«الدراسة.. العمل.. الأمل»: روشتة الخلاص من ملل ما بعد «الستين»
«آمال» خلال مناقشتها رسالة الماچستير
«وقل ربى زدنى علماً»، لم تكن مجرد آية قرآنية ترددها آمال أحمد على، 65 عاماً، بل طاقة نور تستمد منها نشاطها وحماسها لاستكمال رحلتها التعليمية التى اقتربت من إتمامها بنجاح بعد وصولها لتمهيدى الدكتوراه فى كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة قسم الأنثروبولوجيا، مؤكدة أنها أحبت العلم والمعرفة وانتظرت لسنوات طويلة لاستكمال مشوارها بعد دوامة الزواج والإنجاب والعمل بوزارة التضامن الاجتماعى منذ عام 1985 وحتى خروجها على المعاش فى عام 2018.
تحكى «آمال» أنها تخرجت فى كلية التجارة بجامعة الأزهر، وعملت محاسباً بوزارة التضامن الاجتماعى ثم فى مكتب الوزير، وتزوجت عام 1983، وأنجبت أبناءها وانشغلت بتربيتهم ووظيفتها، ولم تنس حلمها باستكمال الدراسات العليا: «البيت والعمل والأبناء خلونى مقدرش أكمل دراسات عليا وكمان كنت مقيمة فى مدينة 6 أكتوبر وعملى فى وسط البلد، فكان مجهود شاق عليّا، واضطريت آخد إجازة 6 سنوات للتفرغ لأولادى».
«آمال»: تفرغت لحلمي بعد دوامة الزواج والإنجاب
كبر أبناء «آمال» ونقلت محل سكنها ما بين الهرم وميدان الجيزة، بعد دخولهم الجامعة، وقررت الالتحاق بالمعهد العالى للدراسات الإسلامية عام 2007، وحصلت على دبلومة وبعدها درجة الماجستير عام 2016: «كانت رحلة شاقة عليا، فضلت أعافر مع الدراسة والعمل، وأولادى كانوا كبروا ومسئولياتهم قلت».
تحكى السيدة الستينية أنها كانت تعمل فى الوزارة من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً، ولم تجد الوقت الكافى للمذاكرة وحضور المحاضرات، وبعد خروجها على سن المعاش، وجدت وقتاً وفيراً لتحقيق أمنياتها واستعادة قائمة أهدافها: «ابنى قالى ما تقعديش فى البيت يا ماما وإنزلى كمّلى عشان ما تزهقيش لإنى كنت متعودة على الشغل وذهنى حاضر استغليت ده ولاقيت جامعة القاهرة قريبة منى وبدأت أول خطوة».
تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وأثره على التنمية الاقتصادية
«تأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة وأثره على التنمية الاقتصادية»، عنوان رسالة الماجستير التى ناقشتها «آمال» فى عام 2020: «زوجى توفى وكذلك أبويا وأمى، وبنتى تزوجت، بقيت عايشة أنا وابنى لوحدنا، وقلت أحارب الفراغ بطلب العلم»، ثم بدأت مشوار الدكتوراه فى عام 2022 بعد حصولها على دبلوم اقتصاد، والتحقت بقسم الأنثروبولوجيا.
«حتى كنت أكبر من الأساتذة، وبعتبر كل زمايلى ولادى، وهم بيعاملونى بأدب شديد، وسعيدة بدعمهم وتشجيعهم»، تقولها «آمال»، مشيرة إلى أنها أصبحت أفضل نفسياً، وتعرّفت على أشخاص جدد: «خرجت من دائرة الانغلاق بالتواصل الاجتماعى».