(أدى الانتصار الكاسح الذى حققته المرأة فى انتزاع حقوقها والاستيلاء على حقوق الرجل وتقلص وجوده حتى صار كائناً منقرضاً مثل الهنود الحمر والغول والعنقاء
كنت قد كتبت عن جارى «ويصا حنا ويصا» الذى وقع فريسة «مرض الفصام البارانوى» المصحوب بالهلاوس السمعية والبصرية، وتصور أن هناك من يطارده طالباً منه دفع الجزية.. وقد نصحه الطبيب النفسى بالتماسُك والتحدى وإعلان العصيان المدنى من خلال تكرار جملة «أنا مش هادفع الجزية» لنفسه ولكل الناس فى كل الأوقات وفى كل الأماكن.. لكن حالته تدهورت أكثر بعد أن سخر منه الجميع وقذفه أطفال الحى بالطوب، وهم يطاردونه مهللين ضاحكين.. وطلبت زوجته الخُلع بعد أن غيّرت الملة.. وأصبح هو نزيل مستشفى الأمراض العقلية.
كان «المازنى» ذلك الأديب الساخر والشاعر الفيلسوف.. يائساً وحزيناً ورومانسياً بالغ التشاؤم.. وجودى النزعة.. ذا تركيبة نفسية دقيقة.. يشبِّهه «أنيس منصور» بأنه مثل نسيج الحرير.. دقيق العقد.. فقد أحس منذ الصغر أنه ضئيل الحجم، بينما إخوته أطول وأعرض وأجمل شكلاً حتى إن والده كان يخاف على أخ له من الحسد.. أما «المازنى» فلا خوف عليه.. ولا خوف منه.. كأنه لا شىء.. أو كأنه أسوأ شىء.. ثم إنه سقط فانكسرت ساقه فهو القزم الأعرج.. وكان حجمه الضئيل يجعله مثل «صفر» إذا سار إلى جوار رقم (1) الذى هو «العقاد» صديقه الصدوق.. وكا
هو شاب جامعى فى الثلاثين من عمره يشغل وظيفة محترمة.. ومن عائلة كبيرة.. يقول عن نفسه إنه يتمتع بسمعة حسنة لكنه فى الحقيقة لا يستحقها لأنه لص.. وقصته مع السرقة تبدأ منذ الصغر فقد كان وهو تلميذ يهوى سرقة الأقلام من زملائه.. والآن هو يدخل المطاعم الفاخرة ويأكل وينصرف دون أن يدفع الحساب.. ويدخل المحلات الراقية.. وبطريقة لا شعورية يجد يده تمتد إلى أشياء يسقطها فى جيبه فى غفلة من البائع.. وأغرب حادث سرقة أقدم عليه أنه أثناء جلوسه فى القطار المتجه إلى الإسكندرية وفى أحد دواوين الدرجة الأولى وليس معه إلا فتاة.. انته
أنت رائعة الجمال ياراشيل: هذه الجملة قالها «فان جوخ» لفتاه البار فى ملهى وهو يتأمل وجهها فى أعجاب: فابتسمت له الفتاة وردت فى دلال وترغيب:
إذا كان من الشائع أن نقول إن النفس الإنسانية تمثل لغزاً كبيراً، كثيراً ما يحار فى تفسير أسرارها علماء وأطباء النفس أنفسهم..
عاصرت الشاعر والمخرج المسرحى الكبير الراحل «نجيب سرور» الذى كان يملأ الدنيا فناً وتوهجاً وصخباً وجنوناً فى منتصف الستينات وفى سبعينات القرن الماضى
يجهل العامة عادة طبيعة الأمراض النفسية والعقلية وأعراضها.. والفروق الجوهرية بينها.. ويخلطون خلطاً شائعاً بين المرض النفسى وسلوك الشخصية وأخلاقها وأفعالها وردود أفعالها تجاه الآخرين.. ونحن فى أغلب الأحوال نتعامل مع المريض النفسى فى إطار موقفنا من سلوكه تعاملاً اجتماعياً.
لست من أولئك الذين يعيشون ويموتون دون أن يتركوا شهادة أو أثراً على مرورهم فوق هذه الأرض.. هناك تفاوت هائل بين عظمة مهمتى والإمكانيات العقلية المحدودة للصغار المعاصرين لى
لـ«أنطون تيشخوف» الروائى والقاص الروسى الشهير رواية قصيرة بديعة هى (عنبر رقم 6) بطلها طبيب نفسى عجوز يعمل بمستشفى أمراض عقلية بشع، بالغ القذارة، مكتظ بأكوام النفايات
الفنون جنون، وبين عبقرية الفنان والجنون خيط رفيع، ذلك لأن العبقرية استثناء وخروج على المألوف وكذلك الجنون؛ لكن الفارق الجوهرى كما يرى رجاء النقاش فى كتابه الممتع «عباقرة ومجانين»
وهام بى الأسى والبؤس حتى كأنى «عبلة» والبؤس «عنترة»
المرأة عورة.. كلها عورة.. من رأسها حتى أخمص قدميها، وقد أفتى أحد الدعاة بأن وجهها مثل فرجها عورة.. تؤمن بذلك تلك المُعلمة المنتقبة السادية..
لاحظنا أن صديقنا بالمقهى «ويصا حنا ويصا» دائم الصمت والقنوط لا يشاركنا التنكيت والتلاسن ومباريات القافية بالمشاريب ضد حكومة الإخوان..