تونس تؤكد تضامنها مع فلسطين بعد قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي دوليا
المالكي
تسلَّم وزير خارجية دولة فلسطين الدكتور رياض المالكي، من السفير التونسي الحبيب بن فرح، مساء أمس، رسالة تهنئة بمناسبة حصول فلسطين على قرار في مجلس الأمن الدولي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ورحَّب الوزير بالسفير الحبيب بن فرح، مبيناً أنه في بلده الثاني فلسطين، وله ما لنا وعليه ما علينا، ففي الفرح نحن معاً وفي أوقات الشدة نحن معاً أيضاً، فكلنا نبحر بنفس القارب، وقد اعتدنا على الاطمئنان إذا كان رُبَّانَ السفينة تونسياً، فتونس الخضراء هي ملاذ الجمع العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص، موضِّحاً بأن تونس ومواقفها لا تحتاج شهادة من أحد، فهي الحضن الدافئ الذي اعتدنا أن نلجأ إليه في لحظات القشعريرة السياسية، فمنها نستمد الطاقة والدفء الطمأنينة والدعم والمساندة والقوة.
من جانبه، قال السفير الحبيب إن ما حصل هو نجاح للدبلوماسية الفلسطينية، وعلى رأسها وزارة الخارجية الفلسطينية التي تهتدي بنور سياسة وتوجيهات الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس أبو مازن، مشدِّداً على أن الجميع لا بدَّ وأن يعرف بأن الخارجية تعمل بشكل صحيح، وتوصل الليل بالنهار كدّاً من أجل بلوغ مثل هذه النتائج وأكثر.
وقال للوزير المالكي: "أنت اشتغلت بنفسٍ طويل دون أن ترى شيئاً، والآن بلوغ النتائج وأولها كان هذا الإنجاز في مجلس الأمن، فهذا بناء استراتيجي تمت حياكته بشكل أمين وجيد، خاصة في مكان مثل مجلس الأمن وما اعتدنا عليه من معوِّقات دائماً كانت تقف بالمرصاد لكل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني ومتعلقاته".
وأشار السفير الحبيب إلى أنَّ موقف تونس ثابت وداعم ومساند للحقوق الفلسطينية، فكلمة فلسطين كافية لتوحيد الشعب التونسي على إختلاف أطيافه السياسية، والموقف التونسي سيبقى دائماً مع الحق الفلسطيني حتى تتجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والتي ستتيح لكل تونسي زيارتها بكل يسر وسهولة.
وأضاف "نحن ندعم فلسطين بكل ما يتوفر لدينا من إمكانيات، وخبرات، ونحن على استعداد لوضع كل ما ندَّخر من علاقات سياسية ودبلوماسية في صالح القضية الفلسطينية ورفعة الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته".
وقال: "تقف على رأس أجندات حكومة تونس بناء علاقات متميِّزة في كل المجالات مع دولة فلسطين، والاستثمار والتبادل الاقتصادي والتجاري والثقافي معها"، منوّهاً بأنّ مناصرة القضية الفلسطينية كانت دوما في صميم تحرك الدبلوماسية التونسية.
وفي نهاية اللقاء شكر الوزير تونس رئاسة وحكومة وشعباً على مواقفها الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني وتطلعاته، وكذلك الدول التي تبنَّت المشروع ونقلته إلى مجلس الأمن الدولي للتصويت عليه، وكذلك الدول التي صوتت عليه على إعتبار أن هذا القرار يؤكِّد على الحقوق الوطنية الفلسطينية، وكذلك على نافذة الأمل في السلام في المنطقة والعالم، كون الإستيطان هو أخطر قضيَّة تهدِّد السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط.
وقد قدَّم المالكي دعوةً لنظيره التونسي خميِّس الجهيناوي لزيارة فلسطين في بدايات العام المقبل.
وحضر اللقاء السفير الدكتور تيسير جرادات وكيل الوزارة، والمستشار أول فايز أبو الرب مدير الإدارة العربية في الوزارة، والمستشار أحمد سلامي كبها مدير وحدة الإعلام، والملحق سهيل طه من مكتب الوزير.