كابوس «رابعة ابتدائى»: من هنا تبدأ الدروس الخصوصية
صورة أرشيفية
معاناة صعبة تُلقى دفعة واحدة دون أى تمهيد على عاتق طلاب الصف الرابع الابتدائى، يواجهون فيها مواد دراسية جديدة، مصطلحات متداخلة، مناهج قد تكون كبيرة على طفل فى التاسعة من عمره، تلك السنة الدراسية هى كابوس بالنسبة لأولياء الأمور، فيها يدرس الطالب ولأول مرة علوماً ودراسات اجتماعية، وفيها أيضاً تبدأ أولى الخطوات نحو عالم الدروس الخصوصية. أسماء نجاتى، ولية أمر طالبة فى الصف الرابع الابتدائى بمدرسة لغات على طريق العين السخنة، تعانى ابنتها من صعوبة المنهج كماً وكيفاً، وتمثل مادتا الرياضيات والدراسات الاجتماعية الأكثر صعوبة بالنسبة لها، تجلس «أسماء» مع ابنتها منذ الثامنة وحتى الثانية عشرة مساء، تحاول مساعدتها فى فهم الرياضيات وحفظ أسماء الملوك والرؤساء الذين يزخر بهم كتاب الدراسات، لكنها لم تفكر فى حل مشكلة ابنتها بالدروس الخصوصية: «الدروس هتبقى عبء عليها بسبب الواجبات ده غير إنها عبء مادى». إيمان نبيل، والدة أحد التلاميذ، تكمن مأساتها الحقيقية فى قصر فترة الدراسة بالتيرم الثانى، وهو ما يمثل عبئاً ثقيلاً على طلاب الصف الرابع تحديداً: «التيرم صغير قوى، وفيه إجازات كتير، والميدتيرم قرب»، على الرغم من صغر سن الطلاب فى هذه المرحلة من التعليم إلا أنها تتطلب طرقاً للمذاكرة والاجتهاد من جانب أولياء الأمور: «فيه صفحات على الفيس بوك، بنحاول نبتكر من خلالها طرق سهلة لتوصيل المعلومة لأولادنا، وبذاكر لابنى بنفسى، ده ابنى وأنا بحفظه اسم الملكة اياح حتوب والدة الملك أحمس فى الدراسات اتلخبط فى اسمها وقالى ينفع أكتب أم أحمس، وده كان هم يضحك». الحال نفسه تعانيه أسماء عبدالرحمن، ولية أمر طالبة بالصف الرابع، التى تتعامل معها كأنها فى «الثانوية العامة»: «بنحاول نساعد البنت إنها تفهم المعلومة عشان تقدر تحفظها، أنا ضد الدروس الخصوصية لكن 90% من زمايلها بياخدوا دروس وخصوصاً فى العلوم والرياضة، لأن فيهم مصطلحات صعبة جداً، رابعة ابتدائى بقت تعتبر سنة بتشترك فيها كل الأسرة وكأنها ثانوية عامة». «تخفيف المناهج عن طلاب الصف الرابع أو أى صف دراسى ليس بالأمر الهين»، حسب الدكتور رضا حجازى، رئيس قطاع التعليم بوزارة التعليم، مؤكداً أنه تم وضع المناهج على يد مجموعة من الخبراء فى التعليم: «المناهج وضعها مجموعة من المتخصصين، وعلى أولياء الأمور تقديم المشاكل الخاصة بأبنائهم للوزارة أولاً وسيتم بحثها ومساعدتهم على حلها، ولكن المناهج دى تكون نواة للطلاب وتقليلها ليس سهلاً».