وكيل «حقوق الإنسان» بـ«النواب»: بيان 3 يوليو كتب السطر الأخير في عهد «الإخوان»
محمد عبدالعزيز: ما زلت أتذكر الفرحة العارمة في الشوارع والميادين
محمد عبدالعزيز
قال النائب محمد عبدالعزيز، وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، عضو تنسيقية شباب الأحزاب، إن بيان «3 يوليو» كتب السطر الأخير فى عهد تنظيم الإخوان، وتسبب فى عودة البلد مرة أخرى إلى أبنائه، وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أنه بعد لحظات من إعلان البيان ضجت الشوارع والميادين المصرية بفرحة عارمة، واستمر مشهد تلويح المواطنين بالأعلام حتى الساعات الأولى من الفجر، وشدد على أن انتفاضة الشعب فى «30 يونيو» تعد امتداداً لعظمة المصريين الضاربة بجذورها فى التاريخ.
كيف تصف شعورك لحظة الاستماع لبيان «3 يوليو»؟
- لحظة الاستماع للبيان كانت بالنسبة لى لحظة الانتصار وعودة الوطن لأبنائه مرة أخرة، فقد كانت لحظة فرحة عارمة فى كل الشوارع المصرية، وقد استمر الشعب المصرى -وأنا واحد منهم- فى الاحتفال والتلويح بالأعلام فى الميادين والشوارع حتى الفجر، ورأيت كل المصريين بمختلف فئاتهم: شباب، أطفال، وكبار السن، الجميع سعداء بتلك اللحظة، يهنئون بعضهم بانقضاء عام أسود.
ما رأيك فى موقف الشعب المصرى من جماعة الإخوان الإرهابية فى «30 يونيو»؟
- فى 30 يونيو كان من المقرر أن نتحرك من ميدان الحجاز، وفى هذا اليوم رأيت مشهداً مذهلاً ومهيباً يعبر عن مدى قوة هذا الشعب، فى ميدان الحجاز كنا عبارة عن طوفان بشرى لا يستطيع أحد أن يحدد بدايته أو نهايته ولا يمكن لأحد أن يقف أمامه، المتظاهرون كانوا منتشرين فى كل الاتجاهات، فكان مشهداً ملحمياً لوحدة الشعب المصرى وتلاحمه بكل فئاته وطبقاته الاجتماعية المختلفة.
هل كنت تتوقع اندلاع تلك الانتفاضة؟
- كان من المتوقع ألا يسمح المصريون لتلك الجماعة بالاستمرار فى الحكم طويلاً، وسلب وطنهم من بين أيديهم، ففى ثورة 25 يناير كنا نطمح لدولة ديمقراطية حديثة، ولا يمكن أن تسهم جماعة الإخوان بأفكارها فى تحقيق تلك الرغبة التى نزلنا من أجل تحقيقها، وكان ظاهراً فى خطاباتهم أن هؤلاء الناس بعيدون كل البعد عن المصريين وفكرهم وما يطمحون له.
ماذا عن حملة «تمرد».. كيف بدأت الفكرة وما الهدف منها؟
- «تمرد» نشأت فى الأساس من وجود موجة غضب واضحة وصريحة لدى المصريين، فكانت الحملة بمثابة الإصبع الذى يشاور على الطريق، كنا نهدف إلى توجيه وتوحيد طاقة الغضب تلك إلى طريقها السليم حتى تتمكن من أن تجنى الثمار، وكانت وجهة نظرنا، كمؤسسين للحملة، أن يكون الشعب المصرى بكل فئاته طرفاً مشاركاً فى الحرب ضد الإخوان، من خلال استعمال وسيلة ديمقراطية سهلة دون صدام، وكانت الفكرة تعتمد على أنه إذا تمكنا من جمع عدد أصوات أكثر من تلك التى حصل عليها محمد مرسى فى الانتخابات فبالتالى الشعب له شرعية ما، وقد تمكنا من تحقيق ذلك.
كيف جاء الإعلان عن حملة «تمرد» وردود الفعل التى تلتها؟
- أعلنا عن الحملة فى أول مؤتمر صحفى لنا، كان ذلك فى يوم 26 أبريل 2013، وبدأنا فى توزيع الاستمارات وجمع التوقيعات فى يوم 1 مايو، وكان هناك إقبال كبير ومشجع من المصريين على توقيع تلك الاستمارات، وكنا حريصين على ألا يقتصر دور المواطن فقط على التوقيع على استمارة «تمرد»، بل لا بد أن يقوم كل من وقّع على الاستمارة بالنزول يوم 30 يونيو للتأكيد على رفضه لحكم الإخوان.
ما أول شىء خطر فى بالك بعد «30 يونيو»؟
- كنت أرى أنه من المهم عقد مؤتمر صحفى صباح 3 يوليو؛ من أجل التأكيد على أهمية الاستمرار فى الاحتشاد فى كل الميادين، وألا يسمح أحد للإحباط بأن يتسلل إليه، وإكمال تلك الثورة إلى أن يتحقق النصر.
«الوطن» شريك النجاح
تواصلت مع الدكتور محمود مسلم مساء يوم 2 يوليو، وكان فى هذا الوقت مديراً لتحرير «الوطن»، وطلبت منه المساعدة فى إيجاد مكان مناسب لعقد المؤتمر، ورد بقوله «الوطن» مكانكم، ونحن داعمون لكم، وسنعقد المؤتمر فى مقر الجريدة، وبالفعل عقدنا المؤتمر فى مقر الجريدة بحضور وسائل الإعلام، وفى أثناء انعقاد المؤتمر وصلتنا مكالمة هاتفية تخبرنا باجتماع مهم جداً مع القائد الأعلى للقوات المسلحة آنذاك، الفريق أول السيسى، من أجل الاتفاق على خارطة الطريق التى مهدت لثورة «30 يونيو».