن الشباب فى مصر هم وقود التنمية، وبعد ثورتين كان الشباب فيهما هم العنصر الفاعل لابد أن يكون لهم دور فى صياغة المستقبل فيما يتعلق بالجمهورية الجديدة، وبالتالى دور الدولة هنا أن تفسح لهم الطريق، وهذا لا يعنى فتح الباب فقط، وإنما إفساح الطريق بكل الدعم، بما فى ذلك فكرة الدعم التشريعى.
وأضاف «عارف»: فى رأيى أن أهم شىء يجب أن ننظر إليه هو القضايا الواقعية التى يطرحها الشباب، خاصة أن أوراق العمل التى تم تقديمها إلى اللجنة كانت أوراقاً ناضجة بشكل كبير، ولكن القضية فى النهاية تكمن فى أن نتحرك وفقاً لإمكانيات الدولة.
وتابع «عارف»: لو تحدثنا فى فقه الأولويات فهناك أولوية لدى الدولة المصرية، وهذه الأولوية فى كل الأحوال ليست استبعاد فئات، وإنما هى أولوية التنفيذ، فأنا فى رأيى أن المشروعات المطروحة للمناقشة فى محور الشباب تجسد الواقع الحقيقى لأن من طرحها هم الشباب أنفسهم دون أن يمليها عليهم أحد. وأوضح «عارف» أن التغيير مطلوب، خاصة أن الدولة المصرية ليس لديها ما تخفيه، وأعتقد أن الحوار الوطنى غطى تطلعات الجميع، من أول التطلع السياسى وحتى التطلع المجتمعى، وأريد أن أتوقف أمام كلمة مهمة قالها الدكتور ضياء رشوان، وهى أن الشعب المصرى كله يشارك فى الحوار الوطنى لأن الجلسات على الهواء، وأيضاً أتوقف أمام نقطة أخرى مهمة، وهى أن مستخلص الحوار الوطنى ليس بديلاً عن مؤسسات الدولة، وما سيخرج منه ليس بديلاً عن مجلسى النواب والشيوخ.
«المصريين الأحرار»: قادة المستقبل ويمثلون 60% من المجتمع.. ويجب دعمهم من أجل تربية نشء جديد لا يعرف اليأس
ويقول الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إن لجنة الشباب الموجودة ضمن لجان الحوار الوطنى هى واحدة من أهم اللجان بشكل عام، لأن الشباب يمثلون نحو 60% من المجتمع المصرى، كما أنهم قادة المستقبل، ولكى نتأكد أن الجمهورية الجديدة فى أمان يجب أن تتجه لجنة الشباب فى الحوار الوطنى للحديث عن الهوية والانتماء لدى الشباب فى المجتمع، لأن ذلك يضمن مستقبلاً واعداً للوطن، ومن ثم فهى لجنة محورية جداً.
وأضاف «خليل»: اهتمامات الشباب فى هذا الزمن أصبحت مختلفة إلى حد كبير، ما جعل هناك فجوة بين الشباب من ناحية وبين المجتمع من ناحية أخرى، ويرجع ذلك إلى عدم القدرة على التواصل أو الوصول لهؤلاء الشباب بالطريقة الصحيحة، والإلمام بشكل كامل بكل أدوات وسائل التواصل الاجتماعى التى أصبحت جزءاً أصيلاً فى حياة الشباب، حتى نتمكن من الوصول إليهم.
وتابع «خليل»: يجب أن تعمل لجنة الشباب أيضاً على الكيفية التى يمكن من خلالها خلق سمات التحدى والإصرار والنجاح فى الشباب والأجيال الجديدة، من أجل تربية نشء جديد لا يعرف طريقاً لليأس على الإطلاق.