الصوم الكبير.. ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان «قَدِّسُوا صَـوْمـاً»
«الوطن» تحتفى ببدء «الصوم الكبير» الأقباط على خُطى السيد المسيح
الصوم الكبير
تدق الأجراس فى الكنائس، وتقام القداسات، ويرفع الكهنة البخور، وسط أجواء روحانية كبيرة، خلال 55 يوماً، بدأت الاثنين وتنتهى بعيد القيامة المجيد، بحسب الاعتقاد المسيحى، فيما يُعرف بأيام الصوم الكبير.
ورغم أن الأقباط يصومون حسب طقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية نحو 200 يوم كل عام، تنقسم ما بين أصوام من الدرجة الأولى وأصوام من الدرجة الثانية بحسب العقيدة المسيحية، فإن الصوم الكبير له قدسية خاصة لدى الأقباط، فهو الصوم الذى يسيرون خلاله على خطى المسيح، ويقسم بحسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى أسبوع الاستعداد، والأربعين يوماً المقدسة التى صامها السيد المسيح صوماً انقطاعياً، ثم أسبوع الآلام. وتمتد جذور هذا الصوم، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلى العصر الرسولى، حتى صار أمراً مستقراً عليه فى سنة 325 ميلادياً عبر مجمع نيقية.
وترجع قدسية هذا الصوم لدى الأقباط، إلى كونه يسبق قيامة المسيح، حسب الاعتقاد المسيحى، ويعرف كذلك بـ«الصوم السيدى أو الأربعينى»، ويتميز بما يعرف بـ«حج الأقباط إلى القدس»، وهى رحلات للتبرك خلال «أسبوع الآلام» بالأماكن التى زارها المسيح بحسب الاعتقاد المسيحى فى الأسبوع الأخير من حياته على الأرض، كذلك يشهد هذا الصوم فى الأسبوع الأخير منه، وخاصة تلك الأيام التى تعرف بـ«البصخة» التى تلى أحد السعف، عدم الصلاة داخل الكنائس على الموتى من الأقباط، إذ تكتسى الكنائس بالشارات السوداء حداداً على صلب المسيح، ويسبق تلك الأيام صلاة التجنيز العام للأقباط. «الوطن» تحتفى ببدء الأقباط صومهم المقدس، مستعرضة فى هذا الملف كافة التفاصيل والمعلومات عنه، مستعينة بكلام رجال الكنيسة وتاريخ المسيحية الضارب فى جذور تلك البلاد التى تباركت بخُطى المسيح ووالدته العذراء على أرضها.