عبد السلام عيد الفائز بجائزة «النيل للفنون»: الدولة حريصة على رعاية مبدعيها ودعم أبنائها
الدكتور عبد السلام عيد
أكد الفنان التشكيلى د. عبدالسلام عيد، أستاذ الجداريات بجامعة الإسكندرية والفائز بجائزة النيل للفنون عام ٢٠٢٣، أن فوزه بجائزة الدولة للنيل فى مجال الفنون، تعنى حرص الدولة على رعاية مبدعيها ودعم أبنائها فى مختلف المجالات، فنحن مدينون لبلدنا الذى لا يتوانى عن مد يد العون والدعم والتشجيع لنا فى مختلف الظروف. وتناول «عيد»، فى حواره مع «الوطن» ملامح علاقة الفنان التشكيلى بحضارته وبواقعه، وتعامله مع معطيات هذه الحضارة، وأسهب فى الحديث عن أبرز سمات الشخصية المصرية التى تظهر بشكل جلى فى المحافل الدولية والتحديات الكبرى، وهى السمات التى يستلهم منها التشكيلى العديد من أعماله على مر الأجيال.. وإلى نص الحوار:
كيف استقبلت خبر فوزكم بجائزة النيل؟ وما الجهة التى رشحتك للجائزة؟
- بكل السعادة، فالجائزة تعنى لى اعتزاز مصر بمبدعيها وأن الدولة ترعى أبناءها فى كل المحافل والمجالات، وكل إنسان يضيف لتاريخنا وللوعى الفنى والثقافى، فنحن مدينون لبلدنا الذى لا يتوانى عن مد يد العون والدعم والتشجيع لنا فى مختلف الظروف، وهناك أكثر من جهة رشحتنى لجائزة النيل، وهى كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، وكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وجامعة الأقصر.
حصلت على جائزة الدولة التقديرية فى 2005.. فهل تأخرت عنكم «النيل»؟
- ظروف طبيعية وليس فيها أى نوع من الالتباس، ولا أقول إنها تأخرت فجميعنا نسبح فى الزمن وكل شىء يأتى فى وقته، بل أنا مدين لكل إنسان ساندنى فى مشوارى ويكفى أن أقول لك إن جائزة النيل أثرت إيجابياً علىّ وعلى أسرتى وأعطتنا دفعة كبيرة من التفاؤل والبهجة، ولدينا نحو 5 تشكيليين ضمن الحاصلين على جوائز الدولة هذا العام، والأمر مبعث سعادة ويعنى حضور الفنون على الساحة الثقافية، وهو تأكيد على أهمية التواصل مع المبدعين والاطلاع على مشروعاتهم لأن الفنان ليس بمعزل عما يحدث فى واقعه، كما يؤكد أن هناك حالة فهم ووعى كبيرة جداً بضرورة الاحتفاظ بمناطق القوة لدينا لنضيف إلى منجزاتنا السابقة، ونتمنى أن نستمر فى الإضافة إلى منجزات الرواد وإلى مجتمعنا.
الإنسان المصري استطاع تأكيد قدرته على مواكبة العصر وصون حضارته منذ الأهرامات
وكيف ترى علاقة المواطن الحالى بالفنون؟
- الإنسان على علاقة وثيقة بالفنون منذ فجر التاريخ وإلى الآن، وتاريخنا ملىء بالجماليات والثراء، فعندما ننظر نظرة واثقة من تاريخنا وحاضرنا نجد ونتأكد أن مصر ولّادة بالفعل، ولديها مبدعون فى شتى مجالات الإنجاز والإبداع، وحاضرها استمرار وتأكيد لتاريخها العظيم، والعالم بأجمعه تصيبه الدهشة عندما يسترجع تاريخ هذا البلد يجد أن الإنسان المصرى استطاع تأكيد قدرته على مواكبة العصر وصون حضارته منذ الأهرامات حتى الوقت الحالى فى آن واحد.
لم تحدث قطيعة مع حضارتنا.. وواقعنا امتداد لهذه الحضارة العظيمة
البعض يرى أنه حدثت لدينا قطيعة مع حضارتنا فى العقود الأخيرة.. فما رأيك؟
- ليس صحيحاً، ولم تحدث قطيعة بيننا وبين حضارتنا العريقة بل إن مصر ما زالت تتمسك بتاريخها العظيم، وكثير من الكتاب والمفكرين والمبدعين على مر الأجيال والحاضر يحرصون على استلهام وتقديم عناصر ومفردات حضارتنا فى الثقافة والفنون المعاصرة ويتغنون بها للتأكيد على تميزها مع الأجيال الحديثة، نحو مزيد من الارتباط بقيم الحضارة العظيمة.
وما سمات الإنسان المصرى التى تراها الأكثر بروزاً؟
- الإنسان المصرى له سمات عظيمة وكل من أطلّ على هذه الحضارة إما أن يتأثر بها وإما أن يذوب فيها، أى أن حضارتنا ما زالت تواصل العطاء الإنسانى للعالم كله، ومصر لها حضور على مدى التاريخ قديماً وحديثاً، ولعل العطاء والإبداع والتفرد، هى أبرز السمات الأصيلة فى المواطن، ومن حين لآخر يتم تفعيل هذه الرؤى بوضوح بالداخل وللعالم كله، فضلاً عن الوصول إلى درجات رفيعة جداً فى عطاء الكائن الإنسانى، حتى كثرة معطيات الحضارة المصرية كانت تدهش العالم وتبررها بأنها جاءت من وراء حدود العقل، وكذلك يتميز الإنسان المصرى بقدرته على التعايش والتفاعل مع الواقع ولا يولى ظهره لتحدياته، بل يقدم كل ما يمكن أن يقدمه لبلده بالفطرة، وهو ما نلاحظه فى الواقع وفى المحافل الفنية والاجتماعية والسياسية ونحن فى السنوات الأخيرة نشهد حالة ملحوظة من التقدم على مختلف الأصعدة، كما يستطيع الإنسان المصرى أن يتفاعل مع المتغيرات العالمية، ولكن فى الوقت ذاته يتميز بالحرص على السلام وعلى عدم المبادرة بالاعتداء على الخارج، والبعد عن التورط فى صراعات غير واعية ولا حروب بالوكالة، ومع ذلك فمصر تعى جيداً أهمية إعداد سبل قوتها القادرة على حماية مقدراتها، لتعيش فى أمان كما تشهده حالياً.
الحضارة المصرية
ما زالت الحضارة المصرية العريقة تشير إلى أن الإنسان المصرى له تاريخه المستحق للفخر وكل ما يقدمه الإنسان فى الخارج يدل على أصالته، فالحضارة المصرية قامت على العلم والفنون والقيم الإنسانية الرفيعة، ولذلك فالمصرى يعشق كل ما هو جميل ورفيع، ونحن نتقدم ولنا حضورنا فى المحافل الدولية المختلفة، وكل ما يقدمه المبدع المصرى فى الخارج دليل على الإصرار على أصالته أمام كل متغيرات الحاضر.