«فهد» فقد ساقيه وذراعه في حادث ويعمل ميكانيكيا بيد واحدة: «باحلم بوظيفة»
فهد
فهد عبد الباسط شاب من ذوي الهمم، عمره 28 عامًا، رغم فقدانه ساقيه ونصف ذراعه، إلا أنه أصر على تحدي نفسه وظروفه في سبيل الوصول لما يريد، ويصل لطموحه ويحقق بعضًا من أحلامه.
الشاب الأقصري أصيب في حادث قطار أثناء محاولة استقلاله بين عربات قطار القصب في الصف الأول الابتدائي، وبدلًا من أن يعود لوالدته كعادته كل يوم، عاد إليها في شكل جديد جعله يُصر على تحدي الظروف الصعبة التي كُتبت عليه وليُقرر استكمال حياته رغم أنف الظروف.
حادث قطار تسبب في بتر ساقيه وذراعه
استقل «فهد» أثناء عودته من المدرسة بمحافظة الأقصر قطار القصب، لكنه سقط وتم بتر ساقيه ونصف ذراعه، ليظل في المستشفى قرابة الـ9 أشهر ثم 3 أشهر أخرى بين المستشفى والمنزل ليتم علاجه، واستمر في دراسته حتى الصف الثالث الإعدادي، ثم قرر عدم استكمال الدراسة لظروف خاصة، بحسب حديثه لـ«الوطن».
تعلم الميكانيكا في ورشة عم إبراهيم
الشاب الطموح من ذوي الهمم عاند ظروفه الصحية والحياتية وتعلم الميكانيكا وعمل بها لمدة 4 سنوات داخل إحدى الورش بالقرية، ثم فكر في إنشاء الورشة الخاصة به لتصليح الموتوسيكلات والدراجات البخارية بالمنطقة، ورغم ذلك ما زال يتواصل مع «عم إبراهيم» الذي عمل في ورشته وهو أول من علمه الصنعة.
وعن كيفية ذهابه إلى عمله بمفرده، يوضح أنه يمتلك دراجة بخارية مخصصة بشكل معين له، ينتقل بها، مع أول اليوم في الثامنة صباحًا حين يذهب إلى الورشة، ثم يستخدم كرسيا متحركا في الورشة ويتحرك داخل العمل مثل أي شخص طبيعي وليس لديه مشكلة في ذلك.
فهد: أنا عايز وظيفة
ظروف الحياة جعلت «فهد» يفكر في بعض الأوقات في ترك عمله، لكن عادته اليومية في العمل وحبه له جعلته يرجع في هذا القرار ويستكمل ما بدأه من طريق لا بد أن يصل فيه إلى ما يريد، حتى يجد لقمة عيشه فهو ينفق على نفسه وأسرته في بعض الأوقات.
مطالب «فهد» ليست كبيرة، بل هي مجرد وظيفة حكومية يُطالب بها المسئولين، مراعاة لكونه من ذوي الهمم، وله الحق في الدمج المجتمعي وفي الحصول على وظيفة تمكنه من العيش بسلام، مؤكدًا رفضه جميع المجاملات والمساعدات المالية التي عُرضت عليه من قبل عدد من الأشخاص.