حماية الفلسطينيين تبدأ من القاهرة.. فلسطينيون: مصر داعمة لقضيتنا وجهودها لم تتوقف لتهدئة الأوضاع (ملف خاص)
إحدى فعاليات الحوار الوطني الفلسطيني عام 2021 فى القاهرة «صورة أرشيفية»
ينطلق غداً فى القاهرة اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية فى القاهرة برئاسة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن تلبية لدعوة مصر لبحث سُبل وقف الاعتداءات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، وإنهاء الانقسام الفلسطينى.
وقال عدد من الخبراء السياسيين الفلسطينيين إن الاجتماع يجب أن يبحث وبشكل جاد كيفية تنحية الخلافات الحزبية والسياسية للوصول إلى اتفاق مشترك يمكن تنفيذه على أرض الواقع ليصب فى مصلحة الشعب الفلسطينى، مؤكدين دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية والجهود التى يبذلها الرئيس عبدالفتاح السيسى دوماً من أجل تهدئة الأوضاع والحفاظ على أمن واستقرار الدولة الفلسطينية.
«أبوعطيوي»: لقاء القاهرة سيتناول استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام المستمر منذ 15 عاما
وقال ثائر نوفل أبوعطيوى، المحلل السياسى ومدير مركز العرب فى فلسطين، إنه من المتوقع أن يتناول لقاء القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بين شطرى الوطن، إضافة إلى تناول ملفات ومحاور أخرى، منها ملف منظمة التحرير الفلسطينية وانضواء جميع الفصائل تحت مظلتها، وكذلك مناقشة الأوضاع السياسية العامة التى تهم الشأن الفلسطينى، مثل إيجاد رؤية موحّدة وبرنامج وطنى متكامل يقف فى وجه الاحتلال وانتهاكاته اليومية واعتداءاته على المقدسات الدينية، بالإضافة إلى التوسّع الاستيطانى الإسرائيلى وعمليات التهويد والاستيلاء على الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية، فهذه تعتبر أهم الملفات التى سيتم تداولها فى اجتماع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة.
وأوضح «أبوعطيوى» أن الأزمات الحالية التى تواجه القضية الفلسطينية متعدّدة الجوانب والأطراف، والتى تعتبر كثيرة، وذلك بسبب الانقسام السياسى، وانعدام الرؤية الوطنية العامة ضمن أفق سياسى موحّد، وهذا أدى إلى تراجع ملف القضية الفلسطينية فى المحافل العربية والدولية، فمن أهم الأزمات الحالية التى يعانى منها الفلسطينيون أيضاً استمرار عربدة الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرّفة بقيادة «نتنياهو» واستمرارها فى عمليات القتل والاعتقالات والتنكيل والاقتحامات للمدن والقرى والمخيمات بالضفة الغربية، والاستمرار بالاقتحامات الاستفزازية المتكرّرة للأماكن المقدّسة الدينية الإسلامية والمسيحية على حد سواء، وهذا فى ظل الاستهداف اليومى للمسجد الأقصى واقتحام باحاته والاعتداء على المصلين والزوار.
وأضاف المحلل السياسى أن الأزمات الداخلية الفلسطينية كثيرة، منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، التى أثرت بالسلب على حياة المواطن الفلسطينى بشكل يومى، وجعلت منه ضحية للمعاناة بجميع أشكالها.
وشدّد «أبوعطيوى» على أن من أهم معوقات المصالحة الفلسطينية، عدم وجود صدق للنوايا الوطنية الخالصة من طرفى النزاع لإنهاء الانقسام المستمر منذ 15 عاماً، رغم جميع الجهود التى بذلتها مصر الشقيقة، منذ اللحظات الأولى من سيادة الانقسام بين شطرى الوطن، ورغم وصول قطار المصالحة الفلسطينية إلى معظم عواصم الدول العربية والعالم، والتى كانت آخرها الجزائر، التى تم بها الإعلان عن وثيقة المبادئ لطى صفحة الانقسام، وهو ما لم يحدث حتى الآن للأسف.
وتابع «ثائر» أن من أهم الملفات التى تعيق المصالحة عدم استجابة طرفى النزاع والانقسام، وعدم جدية الفصائل الفلسطينية فى طرح ملف الانتخابات العامة الرئيسية والتشريعية، لأنها تعتبر المدخل الوطنى الرئيسى فى إحداث نقلة نوعية جادة ذات أفق وتطلعات مستقبلية نحو تجديد الشرعيات والصلاحيات، من أجل بناء نظام سياسى فلسطينى جديد قادر على حماية ورعاية المصلحة العامة لشعبنا وعدالة قضيته، فى إطار تعدّد الحريات وتوحيد جميع وجهات النظر الفلسطينية فى إطار شامل ومتكامل يجمع كافة أطياف شعبنا من فصائل وساسة ومؤسسات وهيئات وفعاليات وشخصيات، تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى.
وأكد أهمية وضرورة ملف الانتخابات ووجوب حضوره على طاولة اجتماع الفصائل فى القاهرة، لأن الانتخابات المخرج الوحيد والحل الأكيد للخروج من جميع الأزمات، لأنها تعتبر مطلباً شعبياً ووطنياً عنوانه مستقبل وطن، مشيراً إلى أن مصر بذلت، وما زالت تبذل، كل الجهود وعلى كل الأصعدة والمستويات ضمن عمل متواصل ومستمر فى دعم القضية الفلسطينية فى جميع تفاصيلها، وما زالت أيضاً تعمل على تقريب وجهات النظر بين الساسة الفلسطينيين، وتحاول مصر على الدوام جاهدة تخطى كل العقبات والإشكاليات التى تعرقل مسيرة التقدم ولو خطوة واحدة نحو لم الشمل الفلسطينى واستعادة الوحدة، وهذا منذ سنوات طوال عبر استضافة القاهرة الكثير من جولات وصولات المصالحة الفلسطينية.
وأوضح «أبوعطيوى» أن دور مصر فى دعم الشأن الفلسطينى على كل الاتجاهات مهم للقضية وشعبنا بأكمله، نظراً لقرب العلاقة السياسية والإنسانية الفلسطينية مع جمهورية مصر العربية منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، فلهذا الدور المصرى ذو أهمية وشأن له اعتباره واعتباراته الإيجابية فى دعم شعبنا وقضيته بجميع تفاصيلها ومشتقاتها،وفى هذا السياق نتقدم بجزيل الشكر والاحترام والتقدير لمصر رئيساً وحكومة وشعباً، لأن مصر الرافعة العربية باستمرار لتطلعات شعبنا للوصول إلى الحرية والاستقلال.
«الرقب»: القاهرة تعتبر فلسطين قضيتها الرئيسية.. وتبذل جهودا كبيرة فى محاولة لتقريب وجهات النظر
وقال أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، إن الملف الرئيسى الذى سيكون على مائدة مناقشات اجتماع الأمناء العامين للفصائل فى القاهرة، هو ملف المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، موضحاً أنه كانت هناك فرصة كبيرة فى 2017 وأخفق الجميع فى تحقيق الهدف منه، وهو المصالحة بين الفصائل الفلسطينية بعد أن بدأ خطوات التنفيذ، وهى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبدء إعمار قطاع غزة، وكل هذا ذهب أدراج الرياح.
وأضاف أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وجّه قبل شهر دعوة إلى رئيس حكومة فلسطين الدكتور محمد أشتية وحضر الدكتور محمد سليم وأعضاء من الحكومة، ونوقشت ملفات عدة، منها الملف الاقتصادى وتشكيل حكومة تكنوقراط، ثم دعوة حركتى حماس والجهاد فى الفترة نفسها لمناقشة كيفية إنشاء حكومة تكنوقراط وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، وأيضاً ملف تهدئة الأوضاع بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلى.
وتابع «الرقب» أنه بعد الهجوم على جنين فى وقت سابق من الشهر الحالى، تم تجديد الدعوة مرة أخرى من قِبل القاهرة، وبعدها وجّه الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن دعوة للفصائل وموافقة حركتى حماس والجهاد الإسلامى على المشاركة، وهو ما تم تحديده بالفعل فى اجتماع الفصائل فى القاهرة.
وعن أهم المحاور التى ستتم مناقشتها خلال الاجتماع، قال إنه سيتم تشكيل حكومة تكنوقراط، وموضوع الوضع الاقتصادى فى قطاع غزة، ومناقشة الانتخابات الفلسطينية وآلية إنجاحها، وترك حرية القرار للشعب الفلسطينى فى هذا الأمر، مضيفاً أنه سيتم بحث سُبل التهدئة بين القطاع والاحتلال برعاية مصرية أو رعاية أممية.
وأضاف أن المعوقات التى تمنع حدوث مصالحة بين الفصائل السياسية، هى موقف حركة الجهاد الإسلامى، التى رغم إعلانها المشاركة فى الاجتماع اليوم، لديها تحفّظ على المشاركة قبل إطلاق سراح معتقليها فى جنين من قِبل السلطة، وهناك محاولات جادة لإنجاح هذا الأمر. وتابع أن بعض الفصائل مثل الصاعقة والقيادة العامة، والفصائل التى ليس لها جماهير أعلنت أنها لن تشارك فى هذا الاجتماع. وعن تطلعاته لمخرجات هذا اللقاء، قال «الرقب»: أتمنى أن يسفر هذا الاجتماع عن وضع جدول زمنى لإجراء الانتخابات الفلسطينية، التى ستكون مرحلة جديدة لإنهاء الانقسام، لأنها ستعبر عن إرادة ورغبة الشعب الفلسطينى. وأكد أن دور مصر له قبول لدى جميع الفصائل الفلسطينية، وهى تلعب دوراً مهماً فى هذا الأمر، مضيفاً أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الأولى بمعنى الكلمة، مما جعلها تبذل جهداً كبيراً منذ عام 2005 عندما جمعت جميع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، وتم الوصول إلى اتفاق لوجهات النظر بينهم، واتفقوا على تشكيل إطار قيادى مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، يقوم بالإشراف على الحلول السياسية، لكن تم إفشال هذا بسبب بعض الأطراف.