من أعظم البلايا التى يمكن أن تلحق بأمة من الأمم، أن يصل الجهل بأهلها إلى الدرجة التى لا يمكنهم معها تحديد دلالة المفردات والألفاظ المستعملة بينهم
فى غمرة الأهوال الداعشية التى انتشرت ونُشرت أخبارها على نطاق واسع خلال الأشهر الماضية، تناقلت وسائل الإعلام العالمية والعربية وقنوات التواصل الاجتماعى صورة مريعة لشاب داعشى مهووس
استكمالاً لما تحدثنا عنه فى المقالة السابقة، نتوقف فيما يلى عند «اللغة» باعتبارها أهم الجذور العميقة «تاريخياً» التى بسقتْ منها القومية الكردية وتفرعت عنها أغصانها..
فور نشر مقالة الأسبوع الماضى، التى كانت بعنوان «الأكراد، غموض النشأة والتباس أصل الناس» جاءتنى عدة تعليقات من مثقفين أكراد «كُرد»، فيها بالإضافة إلى الحماسة الشديدة لتأكيد أصولهم التاريخية العتيقة
للعامية المصرية عبقرية خاصة، تظهر فى بعض التعبيرات التى تختصر كثيراً من المعانى والدلالات فى مفردة واحدة، وقد بدأتُ العام الماضى فى التقاط بعض هذه المفردات العامية العميقة
كنت أظن أن مقالة الأسبوع الماضى «مختارات من فقه الحب» هى فاصل مناسب بين المقالات السبع السابقة عليها، التى تناولت أصول الجماعات الداعشية القديمة والمعاصرة
عقب انتهائى من سباعية «الأصول الداعشية» التى نُشرت المقالة الأخيرة منها الأسبوع الماضى، وكانت تدور حول طبيعة النظرة الداعشية للنساء
فى مقالة الأسبوع الماضى، رأينا معاً أن حلم إحياء «الخلافة» هو مجرّد وهمٍ تجارىٍّ قابعٍ بلا دليلٍ عقلى أو سندٍ دينى أو حُجة تاريخية
الظلُّ العالى بفجورٍ مريع، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، وجَّهت الجماعة المعروفة إعلامياً باسم «داعش» (دولة الإسلام فى العراق والشام) ضربةً قويةً لصورة الدين الإسلامى فى الأذهان
فى منتصف الأسبوع الماضى أصدر الخليفة «الداعشى» المزعوم فتوى عجيبة تقضى بالآتى: «حرق كتب ابن عربى، وتحريم تدريس الفلسفة والتصوف»!