«أحمد» يعمل «جزمجي للخيول» بالبحيرة منذ صغره: مهنة خطيرة أوشكت على الاندثار
كوافير الخيول في البحيرة
يحمل حقيبته ويقف مبتسما مستقبلا الخيول واحدا تلو الآخر، فبعضها يهابه والبعض الآخر يقبل عليه مطمئنا يراه طوق النجاة لآلامه، لتبدأ رحلة البحث عن حدوة مناسبة لكل منها، هكذا حال «أحمد علي» الذي يعمل بمهنة «البيطار» منذ طفولته.
مهنة البيطار
ويقول أحمد علي إنه ورث مهنة البيطار عن والده الذي عمل بها طيلة حياته، رافضا تركها كونها تذكره بآبائه وأجداده، ويضيف أنه اعتاد تلك المهنة منذ سن السابعة حيث تردد مع والده على الأسواق التي أصبحت بعد ذلك موقعا لعمله.
«جزمجي الخيول»
ويشير «علي» إلى أن مهنة البيطار يُطلق عليها «جزمجي الخيول»، حيث تهتم بأقدامهم مثل الاهتمام بأحذية الأشخاص، مضيفا أن هناك أدوات عدة تستخدم لتنفيذ مهام «البيطار» والتي يعد من أهمها «الجاكوش، مسامير، حدوة، سكينة، قصافة».
أوشكت المهنة على الاندثار
وأوضح أن المهنة أوشكت على الاندثار، حيث قل الاعتماد على الحنطور مع انتشار وسائل المواصلات الأخرى، الأمر الذي انعكس بدوره على على انخفاض عدد الخيول داخل المدن واقتصر وجودها في القرى وبعض التجار.
أسعار العمل بمهنة البيطار
وعن أسعار عمله أشار «علي» إلى أن الوضع اختلف عن قديما حيث ارتفع سعر البيطار حتى أصبح ما يقرب من 70 إلى 80 جنيها، لكن الأمر لم ينفع نظرا لقلة عدد الخيول التى تتردد عليه، حتى أصبحت المهنة تواجه شبح الانقراض.
توارث المهنة عبر الأجيال
ويتابع «علي» حديثه حول مهنته قائلا «لم أسعَ لتغييرها على الرغم من انخفاض دخلها»، مشيرا إلى أنه ورثها عن والده كما أنها مهنة شاقة وتحمل الكثير من المخاطر بين طياتها».
مخاطر المهنة
ويقول «جزمجي الخيول» إن مهنة البيطار تعرض حياتهم للعديد من المخاطر، حيث إنها تتطلب التركيز والخبرة أثناء تركيب الحدوة، مشيرا إلى أن هناك مكانا مخصصا لتركيبها في قدم الخيول وهو الجزء الميت.
البيطار تحتاج إلى خبرة وتركيز
ويشرح أنها في بداية عمله تعرض للهجوم من قبل بعض الخيول أثناء تركيب الحدوة كونها لامست الجزء الحي من قدمهم فبعضهم نهره والآخر أحدث له عدة جروح، مضيفا أن المهنة مهما بلغ الخبرة بها تحتاج إلى التركيز.
آلية عمل البيطار
وعن طريقة عمله يقول إنه ينظف قدم الخيول أولا، وبمناظرة القدم يتم اختيار الحدوة المناسبة حيث يتم تثبيتها في أجزاء القدم غير المحسوسة باستخدم عدد من المسامير التي يتم استيرادها من الهند، مستخدما في ذلك الجاكوش.
طوق النجاة للخيل
واختتم «علي» حديثه قائلا «إنه لم يفكر في التخلي عن عمله والبحث عن آخر كونه يجد ملاذه وسعادته مع الخيول والاهتمام بها»، مشيرا إلى أن بعضهم اعتاد عليه، مضيفا أنه طوق النجاة بالنسبة للخيل وملاكهم.