بريد الوطن .. «عن ماله من أين اكتسبه».. من أين لك هذا؟
من أين لك هذا؟
يقول الله تعالى: «وتُحِبُّونَ المالَ حُباً جَمّاً»، كلنا يحب المال، وقوام حياتنا يدور حوله، لكن هناك قلة تزهد فى الدنيا.. وليس حراماً أن تكون غنياً؛ تنفق من مالك على عيالك، وتقضى حوائج الناس، فاليد العليا خير من اليد السفلى؛ دون أن يكون الإنسان عبداً لهذا المال، فبئس عبد الدرهم والدينار، ولكن السؤال المهم: «من أين لك هذا؟».. هذا السؤال حينما يوجه لشخص من جهة مسئولة، يرتعد، ويبدأ فى ترتيب أوراقه، للخروج من تحت طائلة القانون، خوفاً من الفضيحة، أو مصادرة المال، الذى يعرف مصدره، وهو عقاب البشر للبشر، ربما أفلت وأكمل حياته متلهياً بمتاع الدنيا.
لكن تبقى المعضلة؛ حينما نُجمع فى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ويُسأل الإنسان عن ماله، ربما حاول التحايل، كما فعل فى الدنيا، لكن هيهات، فالأعضاء يومها ستنطق: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وهنا يدرك الإنسان حقيقة ما فعل، وأن حياته ما كانت تساوى وقفة خجل أمام علام الغيوب.
وفى النهاية، كلنا إلى التراب نعود، ولنا فيمن سبقونا العبرة والعظة، وكانوا ملء السمع والبصر، وفى الحديث الشريف: (لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ: عَن عُمُرِه فيما أفناهُ، وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ، وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ، وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ).
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com