خبراء: اكتشاف 3 أنواع شديدة الخطورة من إنفلونزا الطيور.. واستخدام اللقاحات عشوائي
أشرف صيوح
قال الدكتور حاتم صلاح الدين، أستاذ أمراض الدواجن، رئيس جامعة دمنهور السابق إن هناك شركات أعلنت منذ 5 سنوات خلو قطعانها من إنفلونزا الطيور ورغم ذلك لم تستطع التصدير، موضحاً أن قرار وزارة الزراعة الخاص باعتماد بعض المنشآت خالية من الإنفلونزا ليس جديداً ولن يفيد فى شىء.
"صلاح الدين": نتائج المسحات خلال الشتاء الماضى في 300 مزرعة بـ19 محافظة كانت كارثية
وأكد «صلاح الدين» أن غالبية الدول لا تتعامل مع أفراد بل مع دول، ولا بد من الإعلان عن خلو الدولة بالكامل ووضعها على الخريطة الوبائية بأنها خالية من إنفلونزا الطيور، مشيراً إلى أنه لا يمكن القول بوجود منشآت خالية من الإنفلونزا وتستطيع التصدير ونحن نستورد أكثر من 5 أنواع من لقاحات الإنفلونزا، وموجودون على الخريطة الوبائية بأننا بلد متوطن به الإنفلونزا وكل شهر يتم اكتشاف بؤر إصابة، بعدما شهد الشتاء الماضى وجود بؤر كثيرة فى جميع أنواع القطعان بعدة محافظات، لذا لن تقوم أى دولة بتطبيق أى قرار يصدر من داخل مصر.
وأوضح أستاذ أمراض الدواجن عدة شروط لا بد من توافرها للتصدير، أهمها إعلان البلد خالياً بالكامل من الإنفلونزا، لأنه كانت هناك 63 دولة فى العالم خلال الفترة من 2006 إلى 2009 تم وضعها على الخريطة الوبائية بأنها موبوءة بالإنفلونزا، أصبحت 58 دولة منها خالية الآن وتم إعلانها، منوهاً بأنه ليس من المعقول أن يتم نشر أبحاث فى مجلات عالمية تؤكد أن مصر تعانى من أنواع مختلفة من الإنفلونزا ويتم إرسال المعزولات للخارج وهناك أطباء دراسات عليا فى أكبر الجامعات يقومون بالدراسة على المعزولات الموجودة فى مصر وفى نفس الوقت توجد تصريحات بخلو أماكن من الإنفلونزا.
وأكد وجود العديد من الشركات تم اعتمادها من Oie خالية من الإنفلونزا ولم تستطع التصدير وتجدد الشهادة بصفة دورية كل عامين، موضحاً أنه لا توجد استراتيجية واضحة للقضاء على الإنفلونزا، حيث يوجد أكثر من 5 لقاحات بدون استراتيجية واضحة لاستخدامها، كما أن القطعان التى تصاب لا يتم الإبلاغ عنها حتى يتم التخلص منها بطريقة آمنة، لعدم وجود صرف تعويضات للمصابين بالإنفلونزا، مطالباً باستئصال البؤر المصابة، وتعويض أصحابها وعمل تتبع للمرض من خلال خريطة وبائية واضحة على مستوى الجمهورية.
وأضاف أنه تم عمل مسحات خلال الشتاء الماضى لأكثر من 300 مزرعة فى 19 محافظة وكانت النتائج كارثية، حيث تم اكتشاف 3 أنواع من الإنفلونزا شديدة الخطورة H5N8 - H5N2 - H5N1 وقد ظهر H5N2 فى العام الأخير وأصبح أكثر انتشاراً فى مصر بعد اتحاد نوعين من الإنفلونزا.
وشدد على ضرورة وقف استخدام الأدوية قبل الذبح أو قبل البيع حتى لا تكون هناك متبقيات دوائية تسبب ضرراً على الإنسان، مشيراً إلى وجود مرض آخر يعادل الإنفلونزا فى الخسائر الاقتصادية ويتسبب فى نسبة نفوق عالية وهو «النيوكاسل» حتى داخل المزارع المحصنة، وأوضح أن تطبيق القانون 70 سوف يساعد فى القضاء على انتشار الأمراض من خلال تطبيق حزمة من الإجراءات مثل باقى الدول ووضع استراتيجية محددة لاستخدام اللقاحات لأن فيروس الإنفلونزا موجود منذ 14 عاماً ما يدل على عدم وجود أى خطة واضحة للقضاء عليه وهو ما يسبب سنوياً خسائر كبيرة للمربين.
"سلطان": تطبيق القانون 70 سيحد من انتشار الفيروس وليس القضاء عليه
وطالب الدكتور هشام سلطان، أستاذ أمراض الدواجن والعميد السابق لكلية الطب البيطرى بجامعة السادات بتوافر معايير محددة لكى ينطبق على المكان أنه خالٍ من الإنفلونزا منها وقف التحصين فى المكان الذى أعلن عن خلوه لمدة عام كامل إذا كانت أمهات أو «بياض»، ومن ستة أشهر إلى سنة إذا كانت «تسمين»، ويتم أخذ عينات للفحص خلال هذه المدة، مؤكداً أن مصر تقوم باستيراد 400 مليون بطة سنوياً قبل شهر رمضان من فرنسا من مناطق معزولة رغم وجود إنفلونزا بها ولكنهم يقومون بوقف التحصين ومصر تعتمد على التحصين فى كل شىء، لذا لن نستطيع القضاء على الإنفلونزا لأن التحصين يعمل على توطن الفيروس ويغطى على العدوى.
وأكد أن محافظات مصر متداخلة مع بعضها، وأى بلد يقوم بالتحصين يُمنع منه الاستيراد، مشيراً إلى أن التحصين يساعد المربى على التربية والإنفلونزا لها مواسم معينة، مضيفا أن هناك فرقاً بين القضاء على المرض وتقليل انتشاره والقانون 70 سوف يحد من انتشار الفيروس وليس القضاء عليه ولكن يستحيل تنفيذه لأن السوق ليست مهيأة له ولا بد من توافر محلات مجهزة ومجازر وعربات للنقل وعمل حساب لذوق المستهلك ووضعه فى الحسبان، وتفعيل دور الإشراف البيطرى.
وأوضح «سلطان» أن جميع القرارات المنظمة لصناعة الدواجن موجودة منذ سنوات عديدة ولكن المشكلة تقع على القائمين على تنفيذ هذه القوانين، مؤكداً وجود تلاعب فى تصنيع الإضافات والأدوية والأعلاف ورغم كل هذه الكوارث ما زالت الوزارة تصدر التراخيص لمصانع جديدة بدون رقابة أو متابعة.
"صيوح": القضاء عليها حلم مستحيل
وأضاف الدكتور أشرف صيوح، استشارى أمراض الدواجن، أن انتهاء إنفلونزا الطيور هو مجرد حلم لدى الجميع يستحيل تنفيذه، لعدم وجود استراتيجية متكاملة للقضاء عليها حيث تم رصد حالات إنفلونزا خلال الفترة الماضية. ونحتاج لاستمرار التحصين للقضاء عليها ومتابعة الحالة المناعية من خلال أخذ مسحات للتأكد من خلو الطائر منها، مؤكداً صعوبة التخلص من الإنفلونزا حتى إذا كانت المزارع خارج الكتلة السكنية.
وأكد «صيوح» وجود العديد من الأمراض المنتشرة منها الفيروسية، مثل النيوكاسل، والجمبورو، ip - H9 ومنها البكتيرية مثل الميكوبلازما، السالمونيلا والمنظمات العالمية مستحيل أن توافق على الاستيراد من مصر إلا إذا كان البلد كله خالياً من الإنفلونزا، مشيراً إلى أن استخدام الأدوية بطريقة عشوائية من الممكن أن يكون سبباً فى زيادة النافق نتيجة للمتعارضات الدوائية أو الجرعات الزائدة، ويجب عدم التعامل مع أى شركة تقوم بتصنيع أدوية مغشوشة والتى من السهل التعرف عليها من خلال تحليل الدواء.
"الشربينى": الإمارات تمنع استيراد الطيور والبيض من مصر
وبالتواصل مع العديد من الشركات فى بعض الدول العربية أكدت عدم استطاعة مصر تصدير الدواجن لأى دولة، حيث قال الدكتور محمد الشربينى بشركة المستقطب لتجارة الأدوية البيطرية بالإمارات، إن قرار الدولة والوزارة هناك منع الاستيراد الطيور والبيض من مصر سواء التفريخ أو للطعام، مؤكداً أنه عندما قامت وزارة الزراعة المصرية بإصدار بيان باعتماد بعض المنشآت خالية من الإنفلونزا وتستطيع التصدير طُلب من الوزارة هناك السماح لهم بالاستيراد من مصر، لكن جاءه الرد بأن هذا الأمر ممنوع، لأن الدولة لا تتعامل مع أفراد فى الاستيراد بل مع دول.