كيف جذب مستريح أسوان ضحاياه؟.. استشاري نفسي يكشف السبب

بلاغات كثيرة من قبل مواطنين ضد أشخاص، حصلوا على أموالهم مقابل استثمارها، وبين رغبة في تحقيق ربح سريع وسهل، انتهت بالتوجه إلى أقسام الشرطة لتقديم بلاغات بالاستيلاء على أموالهم وتعرضهم للنصب، وبات التساؤل عن ما هو الدافع وراء تقديم أموالهم بسهولة ليقعوا فريسة بين أيدي النصابين، كان أخرها إحالة البلاغات المقدمة من جهة التحقيق بإدفو شمال أسوان، وإحالتها إلى المحكمة في تهمة تشكيل عصابي لتوظيف الأموال والنصب والاحتيال على عدد من المواطنين، والاستيلاء على مبالغ طائلة منهم بحجة الاستثمار فيها وتحقيق مكاسب طائلة، لصالح طاهر الحصاوي المعروف بـ«مستريح السيارات»، الذي ألقت الشرطة القبض عليه أثناء محاولة اختبائه في الجيزة وكان بحوزته 16 سبيكة ذهبية، وصل وزنها إلى نحو 10.500 كيلو جرام، إضافة إلى مبلغ مالي كبير.

وكان المتهم يشتري السيارات من المواطنين بثمن يزيد عن سعر السوق بنسب كبيرة، مع إعطائهم أموالهم متفق عليها، وهذا لم يتحقق ما دفعهم إلى تقديم مئات البلاغات ضده بالنصب عليهم، والاستيلاء على عشرات الملايين، ومن المنتظر اليوم أن يتم محاكمة معاوني مستريح السيارات بجلسة بمحكمة الاستناف بأسوان، والتي قضت بحجز قضية معاوني مستريح السيارات للحكم لجلسة 9 سبتمبر.

الإحتياج والجهل وراء عمليات الإحتيال والنصب

ويتساءل البعض عن الدوافع التي من أجلها يقوم المواطنين بايداع نقودهم لدى النصابين بدافع تشغيلها والحصول على الأرباح، رغم الحوادث المتكررة للنصب في هذا الأمر، ويجيب عن هذا التساؤل الدكتور محمد إبراهيم عبد الرؤوف، مدير مستشفى بورسعيد للصحة النفسية، قائلًأ إنّ هناك ركيزتين أساسيتين يلعب عليهما المحتال والنصاب لدى ضحاياه وهما: الاحتياج والجهل، فجهل الأفراد بالأشياء يجعلهم عرضة أكثر من غيرهم للخداع.

تقديم نماذج حققت ارباح طائلة بوقت قصير

وأضاف «عبد الرؤوف» في حديثه لـ«الوطن»، أنّ العديد من الأشخاص يجذبهم الربح السريع، والحاجة إلى الحصول على الأموال خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية، فيلجأون إلى استثمار أموالهم مع الأشخاص الذين يرون أنهم قدموا للآخرين الثروة بطريقة سهلة وسريعة، ويستغل المحتال هذا الاحتياج ويعززه لدى الضحية بأن يعطي له أرباح مبالغ فيها بالبداية ثم يروج لنماذج حصلت على أرباح طائلة نتيجة تشغيل أموالهم معهم.

الرغبة في الكسب السريع

وأوضح مدير مستشفى بورسعيد للصحة النفسية أنّ هذا الاحتياج للثروة السريعة استغلته بعض شركات التسويق الشبكي في النصب على عملائها، بعد أن يتم إقناعهم بأنهم سيحصلون على المنتجات بالمال ثم سيربحون بقيمة هذه الأموال هدايا أخرى، ليكتشفوا أنه تم الاحتيال عليهم، وأنه لا صحة لهذه الوعود الكاذبة، وأمام هذه الوعود يدفع الكثيرين كل ما يملكون وقد يضطرون لبيع بعض الممتلكات.

ضرورة الوعي بأساليب المحتالين

وشدد على أهمية نشر الوعي باستثمار الأموال بالطرق الشرعية، وبطرق النصب والاحتيال ومنها النصب بالحصول على الأرقام السرية لبطاقات الائتمان، إضافة إلى التوعية بالطرق الملتوية التي يلجأ إليها المحتال للحصول على أموال ضحاياه.