«ازرع شجرة».. مبادرة ومؤسسة لنشر الثقافة البيئية للمعلم والتلميذ
مركز الوعي البيئي
فى مركز الوعى البيئى بحدائق القبة، التابع لمؤسسة «ازرع شجرة»، الذى تمت إقامته مكان «مقلب قمامة كبير» ليكون قِبلة لتعليم الثقافة البيئية للأطفال والكبار، بما يحتويه من نباتات متنوعة ومَنحَل ومركز لتدوير المخلفات العضوية، أخذ نبيل محروس، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، يتحدث عن القصور الشديد الذى لا يزال قائماً فى تناول القضايا البيئية فى مناهجنا الدراسية ومدارسنا، رغم ما طرأ مؤخراً من تعديلات طفيفة، انحصرت بشكل أساسى، حسب قوله فى منهج الصف الرابع الابتدائى.
يقول «محروس» الذى كان يعمل سابقاً بالتدريس وارتقى لمنصب مدير مدرسة، وهو جالس ومن حوله النباتات التى غرسها قبل أعوام قليلة، وينهل النحل الآن من رحيق أزهارها: فيما عدا تعديلات بسيطة طرأت فى الآونة الأخيرة على منهج الصف الرابع الابتدائى، فلا يوجد اهتمام بالبيئة وقضاياها فى المناهج الدراسية، وهناك قصور شديد فى تناول القضايا البيئية المتعلقة بالتغيرات المناخية والاحتباس الحرارى».
محروس: نحتاج مناهج خضراء تشرح مفاهيم تغير المناخ.. ويجب تعريف الأطفال بالمحميات ومحطات الطاقة
يرجع «محروس» هذا القصور إلى عدم الاعتماد على استشاريين وخبراء فى مجال البيئة والقضايا البيئية فى إعداد المناهج الدراسية، وهو ما انعكس فى غياب الاهتمام بالبيئة فى معظم المناهج، اللهم إلا أشياء بسيطة مثلما حدث فى منهج الصف الرابع الابتدائى، وفيما عدا ذلك لا يوجد اهتمام، حسب قوله.
فى المقابل، يؤكد «محروس» الحاجة إلى ما يصفه بمناهج خضراء صديقة للبيئة فى كل المراحل الدراسية، تشرح مفاهيم التغيرات المناخية والاحتباس الحرارى، وغيرهما من المفاهيم البيئية، إما من خلال منهج أو كتاب مستقل يتم تدريسه، كما هى الحال مع التربية الوطنية مثلاً، أو من خلال توزيع هذه المناهج على المواد المختلفة، مثل العلوم والدراسات الاجتماعية، وحتى اللغة العربية التى يمكن أن تصبح البيئة حاضرة فيها من خلال النصوص وموضوعات التعبير المقررة على الطلبة.
ويرى رئيس مجلس أمناء مؤسسة «ازرع شجرة» أيضاً، أنه لا بد من البدء بتثقيف وتأسيس الطفل بيئياً منذ مرحلة الحضانة، بإعطائه جرعات بسيطة وسهلة عن البيئة والاهتمام بها، باعتبارها الهواء الذى نتنفسه، والماء الذى نشربه، والأكل الذى نأكله، ولأن فاقد الشىء لا يعطيه فلا بد من عمل دورات تدريبية أيضاً للمعلمين، ومنهم معلمو الحضانات، على كيفية توصيل المفاهيم البيئية للأطفال بشكل مبسط.
أما لمن انتهوا من المرحلة الثانوية، وفاتتهم فرصة الحصول على القدر اللازم من الثقافة البيئية، فيشير «محروس» إلى ضرورة تدارك ذلك فى المرحلة الجامعية، لافتاً فى هذا السياق إلى أنه يتم حالياً بالتنسيق مع وزارة التعليم العالى، إنشاء مراكز لبناء القدرات فى حوالى 66 جامعة مصرية، لتزويد الطلاب الجامعيين بالثقافة الضرورية التى لم يحصلوا عليها فى المراحل السابقة.
ويشير «محروس» كذلك إلى أن تعليم الثقافة البيئية، ولا سيما بالنسبة للأطفال وصغار السن عموماً، يجب ألا يتم بين أربعة جدران، وإنما يجب أن يكون فى المحميات الطبيعية، وأماكن الزراعة العضوية وإعادة تدوير المخلفات، ومحطات إنتاج الطاقات المتجددة من الشمس والرياح، مستفيدين بتجربة البلدان المتقدمة التى سبقتنا فى هذا المجال.
تقديم تجربة حية لتعليم الطفل الثقافة البيئية على أرض الواقع
هنا يوضح «محروس» أن تجربة إنشاء مركز الوعى البيئى التابع لمؤسسة ازرع شجرة، جاءت أساساً فى هذا السياق، بهدف تقديم تجربة حية لتعليم الطفل الثقافة البيئية على أرض الواقع، من خلال مشاهدة النباتات والطيور والحيوانات وكيفية تحويل المخلفات لسماد عضوى، فضلاً عن مشاهدة المنحل وعلاقة النحل بالنبات، والمزرعة السمكية.
ويضيف «محروس»: رغم التحديات التى تقابلنا، فنحن مصممون على تقديم شىء إيجابى للطفل المصرى وقد نجحنا فى استقطاب العديد من زيارات تلاميذ المدارس، فضلاً عن الأطفال من الملاجئ وبيوت الإيواء، وهدفنا الأبعد هو أن يكون هناك مركز وعى بيئى فى كل محافظة، وأن يكون هناك ركن بيئى داخل كل مدرسة، مع تنظيم زيارات للأطفال لمراكز الوعى البيئى القريبة من أماكن وجودهم.