بريد الوطن .. الشيخ عتريس (قصة قصيرة)
الشيخ عتريس
تبدو من سمات الرجل أنه ورع وتقى، وليس لنا إلا أن نظن بالظاهر، أما الخفايا فيعلمها الله وحده. ذات مساء سمعنا همهمات تُثار حول الرجل من أنه قام بطرد شقيق زوجته، لأنه على حد قول الشيخ عتريس حرامى «ونِورى» ويسرق الكحل من العين، وهو لا يشرفه أن يكون خال أبنائه سارقاً وهو من هو. وأقسم على زوجته باليمين المُغلظة لو أدخلته بيته لتكونن طالقاً بالثلاثة.
مرت الأيام تدور فى فلكها اللانهائى حتى حل علينا يوم سمعنا فيه همهمات تُثار حول الشيخ عتريس مجدداً، لقد سمعنا أن الرجل يريد أن يتزوج بثانية، وانقسم الناس فى أمره إلى فريقين، فريق يرى أنه ما حاد عن الحق، وذلك شرع الله وسنة نبيه، وفريق يرى أنها «دناوة وفراغة عين».
تزوج الشيخ عتريس ولم يضع فى حساباته ما يُشاع عن زوجته الجديدة وغض الطرف عن أى شىء يؤرّق مضجعه، وكأن بداخله قوة محمومة لتحقيق غرض مُعيّن.
ملّ الشيخ عتريس عيشته بعد أن أفلست زوجته، وبينما هو على حالته تلك يأتيه محامٍ ليبلغه أن شقيق زوجته الأولى قد مات بعد سنوات قضاها بالعمل فى إحدى دول الخليج، فما كان من الشيخ عتريس إلا أن سبه ولعنه وهو يتمتم (الحرامى)، فلما أخبره المحامى أن الرجل قد خَلّف وراءه ثروة طائلة تؤول ملكيتها لشقيقته التى هى زوجته، احتضنه الشيخ عتريس وقال دون تفكير: «الله يرحمه كان راجل طيب وبتاع ربنا.. وهى دى حال الدنيا».
أشرف غازى
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com