حراس تراث الفراعنة يرون حكاياتهم: «تعلمنا اللغات بالممارسة» (صور)
حراس معابد الكرنك
كلمات بسيطة لكنها أساسية في التعامل مع السائحين، «Welcome to Luxor، أي مرحباً بكم في الأقصر، وKarnak Temple، أي معبد الكرنك»، يعرفها حراس معابد الكرنك، الذين لم يتخلوا يوماً عن ارتداء «العمة والجلابية»، أو يتركوا «الشومة» التي يستخدمونها للقيام بمهتمهم في حراسة المعبد الفرعوني الذي يقع شمال محافظة الأقصر، ليلاً ونهاراً، حيث يعملون قرابة 12 ساعة يومياً، حسب قولهم، لتأمين مداخل ومخارج المعبد.
حراس المعابد يحافظون عليها بالوراثة
الخفراء يحرسون ويحافظون على تراث الأجداد من أعمال السرقات والنهب خلال عملهم داخل المعبد، وطالت أعمارهم في تلك المهنة، حيث توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، الذين عملوا في حراسة الآثار من معابد ومتاحف داخل المحافظة السياحية، ورغم عدم حصول البعض منهم على مؤهلات عليا، لكنهم يمتلكون مؤهلات واسعة جعلتهم يمتلكون خلفية ثقافية متنوعة أثرية ولغوية حيث يستطيعون التحاور وتوجيه السياح للتجول والتنقل داخل المعابد.
«ورثت المهنة من جدي ووالدي»، كبير حراس الكرنك «محمود فاروق»، يؤكد فخره بعمله وحراسته لمكان أثري، مثل معابد الكرنك، فهو ورث المهنة عن والده وأجداده، رغم عمله في كثير من المناطق داخل القاهرة وغيرها، حيث شارك في نقل ووضع المسلة والكباش في ميدان التحرير بالقاهرة.
خفراء المعابد يعرفون الإنجليزية بالممارسة
وأشار «فاروق» في تصريحاته لـ«الوطن»، إلى حرصه الشديد على تعلم اللغات الإنجليزية والفرنسية، من خلال التعامل مع السياح من مختلف الجنسيات، فرغم حصوله على ثانوية فنية، لكنه حرص على الالتحاق بالجامعة المفتوحة ودراسة الآثار، ليس هذا فقط، بل حاول التعلم في مختلف المجالات من الهندسة والآثار من خلال السياح والأثريين والمهندسين داخل معابد الكرنك، وكافة المناطق الآثرية.
«من يأتي لمحافظة الأقصر يعود لها مرة أخرى»، هكذا وصف «فاروق» زوار المناطق الأثرية داخل محافظة الأقصر من السياح الأجانب والمصريين، خاصةً في ظل حسن التعامل الذي يجده السياح من المصريين والأجانب، مما يجعلهم يعودون مرة أخرى إلى المحافظة السياحية مرات ومرات.
ممنوع لمس الأحجار
«ممنوع لمس الأحجار»، هذا ما يفعله «مجاهد عبيد»، حارس في الآثار منذ عام 1998، معبراً بقوله: «لو حد ركب فوق الحجر أو حاول يلمسه بأقوله ممنوع، وأي حد بيركب على الأحجار الأثرية بأمنعه»، مؤكداً عدم لمس الأحجار داخل جميع أرجاء المعبد بالكامل، ويقوم بالإبلاغ عنه في تلك الحالة لمفتشي الآثار داخل المعبد في ظل عمله طوال الوقت في الـ12 ساعة داخل المعبد، مع محاولة تعريف السائح أو غيره بالخطأ في نفس الوقت، من خلال استخدام بعض الكلمات البسيطة من اللغة الإنجليزية.
وأوضح «حسين حسنين» دوره في توجيه السياح داخل أرجاء معابد الكرنك في الوصول للمعابد المختلفة، والذي يحوي أكثر من 10 معابد أثرية، من خلال التحدث مع السياح ببعض الكلمات باللغة الإنجليزية المختلفة، لمحاولة فهم السائح وتوجيهه للمكان المطلوب داخل المعابد، مع تحذير السياح المصريين والأجانب من لمس أي قطع أثرية داخل المعبد.
ورثوا المهنة «أباً عن جد»
واستكمل حديثه لـ«الوطن» قائلاً إنه يمكنه التحدث مع السياح عن اسمه وبلده وتفاصيل زيارته للمحافظة السياحية، مع توجيهه إن طلب ذلك، لدورة المياه أو إحدى المناطق في أرجاء المعابد.
أما «زكريا حبشي أبو الحسن»، حارس آثار، فأكد أنه يعمل مع «الريس محمود فاروق»، كبير عمال معابد الكرنك، منذ سنوات طويلة، ويعمل في هذه المهنة «أباً عن جد»، مع مساعدته في ترميم الكباش داخل معابد الكرنك، مع منع ركوب السائحين على الأحجار المختلفة داخل المعبد، أو القيام بأي إجراءات مخالفة داخل المعبد.