جانب من الحضارة المصرية
تعتبر الحقبة المفقودة في التاريخ من أحد المواضيع التي تثير الفضول والتساؤلات حول الماضي، خاصة الحضارة المصرية، حيث إن هناك فترات تاريخية قد لا تكون موثقة بشكل كافٍ في السجلات التاريخية المعروفة، ويشير البعض إلى أن عمر الحضارة المصرية يتجاوز بكثير الـ7000 سنة المعروفة، مع التأكيد على تطورها الذي قد يكون مذهلاً ومختلفاً عن الماضي المعروف للمؤرخين.
تجاوز الحديث حول الحضارة المصرية القديمة الأطر الزمنية المألوفة، بحسب خبير الآثار وعضو المجلس الأعلى للثقافة، الدكتور عبدالرحيم ريحان، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، والذي أكد على عمق وامتداد هذه الحضارة الرائعة من خلال تحليلات واكتشافات تاريخية.
في ظل الدراسات العلمية الحديثة، تظهر أدلة تدعم فرضية امتداد عمر الحضارة المصرية إلى ما يزيد عن 10 آلاف عام، وهو ما يفوق بكثير النظرة الشائعة التي تقلل عمرها إلى حدود 7000 سنة، من بين هذه الأدلة، دراسة للدكتورة إيمان السيد خليفة، الأستاذ المساعد بقسم الآثار المصرية القديمة بجامعة القاهرة.
كشفت دراسة دكتورة إيمان عن أقدم آوانٍ فخارية في مصر، تؤكد أن الحضارة المصرية قد تعود لفترة تقارب 10 آلاف عام، استنادًا إلى دراسة فخار منطقة سبخة نبتة بالصحراء المصرية الغربية.
تتعدد الأدلة على هذا الإطار الزمني الممتد للحضارة المصرية الذي يصل لـ 10 آلاف عام، بحسب ريحان، عن طريق العديد من الاكتشافات التي تحيط بها تشويقًا بأنها ليست حديثة كما الشائع، حيث تُظهر المعابد والأهرامات، والهياكل الهائلة مدى تطورها الهائل في مجالات العمارة والهندسة، وتبرز قدرتها على التقدم بشكل مذهل وغير مسبوق في زمانها.
ومن بين أهم الاكتشافات التي تقدم دلائل على عمق تاريخ هذه الحضارة، بحسب حديث عضو المجلس الأعلى للثقافة، يبرز مبنى الأوزوريون كأحد أقدم المعالم الفخارية في العالم، حيث يعتبر أول بناء بالحجر في التاريخ، يركد عمر هذا المبنى الرائع وهو حوالي 12 ألف عام، قدم وتقدم الحضارة المصرية القديمة وتفوقها الذي يتجاوز بكثير ما كان معروفًا لدى العلماء والمؤرخين.
وفي سياق مماثل، فإن سراديب السرابيوم بسقارة شاهد صامت على أحداث قديمة لم تُوثق بشكل كافٍ، فهي قديمة حيث تقف توابيته الضخمة والغامضة بدون توثيق ولكنها أزيد من 10 آلا عام.
فما هي قصة هذه التوابيت؟ وكيف تم صنعها؟ ولماذا توقف العمل في تلك الأثناء؟ تلك الأسئلة وغيرها، لم توثق فترة هامة في تاريخ مصر تهود إلى ما هو أكثر من 7 آلاف عام.
تعليقات الفيسبوك