صيد الأسماك في الغروب على شاطئ العلمين.. فرصة لتفريغ الضغوط وشحن الطاقة والحوار مع النفس
ممارسة هواية صيد الأسماك على الشواطئ
يضع أدواته على الأرض، ويُخرج صنارته مُثبّتاً إياها على الجدار، ثم يبدأ بإخراج الطُعم من الكيس وتثبيته بها، ويلقى بها فى الماء بحثاً عن الأسماك، هكذا يقضى العديد من زوار مدينة العلمين الجديدة وقتهم، هرباً من ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، وبحثاً عن وسيلة للحوار مع النفس، دون التفكير فى ضغوطات الحياة، وبعضهم، يفكر فى قرار مهم بحياته، أثناء انتظار حركة الصنارة، إنذاراً بقدوم فريسته.
يجلس هواة الصيد على الكوبرى، أسفلهم مياه العلمين الصافية، وأمامهم الأبراج الشاهقة، فى منظر جمالى يعبر عما تحتويه مدينة العلمين من سحر يذهل العيون، وساعات الصيد، يعتبرونها فرصة لتفريغ الطاقة وتصفية الذهن، وشحن الجسم والعقل بطاقة جديدة.
«سراج»: «لما بيكون معايا أصدقائى بتبقى القعدة حلوة»
أحمد سراج، يعمل مهندساً مدنياً بمحطة الضبعة النووية، ينتهى من عمله حسب ظروف يومه، فيتحرك من هناك إلى العلمين، يحمل فى سيارته أدوات الصيد، ثم يأخذ جانباً من الكوبرى، يخرج مقعده وأدواته، وتبدأ رحلته، يتحدث لـ«الوطن» قائلاً: «بخلص شغل وبشترى الطعم وباجى أقعد القعدة دى كل يوم، فى أيام مش باجى حسب ظروفى بس فى أغلب الأيام، باجى أفرغ طاقة وبفصل نفسياً وذهنياً».
يختلف عدد الساعات التى يقضيها «سراج» أثناء الصيد، وفى أكثر الأوقات تنتهى مع الساعة العاشرة مساءً، وذات مرة استمر حتى الصباح، ليعود إلى عمله، ولم تغفل عيناه لحظة: «فى أيام طبّقت فيها وأنا بصطاد، بس بيكون معايا أصدقائى وبتبقى القعدة حلوة».
عمل المهندس المدنى فى بعض أبراج العلمين الجديدة منذ سنوات، حين بدأ وضع حجر الأساس لها، وتسافر أسرته معه أكثر من مرة إلى العلمين، بحثاً عن أجواء مناسبة خلال فصل الصيف: «العلمين مدينة من قبل ما تطلع وهى مكان حلو وجو جميل، وفى أيام بجيب أولادى من إسكندرية ونقعد فى العلمين، بأجر شقة، وبجيبهم معايا وأنا بصطاد وأحياناً ممكن أسيبهم وآجى أصطاد لوحدى».
يخزن «سراج» السمك بعد اصطياده فى الثلاجة، وحين يأخذ إجازة من عمله، يعود إلى أسرته فى الإسكندرية، لإعداد السمك، لتناوله كوجبة غداء شهية.
«بهاء»: «الهدف مش السمك.. أنا بحب الصيد علشان التأمل.. ونفسى أعيش هنا على طول»
بهاء الدين أحمد، يعمل مهندساً فى القاهرة، سافر مع أسرته لقضاء الصيف، يهوى الصيد، وقبل الغروب يجهز أدواته وتبدأ رحلته مع الصيد، مؤكداً أنه يتمنى العيش فى مدينة العلمين الجديدة، فى انتظار استكمال باقى الخدمات بها: «العلمين أحسن مكان يتعاش فيه». يجلس «بهاء» حتى الساعة 11 مساءً، ثم يعود إلى أسرته، التى تستكمل هى رحلتها فى المدينة، بينما هو يقضى وقته مع الصيد: «فى ناس بتقعد للفجر بس أنا مش بقدر، وبحاول أشيل ضغط العمل بالصيد، لأنه من الحاجات الكويسة اللى بتريح الأعصاب، وبيرفع عنى ضغط القاهرة».
يجلس على الكرسى أمامه أبراج العلمين وصنارته والمياه، يستند بظهره، يرتطم الهواء النقى فى وجهه وهو يفكر فى بعض الأمور فى حياته التى تحتاج منه إلى قرار، ربما ينسى أن سمكة وقعت فريسة لصنارته: «بسرح وبفكر فى حياتى وممكن أنسى إن فيه سمكة اصطادتها غير بعد ما الصنارة تبدأ تتحرك بقوة، ومش بهتم بعدد الأسماك التى اصطدتها، فهدفى مش السمك، أنا بحب الصيد عموماً، أنا بشترى الطعم أغلى من السمك اللى هصطاده، فالقصة مش سمك».