طلاب يصممون تطبيقا يخدم ذوي الهمم ويحصدون المركز الأول على مستوى الجمهورية
الطلاب الفائزون بالمركز الأول يتسلمون الجوائز
اجتمعوا على فعل الخير فكان النجاح حليفهم، ليحصدوا المركز الأول على مستوى الجمهورية، في مسابقة «ابتكار حلول مجتمعية ذكية»، المقامة تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة. إنهم فريق من طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية «العامة والفنية» من محافظات أسيوط والسويس والقاهرة والجيزة، حيث عكفوا على تنفيذ مشروع متكامل يخدم المجتمع عامة، وفئة ذوي الهمم خاصة، ومن هنا عرف كل منهم الآخر، بعد أن جمعتهم المسابقة.
عملوا معا وفكروا معا واجتهدوا معا، إلى أن ابتكروا تطبيق «T&V» تحت مبادرة بعنوان «اسمع، تكلم، تواصل» وذلك لتمكين الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة من التواصل، واستخدام التكنولوجيا الذكية بأبسط الطرق، والبحث عن فرص عمل تناسب احتياجاتهم، وكذلك الاستفادة من التطبيق في التدريب على الكثير من المهارات.
التطبيق يعمل على تحويل الصوت إلى كتابة والكتابة إلى صوت
وتقوم فكرة عمل التطبيق على تحويل الصوت باللغة العربية إلى كتابة لحل مشكلة التواصل مع ضعاف السمع، وكذلك تحويل الكتابة إلى صوت باللغة العربية، لحل مشكلة التواصل مع ضعاف النطق، وهو ما نفذته مجموعة من الطلاب، من محافظات مختلفة، فقط جمعهم «الطموح وخدمة المجتمع».
وتولت الطالبة شيماء حمزة، من محافظة أسيوط، ومعها الطالب مازن محمد من محافظة القاهرة، جزء البرمجة بالتطبيق، والطالبة بسنت محمد من محافظة القاهرة، والطالبة نور جمال، من محافظة الجيزة، وتولوا جانب البرمجة والتصميم، بينما الطالب محمد يحيى، من محافظة السويس، اهتم بجزء التصميم والفيديو.
«يحيى»: هدفنا دمج ذوي الإعاقة السمعية والكلامية مع المجتمع
«شغال كهربائي وكان نفسي أجيب لاب توب وربنا حقق أمنيتي»، بهذه العبارات بدأ محمد يحيى، طالب بالصف الثالث الثانوي الفني بمدرسة الصناعات المتقدمة، حديثه لـ«الوطن» ليكشف عن كواليس تصميم تطبيق يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة، موضحا أن فوزه في هذه المسابقة هو وفريقه بالمركز الأول على مستوى الجمهورية حقق له أمنيته في الحصول على لاب توب، موجهاً نصيحته للشباب: «اللي بيتعب هيلاقي وربنا هيكرمه».
هدف التطبيق هو دمج وتمكين ذوي الإعاقة السمعية والكلامية من خلال تسهيل تواصلهم مع المجتمع وتزويدهم بالمهارات اللازمة للعمل على حل مشكلة التواصل، بحسب «يحيى»، مؤكدا: «كان هدفنا هو دمجهم أكثر في المجتمع، وذلك تم عن طريق إضافة خاصية التعلم بالتعاون مع عدد من المنصات الإلكترونية بهدف تقدم دورات تدريبية بلغة الإشارة».
«شيماء»: يمكن إضافة الملاحظات الشخصية داخل التطبيق بشكل صوتي أو كتابي
تصميم تطبيق يخدم فئة مهمة في المجتمع يحتاج إلى مجموعة من الأنشطة الأساسية لتحويل الكتابة إلى صوت باللغة العربية، وذلك تم من خلال مجموعة فيديوهات تعليمية بلغة الإشارة والترجمة الكتابية لتعليم مهارات أساسية تمكنهم من العمل مثل لغات البرمجة وإمكانية إضافة الملاحظات الشخصية داخل التطبيق بشكل «صوتي أو كتابي»، بحسب ما روته شيماء حمزة، طالبة بالصف الثاني الثانوي بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا في محافظة أسيوط.
وأضافت لـ«الوطن»: «هدفها هو التعريف بالمشكلة ونشر الوعي ونشر التطبيق لأكبر عدد من المستفيدين، لافته إلى أن عناصر الاستمرارية للتطبيق تمثلت في إمكانية إضافة التبرع عن طريق الخدمات الفورية لخدمة هذه الفئة، والتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني لخدمتها وكذلك العمل على توفير فرص عمل للشباب الأصحاء.
«نور»: أنصح الشباب بتعلم الكثير من المهارات التي تواكب العصر الحالي
وتمكنت الطالبة نور جمال، بالصف الأول الثانوي الفني بأكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية، من تصميم ألوان التطبيق والمشاركة في بعض الأجزاء الخاصة بالبرمجة: «التصميم يعتمد دائما على اختيار الألوان والتنسيق والصور»، موضحة أنها تواصلت مع إحدى خبراء علم النفس والاجتماع لتتمكن من اختيار الألوان الصحيحة التي تناسب الحالة النفسية والمزاجية للإنسان.
وأضافت «نور»، أن مفاتيح التطبيق تحتوي على صورة وأسفلها كتابة: «ودي من أكتر الحاجات التي تساعد على الاستيعاب»، موضحة أن اختيار الألوان له دلالة مهمة فاللون اللبني هادئ واللون الأصفر له جاذبية شديدة واللون الأبيض مريح للعين.
وعن استفادتها من المشروع، أكدت الطالبة نور: «اكتشف نفسي وإزاي أقدر أساعد ملايين من الناس في حاجة بسيطة جدا واتعلمت روح الفريق»، لافتة إلى أنها تحلم بالالتحاق بكلية الهندسة، مشيرة إلى أنها تنصح الشباب إلى تعلم الكثير من المهارات التي تواكب العصر الحالي وتعلم لغات مختلفة.
وفي سياق متصل، أكدت بسنت محمد، طالبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسة فاطمة الزهراء الثانوية، أنها عملت على تحويل الكتابة إلى صوت، والصوت إلى كتابة من خلال مجموعة من البرامج، لافتة إلى أنها تنصح الشباب بالجد والاجتهاد والاستفادة من التكنولوجيا في خدمة المجتمع وتحقيق نجاحات باهرة.
«مازن»: تلقينا تدريبات مكثفة في البرمجيات والتصميم
واختتم مازن محمد، طالب بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة 25 يناير الرسمية للغات، الحديث عن التطبيق ومميزاته، قائلا، إنه تم عمل موقع إلكتروني يمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من التواصل معنا في حال مواجهتهم أي مشكلة في عمل التطبيق.
وعن الفائدة الشخصية له من المشروع، أكد: «إتعملت أنه مفيش سقف في حاجة معينة كل ما نفكر كل ما نوصل لحاجات أفضل واتعملت إزاي أشتغل مع فريق مختلف خاصة أنه باقي أعضاء الفريق في مرحلة الثانوية وأنا في الإعدادية»، لافتا إلى أنهم تلقوا تدريبات مكثفة في البرمجات والتصميم على يد بلال محمد، طالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة.