رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

تصوير:

محمود الأمين - كتب: شريف حسن

07:48 م | الأحد 21 يناير 2018
إذا سألت أي شخص من طلبة كلية التجارة ماذا تريد أن تعمل، سيجيبك أنه يحلم بالعمل في إحدى الشركات، أو في أحد البنوك الكبيرة، وستجد من لن يمتلك إجابة من الأساس، ولكن من بين هؤلاء شباب سعت من بعد التخرج إلى تأسيس كيانهم الخاص يجمعون منه المال ويستثمرون فيه خبراتهم التعليمية حتى وإن كان هذا الكيان “عربية كبدة". في أحد شوارع القاهرة يقف الشاب إلى جانبه عربته المضيئة ليتخذ من اسمها شهرة له "كبدة كينج”، محمد كيلاني، يبلغ من العمر ٢٦ عاما، تخرج من كلية التجارة جامعة عين شمس ودرس بها إدارة الأعمال والتسويق. عمل “محمد” في بعض الشركات بعد تخرجه عام ٢٠١٤ لكنه لم يجد الراتب مناسبا مقارنة بالمجهود الذي يبذله ولا يكفيه لتلبية ظروف معيشته، فقرر أن يؤسس مشروعه الخاص، وقال الشاب: أنا درست تسويق ومبيعات وخدمة عملاء، وخدت ١٦ دبلومة من كندا وبتكلم انجليزي وفرنساوي لكن شغلانتي الأساسية دلوقتي هي عربية الكبدة، وطموحي إني أعمل ١٠٠ عربية زيها داخل مصر وخارجها. لا يريد الشاب العشريني أن يجني المال بنفسه فقط، لكنه يطمح في أن يشارك في تقليل البطالة من خلال تشغيل الشباب العاطلة في مشروعه الخاص حتى وإن كانت نسبة من سيعملون قليلة، قائلاً: “أنا عايز أعمل ماركة مطعم مصري ينافس الماركات الأجنبية”، مؤكدا أن العائد المادي من المشروع من الممكن أن يوفر ٥ فرص عمل للشباب على العربة الواحدة. تحدث محمد كيلاني عن الصعوبات التي واجهته في مشروعه موضحا أن المشروع في بدايته يواجه مشكلات التراخيص وامداد العربة بالكهرباء والمياه ولكنه يجد مساعدة من المحلات المجاورة له والأهالي الذي يسكنون بالمنطقة. وأضاف أن أكثر الصعوبات التي يواجهها هي إقناع أهله بمشروعه وطموحه الذي يريد أن يصل له، مشيرا إلى أن الأهالي في مصر لا تقتنع إلا بالعمل الذي يعطي راتبا ثابتا ولذلك لا يزالوا رافضين للفكرة رغم استمراره بها. وعن كيفية استغلال دراسته في مشروعه قال محمد: “أنا بقالي ٣ أسابيع هنا وقدرت أحدد نوع العميل في المنطقة الشعبية، لإنه بيهتم بنسبة ٧٠٪ بالسعر والباقي بالجودة”، موضحا أنه يبيع الساندويتش بـ ٢ جنيه فقط، ولكنه سيسعى في الأيام المقبلة أن يوازن بين السعر والجودة ليعطي لزبائنه انطباعات جيدة عن مشروعه وسيساهم ذلك في توسيع مشروعه. وأوضح الشاب أنه لا يحتاج أن يعمل أي عملا آخر إلى جانب المشروع، مشيرا إلى أنه يمتلك خططا للمشروع تدفعه أن يكفيه من حيث العائد المادي لكي يجهز نفسه للزواج ويتوسع في المشروع خارج مصر. رغم أن البعض يخجل من أن يكون حاملا لشهادة جامعية ويعمل على “عربية كبدة”، إلا أن “كيلاني” يرى أن هذا يعد سبب قوي من أسباب البطالة، لافتا إلى أن الشباب في اليابان لا يخجلوا من العمل على مثل هذه العربيات حتى أثناء فترة دراستهم. ونصح محمد كيلاني، الشباب المصري، ألا ييأس من عدم وجود فرص عمل، وأن يحاول أن يصنع فرصة عمله بنفسه حتى وإن لم يستطع عمل ذلك يبدأ في تطوير مهاراته من خلال كورسات اللغات والتسويق حتى يكون مؤهلا لعمل مشروعه الخاص.