ريفانا وروان
منذ صغرهما يعشقان العمليات الحسابية والعلوم والذكاء الاصطناعي، لم يتركا فرصة واحدة تنمي ذكائهما إلا وكانتا حاضرتين فيها، واستغل والديهما موهبتهما ليقررا تنميتها بكل الطرق الممكنة، فانتقلا للعيش بهما في محافظة الإسكندرية، وقت الإجازة الصيفية، لكنهما تمكسا بدراستهما في مدرسة برج البرلس الرسمية للغات، في كفر الشيخ، ليشاركا مؤخرا في مسابقة كودافور العالمية «codeavour 2022»، وبفوزان بالمركز الأول، هما الشقيقتان ريفانا وروان أيمن فرج، البالغتان من العمر 13 و12 عاما، إذ فاز فريقهما (Team 3R) بالمركز الأول على مستوى العالم، في جائزة «بنات ستيم» للفئة العمرية من 11-14 سنة، عن مشروعهما «لصحة أفضل».
لم يكن فوز الشقيقتان وليد الصدفة، إنما جاء نتيجة جهد كبير على مدار سنوات، ليقررا خوض التجرية ضمن 200 ألف فريق يمثلون 90 دولة حول العالم، من حوالي 3000 مدرسة، بعد فوزهما على مستوى الجمهورية ضمن أفضل 24 مشروعًا تم تأهيلها للتصفيات العالمية، وفق حديث الطالبتين لـ«الوطن»: «بنحب العلوم وإحنا صغيرين وبناخد دورات تدريبية كتير، وتأهلنا في مسابقات على مستوى الجمهورية، وحصدنا فيها المركز الأول، وعلشان كده قررنا ندخل المسابقة العالمية، واجتهدنا».
وتعد مسابقة «كودافور» أكبر مسابقة عالمية للذكاء الاصطناعي والتشفير والروبوتات تستضيفها STEMpedia سنويًا، إذ يقوم المشاركون بإنشاء مشاريع مبتكرة باستخدام تطبيق «بيك تو بلوكس PictoBlox» لعمل أكواد للبرامج والتطبيقات، وقامت فكرة مشروع الشقيقتان على الحفاظ على الصحة العامة، بعمل تطبيق يساعد الإنسان على الجلوس بشكل صحيح أثناء العمل على الكمبيوتر أو المذاكرة، ويمكن استخدامه أيضًا لسائق السيارة أثناء القيادة.
ويمكن من خلال البرنامج متابعة الطالب أو الموظف أو السائق عبر كاميرا، وعند رصد أي تشتت أو عدم انتباه يقوم جهاز إلكتروني بالتنبيه، وفقا لريفانا وروان: «قمنا بعمل إنذار بإضاءة تحذيرية تصدر صوتًا لينتبه الشخص، ويعود إلى وضعه الطبيعي، حيث يهدف إلى تجنب مخاطر الجلوس بشكل خاطئ، والحوادث المرورية الناجمة عن تشتت الانتباه».
يحصل الطالب في هذه المسابقة على فرصة لاستكشاف العالم المثير للبرمجة، والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والواقع الافتراضي والروبوتات، من خلال الدورات التدريبية وورش العمل، مع الأنشطة التفاعلية وجلسات حل المشكلات لتطوير التفكير النقدي والإبداع والتعاون والتواصل، الأربع مهارات الأهم في القرن الحادي والعشرين.
لم يكن حلم الشقيقتان الحصول على المركز الأول عالميا فقط، إنما يأملان في السفر لأمريكا لاستكمال مشروعهما: «نفسنا نسافر بعد ما تأهلنا للتصفيات النهائية بالولايات المتحدة الأمريكية فبراير 2024، ونفسنا في دعم من أكاديمية البحث العلمي، لتحمل التكلفة المادية للسفر علشان نشرف بلدنا».
تعليقات الفيسبوك