كاتب أمريكي- إيراني ينتقد وضع الحرس الثوري بقائمة الإرهاب: قصر نظر
الحرس الثوري الإيراني
قال الكاتب الإيراني-الأمريكي جايسون رضايان، محلل شؤون الشرق الأوسط بصحيفة "واشنطن بوست"، إن قرار الولايات المتحدة بإدراج الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، ما هو إلا قرار جديد "ضمن عالم من القرارات التي تشير إلى قصر النظر في عالم السياسة الداخلية للولايات المتحدة، ومع ذلك، فإن القرار سيكون له تداعيات لها أسباب وجيهة يجب أن نشعر بالقلق بشأنها".
وقال الكاتب الأمريكي: "بإمكاننا أن نلاحظ العديد من النقاط المهمة ونحن نأخذ الخطوة غير المسبوقة المتمثلة في تصنيف فرع كامل من جيش دولة ذات سيادة كإرهابيين، في اعتبارنا".
وتابع: "على الرغم من أنني كنت ضحية مباشرة لإرهاب الحرس الثوري الإيراني حيث سُجنت لعدة أشهر بدون أي اتهامات، فإنني أعتقد أن التسمية الشاملة أمر غير مقبول وغير عقلاني ولن تفعل الكثير لتغيير سلوك إيران، والأسوأ من ذلك، أن القرار ينطوي على خطر تقريبنا خطوة أخرى من المواجهة العسكرية".
"رضايان" أشار إلى أنه كان من الأفضل فرض عقوبات على أفراد أو وحدات داخل الحرس الثوري الإيراني المسؤولين عن النشاط الذي يتعارض مع القانون الدولي، سواء كانت تلك الجرائم ضد رجال ونساء الخدمة الأمريكية، أو جرائم حقوق الإنسان ضد الإيرانيين، أو الجرائم المالية.
وتابع: "صحيح أن الحرس الثوري الإيراني له وجود في سوريا والعراق واليمن يتعارض من نواحٍ كثيرة مع المصالح الأمريكية، وصحيح أيضًا أن الحرس الثوري الإيراني يلعب دورًا رئيسيًا في القمع داخل حدود إيران، ومع ذلك، فإن المنظمة هي أيضًا قوة عسكرية تقليدية عملنا معها في الواقع عندما كان من المنطقي القيام بذلك، كما هو الحال في المعركة للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي.. وربما هذا هو السبب في أن كبار القادة العسكريين ومسؤولي المخابرات يدعون إلى توخي الحذر في مسألة التصنيف على قوائم الإرهاب".
وأشار الكاتب إلى أن أكبر المشكلات التي يفرضها الحرس الثوري الإيراني على الولايات المتحدة، هي استخدامه للأجهزة المتفجرة المرتجلة ضد الأمريكيين، وكذلك أساليب تمويل أنشطته (والتي تشمل غسل الأموال واختطاف الرهائن)، مضيفا: "إذا كانت حكومتنا تريد حقًا معاقبة السلوك السيئ، فهذا ما يجب أن تستهدفه.. هذه الأنشطة تعتبر إرهابًا".
الكاتب الأمريكي إيراني الأصل أشار إلى أن السبب في رفضه لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو أن "وضع الحرس الثوري الإيراني بالكامل على لائحة الإرهاب هو حل قصير النظر، لأنه سيدعم النخبة العسكرية الإيرانية أكثر فأكثر، مما يمنح واشنطن خيارات قليلة لتغيير سلوكهم، إنه يشجع الصراع".
وأضاف: "الخدمة العسكرية في إيران إلزامية (مع استثناءات قليلة) لجميع الذكور الإيرانيين، إن الفرع الذي يتم تعيين مجند شاب فيه من أجل الوفاء بالتزامه لمدة عامين تقريبًا ليس مسألة اختيار.
وتابع قائلا: "الأفضل والألمع في البلاد ينتهي به الحال مجندا في الحرس الثوري الإسلامي، سواء أحب الأمر أم لا، وبالتالي، ما الذي نستفيده من وصف مئات الآلاف من الرجال الإيرانيين بأنهم إرهابيون لمجرد أنهم يستوفون شرط الجنسية؟".
وأعرب "رضايان" عن مخاوفه من أن يكون هذا القرار هو مقدمة تتجه فيها الإدارة الأمريكية بعد ذلك، إلى إدانة وتجريم الناس لمجرد كونهم إيرانيين، وتابع: "البعض يقول إن هذا الأمر سوف يجعل قادة الحرس الثوري الإيراني يلجؤون إلى الانتقام، وفي جميع الاحتمالات، لن يتغير الكثير في العلاقة المشحونة بالفعل بين الجيش الأمريكي والحرس الثوري الإيراني، والفرق الرئيسي الآن هو أنه في القضايا ذات الاهتمام المشترك - مثل الحرب ضد داعش- فإن أي تنسيق سوف يصبح أكثر تعقيدًا".