مأساة «أطاطا»: كانت صاحبة مطعم فى لبنان بقت بياعة مناديل.. منك لله يا بوش
وسط الباعة الجائلين الذين تمتلئ بهم الأرصفة، تجلس تلك المسنة التى تقول ملامحها إنها مختلفة عمن حولها، لا تستعطف المارة لشراء المناديل الورقية التى تبيعها، ولا تطمع فى الباقى عندما تتعامل مع أى زبون.
كريمة الشهيرة بـ«أطاطا» التى تجلس فى مدخل محطة مترو البحوث لها حكاية غريبة، بدأت عندما كانت شابة فى أوائل العشرينات، وكانت مثل أى فتاة فى سنها تبالغ فى الاهتمام بنفسها، فى أحد الأفراح التى حضرتها قابلت أطاطا شابا لبنانيا أعجب بها، فبادلته الإعجاب نفسه، ومن هنا بدأت تكتب أول صفحة فى حياتها الزوجية، سافرت مع زوجها الذى يمتلك مطعما فى لبنان، عاشت معه حياة رغدة، لم تحرم فيها من شىء، وانتقلا سويا من العمل فى لبنان إلى العراق، سارت حياتها وحياة زوجها على ما يرام، لم يعكرها عدم الإنجاب، وفى يوم 20 مارس 2003 انقلبت حياتها رأسا على عقب، فهو اليوم الذى قررت فيه أمريكا أن تغزو العراق لتحرر شعبها من سطوة حكم الرئيس الراحل صدام حسين، مات الزوج، وترك الزوجة مكلومة فى شوارع دمرتها الصواريخ، ليس معها جواز سفر ولا إثبات شخصية، وحياتها باتت معرضة لخطر كبير، ماذا تفعل؟.. عادت إلى مصر لتبدأ من جديد.
تقول أطاطا: «الحرب سبب نكبتى، فبعد غزو العراق، كنت هموت فيها، لكن ربنا نجانى بمعجزة وقدرت أهرب من الموت وأرجع على مصر».
اضطرت أطاطا إلى العمل فى أكثر من مهنة لتنفق على نفسها، عملت مرة خادمة فى البيوت، ومرة عاملة فى محل، وتتنهد وهى تقول: «سبحان مغير الأحوال انتهى بيا الحال قدام محطة المترو»، عندما تسأل أطاطا عن سبب تسميتها بهذا الاسم تضحك وتقول: «لما فتحت عربية كبدة فى إمبابة ولاد الحتة نادونى بالاسم ده، شبهونى بأطاطا جدة عوكل فى فيلم محمد سعد».