سيدات قرى بني سويف يُشدن بالتطوير وبمشروعات المبادرة: «مصر بتتغير»
حملة «بالوعى مصر بتتغير للأفضل» تصل إلى قرى محافظة بنى سويف
وسط عشرات السيدات اللاتى توافدن على مركز شباب أشمنت بمركز ناصر بمحافظة بنى سويف، جاءت الخمسينية «هدى عبدالله»، من قرية دلاص التابعة للمركز نفسه، باحثة عن فرصة للحصول على مشروع، تزيد به دخلها، بعدما سمعت من الرائدة الاجتماعية عن حملة وزارة التضامن «بالوعى مصر بتتغير للأفضل».
«هدى»: «أول مرة أحس إن الحكومة بتدوّر علينا وعايزة تخدمنا»
«هدى» قالت لـ«الوطن»: «باخد معاش تكافل، وباتعالج من سرطان الثدى وكل شهر باصرف على العلاج والتحاليل، ولما عرفت أن الحملة جات لغاية عندنا، وأن فيها مشروعات للى عايز يشتغل، قلت لازم أستفيد منها»، موضحة: «أول مرة الحكومة تيجى لغاية عندنا وتدور علينا وعايزة تخدمنا، من غير ما نتكلف مصاريف أو نشيل هم المشاوير، ومن غير ما نشيل هم إننا ممكن نروح للمسئول مايقابلناش أو يكون مش موجود».
وتتابع «هدى»، أم لأربع بنات وشاب: «زوجت اثنتين من الأربع بنات، وأنجبت كل واحدة منهما طفلين، بناتى قالوا إحنا مش هنخلف أكثر من 2، وبيستخدموا وسائل تنظيم الأسرة، علشان المعايش صعبة ومافيش شغل، وعايزين يربوا ولادهم ويعلموهم كويس، والنهارده وافقوا لى آخد مشروع تربية بهايم، ولو ربنا كرمنى هيساعد فى جواز البنات وتربية الأحفاد».
وأطلقت وزارة التضامن الحملة بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة، وتستمر حتى 24 من نوفمبر المقبل فى قرى محافظات المنيا وأسيوط وسوهاج، وتركز على التوعية بأهمية إلحاق الأطفال بالحضانة لتنمية الطفولة المبكرة، وبالتحذير من خطورة زواج الأطفال، وبفائدة الأسرة الصغيرة، «2 كفاية»، كما تقدم خدمات العيادات المتنقلة للصحة الإنجابية والكشف على الأطفال، ومشروعات لتنمية المرأة الريفية وهناك فرص للتدريب والتشغيل من برنامج «فرصة» بالوزارة.
رائدة اجتماعية: «فيه خدمات كتيرة محتاجة الناس تعرفها»
ومن بين الرائدات الاجتماعيات بالحملة، جاءت «شيماء محمد» من قرية بنى بخيت بمركز بنى سويف، لتساعد السيدات فى الاستفادة من خدمات الحملة: «فيه خدمات كتيرة بتوفرها الوزارة محتاجة أن الناس تعرفها وتستفيد منها، وده اللى مهتمة بيه الحملة، منها مشروعات تنمية المرأة الريفية، اللى وصلت فى الحملة إلى 10 آلاف جنيه وأكثر، وفيه سيدات كثيرة فى القرى أول مرة يسمعوا عنها».
«النادي»: «بنعيش طفرة فى الإنجازات»
30 عاماً قضاها «حسان النادى» فى وظيفته بالإدارة العامة لشئون المرأة بديوان وزارة التضامن، لم يرَ فيها كل هذا الإقبال الكبير من السيدات فى بنى سويف على الحصول على المشروعات التى توفرها الوزارة لتنمية المرأة الريفية، وعبّر عن سعادته: «العمل الميدانى والوصول إلى الناس فى القرى والعزب والنجوع البعيدة عن عواصم المحافظات، طفرة إنجازات بتؤكد إنه فعلاً بالوعى مصر بتتغير».
مشروعات تنمية المرأة الريفية الموجودة بمديريات التضامن والوحدات الاجتماعية، توفر رأس المال العينى لإقامة المشروعات متناهية الصغر أو توفر مستلزمات الإنتاج، مثل توفير الأغنام لمن يرغب، أو بطارية أرانب، أو الأعلاف لتسمين الماشية، أو تزويد السيدة التى لديها محل بقالة صغير ببعض المنتجات لزيادة دورة رأس المال والأرباح، ومتابعة مشروعها حتى يستمر وينجح.
ويتوافد الكثير من السيدات، على عيادات الصحة الإنجابية، منهن «سميرة بدوى»، 38 سنة، من قرية معصرة أبوصير بمركز الواسطى، التى جاءت لتكشف على أنف ابنها ذى الست سنوات، وهو الأصغر بين إخوته الثلاثة.
«سميرة»: «اتطمنت على صحتي»
«سميرة» قالت: «مافيش عندنا دكتور فى الوحدة الصحية، اللى بييجى بيمشى، مش عارفة ليه، مافيش إلا الممرضات اللى بيتابعوا وسائل تنظيم الأسرة، ويصرفوا لنا الوسائل، لما الواحد بيتعب قوى بيروح لدكتور الكشف بـ50 جنيه، ولو فى المركز بـ150 جنيه غير العلاج، آخر مرة جات لنا قافلة طبية كانت من 3 سنين، وكانت أول مرة تيجى لنا، لكن لما جات الحملة دلوقتى كشفت فى العيادة المتنقلة مجاناً، واطمنت على اللولب، الدكتورة قالت لى إنه كويس وفى مكانه، وكتبت لى على علاج يريحنى، وصرفته لى كمان، ودلوقتى هاروح أقدم على مشروع بعد ما اتطمنت على صحتى». وتقول آمال زكى، مستشار برنامج وعى للتنمية المجتمعية بوزارة التضامن، إن «هناك أكثر من ألف سيدة يومياً، تردّدت على عيادات الحملة»، مؤكدة أن ذلك دليل على أن الناس متشوقة للحصول على الخدمات، وأيضاً على التعريف بوجود الخدمة، ليس فقط عيادات تنظيم الأسرة، بل بأهمية إلحاق الأطفال بالحضانات، وبالمشروعات التى تقدمها وزارة التضامن للنساء، مشيرة إلى أن الحملة فرصة للرد على الأفكار المغلوطة، فبعض من يحصلون على دعم تكافل يعتقدون أنه سيتوقف حال الحصول على مشروع أو فرصة تدريب وتشغيل، والحقيقة أن الوزارة هدفها أن يستطيع صاحب المشروع أن يتكسّب، ويستمر حتى ينتقل من متلقٍّ للدعم إلى منتج.
يُذكر أن الوزارة كانت قد أطلقت حملة «بالوعى مصر بتتغير للأفضل»، ضمن أنشطة «حياة كريمة»، على أن توجّه خدماتها للمرأة بكل المحافظات. وتهدف إلى تحسين معيشة كل أفراد الأسرة، وتنمية مهاراتهم، ورفع مستواهم الاجتماعى والاقتصادى، وتضم كل القرى والعزب والنجوع المخطط تنميتها، لتشمل المرحلة الأولى محافظات أسيوط وسوهاج والمنيا، لنشر الوعى بخصوص الزيادة السكانية، والزواج المبكر، وزواج الأقارب.
ومن المتوقع وصول رسائل التوعية إلى أكثر من 15 ألف أسرة بكل مركز، لتشمل عدداً كبيراً من السيدات فى سن الإنجاب، وبصفة خاصة من تتراوح أعمارهن بين 18 و45 سنة، حيث توفر «التضامن» عيادات متخصّصة، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية الشريكة، إضافة إلى مراكز الصحة المختلفة، مع إتاحة كل الاستشارات الخاصة بالصحة الإنجابية، وأيضاً توفر كل وسائل تنظيم النسل المناسبة لكل سيدة.
وتهدف الحملة إلى توصيل الرسائل التوعوية والإجابة عن كل أسئلة السيدات والفتيات، وكل ما يتعلق بمشكلة زواج الأطفال، إضافة إلى عدد من القضايا الأخرى، مثل الزيادة السكانية وتربية النشء، وتشمل المبادرة الجديدة 5 محاور رئيسية وهى: «الصحة الإنجابية (2 كفاية)، مشروعات تنمية المرأة الريفية، تكافل وكرامة، تنمية وطفولة، حياة كريمة».