الأمم المتحدة: 14 مليون عامل بمجال الوظائف المؤقتة في مصر
جائحة «كورونا» الأخيرة أنعشت العمل عبر المنصات الإلكترونية
شهد الاقتصاد تحولات جوهرية أبرزها «نمو الوظائف المؤقتة»، مما يعكس تغييراً فى كيفية تنظيم سوق العمل، وأصبحت الوظائف المؤقتة جزءاً أساسياً من الاقتصاد المعاصر، مع انتشار الوظائف المستقبلية، التى تُركز على الابتكار التكنولوجى والاستدامة.
ويُقدّر عدد العاملين فى مجال الوظائف المؤقتة فى مصر بما لا يقل عن 14 مليون عامل، وفقاً لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائى «UNDP» الصادر عام 2022.
وشهدت الوظائف المؤقتة فى مصر نمواً كبيراً مع الزيادة المستمرة فى خدمات الاتصالات، وانتشار الإنترنت على نطاق واسع، خاصة بعد عام 2011، حيث كان إطلاق شركة «أوبر مصر» فى عام 2014، بمثابة بداية لمنصات الوظائف المؤقتة القائمة على المواقع الإلكترونية، وأتاح ذلك فرصاً للكثير من منصات العمل الرقمية لدخول السوق المصرية، وسد الفجوات المطلوبة فى قطاعات، مثل: «النقل، والتعليم، والخدمات المنزلية، والبريد السريع».
«فايير وورك» فى تقرير لها: جائحة «كورونا» أسهمت فى تحفيز المنصات الإلكترونية
ووفقاً لتقرير Fairwork Egypt Ratings 2021 أسهمت جائحة «كوفيد-19» فى تحفيز هذا النوع من العمل، مما أدى إلى زيادة بنسبة 230% فى الطلب على خدمات التوصيل، ورغم العدد المتزايد للمنصات الجديدة، لا توجد إحصاءات رسمية عن حجم اقتصاد الوظائف المؤقتة فى مصر، ولكن تم تسجيل عدد سائقى «أوبر» وحدهم بـ90 ألفاً فى عام 2019، وأخذ اقتصاد الوظائف المؤقتة الذى يعتمد على المنصات الرقمية فى الارتفاع خلال السنوات الأخيرة فى مصر، مما أثر فى حياة الملايين، وفى الاقتصاد الرسمى والتنمية الاقتصادية.
ويواجه العاملون فى اقتصاد الوظائف المؤقتة الكثير من التحديات، منها أنهم يُصنّفون كعاملين مستقلين، وليسوا كموظفين، مما يعنى أنهم مستبعدون كلياً من الحقوق التى يتم منحها للموظفين الدائمين، مثل الحد الأدنى للأجور، والحماية من الفصل التعسّفى، ويعانون انعدام الأمن الوظيفى والأمن الداخلى.
ورغم التوجّهات العالمية بخصوص مستقبل العمل والوظائف المستقبلية المترتبة على إعادة هيكلة الاقتصاد العالمى، إلا أنه من الصعب التنبؤ بالمهارات التى تتطلبها هذه الوظائف بدقة تامة، لكن يمكن تحديد مجموعة من المهارات التى من شأنها أن تُلبى حاجة التطورات الجارية على المستوى الاقتصادى والتكنولوجى، وأكّدتها مجموعة من المؤسسات الدولية، منها «معهد ماكينزى العالمى»، و«فوربس»، و«المنتدى الاقتصادى العالمى»، منها مهارة استخدام التكنولوجيا، حيث شهدت الأعوام الأخيرة تسارعاً ملحوظاً فى التغيّرات التكنولوجية والرقمية، شملت تقنيات مُبتكرة كالذكاء الاصطناعى والروبوتات، حتى أصبحت الوظائف تعتمد بشكل أساسى على استخدام وتطبيق تلك التقنيات، لذلك يلزم العمال تطوير المهارات الخاصة بهم، حتى يتمكنوا من التعامل معها، خاصة تطوير المهارات التى تعتمد على علوم البيانات والذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى.
السوق العالمية للحوسبة السحابية
ومن المتوقع أن تنمو «السوق العالمية للحوسبة السحابية» من 570 مليار دولار، إلى ما يقرب من 2.5 تريليون دولار بداية من 2022، وحتى 2030، وذلك سيترتب عليه تزايد الطلب على أولئك الذين يتمتّعون بالمهارات التقنية لمساعدة الشركات الكبيرة والصغيرة على الانتقال إلى السحابة، وسيظل المحترفون المهرة فى أدوات ومنصات الحوسبة السحابية ملائمين وتنافسيين طوال 2024، وما بعده، وتُعد مهارات الأمن السيبرانى بمثابة سباق تسلح تتنافس فيه الجماعات، والأفراد، والجهات الفاعلة، نتيجة زيادة عدد الهجمات السيبرانية، فى ظل اختراق البيانات وستكون المهارات المتعلقة ببناء الأمن والمرونة من أكثر المهارات المطلوبة فى الأعوام القادمة.