س: ما الذى حققته المشاركة فى اجتماع الرئاسة بشأن ملف السد الإثيوبى؟
ج: حسنا، شاركت فى الاجتماع وعرضت مجموعة من الأفكار، ترتبط بتكوين مجموعة لإدارة الأزمة، ومجموعة للعمل الدبلوماسى والتفاوضى الرسمى والشعبى. كما سجلت رفضى للتلويح بعمل عسكرى، وكذلك لخطاب الاستعلاء المصرى، الذى لا يرى لا الحقوق المشروعة ولا المصالح التنموية لدول حوض النيل الأخرى. والآن سأختبر مدى جدية الرئاسة فى تفعيل هذه الأفكار وبعض الأفكار الجيدة الأخرى التى عرضت بالاجتماع، وفى تقديم كشف حساب عن إدارة ملف السد الإثيوبى للرأى العام.
س: جدية الرئاسة تقول؟ هل شعرت بالجدية فى اجتماع تحدث به بعض الحضور عن خطط عسكرية ومخابراتية والبعض الآخر عن توظيف الصراعات داخل المجتمع الإثيوبى؟ هل شعرت بجدية فى اجتماع لم يعلم من شارك به بأنه منقول تليفزيونيا على الهواء مباشرة؟
ج: للتوضيح، أخبرتنى د. باكينام الشرقاوى بنقل الاجتماع على الهواء، وكنت قد طالبتها بهذا حين وجهت الدعوة. فمن حق الرأى العام المصرى أن يعرف تفاصيل ملف السد وأن يتابع عرض ملخص تقرير اللجنة الثلاثية وأن يبنى تقييما موضوعيا لأداء الرئاسة والحكومة وأداء مشاركين فى الحياة السياسية والعامة من مواقع أخرى. لذلك وعن نفسى كنت أعلم أن الاجتماع علنى، وكانت العلنية مع التزام الرئاسة بالشفافية بعرض ملخص تقرير اللجنة الثلاثية، مع ضرورة إعلاء شأن المصلحة الوطنية على التنازع السياسى، هى العوامل التى دفعت حزب مصر الحرية للموافقة على المشاركة ودفعتنى للحضور.
أما حديث بعض المشاركين أمام كاميرات التليفزيون عن عمليات عسكرية ومخابراتية ونشاط سرى للأجهزة المصرية فى إثيوبيا ودول أخرى فى حوض النيل، وبعيدا عن كونه قدم مادة رائعة للبرامج الساخرة، فجاء كارثيا بالفعل. وقد كان واجب الرئاسة إبلاغ جميع المشاركين بعلنية الاجتماع، لكى لا يندفع البعض إلى تناول الجوانب العسكرية والأمنية لإدارة ملف السد.
إلا أن واجب الحضور من السياسيين والشخصيات العامة، لم يكن بينهم لا جيمس بوند مصرى ولا جنرال أركان حرب، كان الاقتصار على تقديم معالجة سياسية لملف السد وكيفية إدارته دفاعا عن الحقوق والمصالح المصرية العادلة.
س: كتبت تغريدات بعد الاجتماع، فسرت كهجوم لاذع على رموز المعارضة الذين امتنعوا عن المشاركة، ووصفت موقفهم كمساومة على المصالح الوطنية، خوفا من صخب المزايدة أو ترددا فى اتخاذ القرار. لماذا؟
ج: تعرضت بعد الإعلان عن مشاركتى فى اجتماع الرئاسة لكافة صنوف المزايدة والتخوين المعتادة والتى باتت تصنع بيئة من الهيستريا الجماعية غير صالحة للتعامل الرشيد مع قضايا الوطن. وفى التغريدات هذه، تحديدا فى واحدة فقط، تجاوزت رفض المزايدة والتخوين إلى توصيف سلبى لمواقف الأطراف التى امتنعت عن الحضور، وما كان ينبغى علىَّ أن أقع فى خطأ المزايدة العكسية. أثق فى صلابة وصحة موقفى بالمشاركة، انتصارا للمصلحة الوطنية وسأظل رهن إشارة مصر إن طلب منى الإسهام فى مجموعة إدارة الأزمة أو المجموعة الدبلوماسية الرسمية - الشعبية.
س: هل تغير موقفك من الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة ومن سعيك لتغيير الرئيس بأدوات ديمقراطية؟
ج: بالقطع لا. موقفى كما هو، وكنت من أوائل من طالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة، وبعض عشاق المزايدة ومدعى الثورية رفضوا طرحى وقتها كمهادنة للحكم، وهم كانوا يريدون إسقاطه مباشرة. بعض هؤلاء عاد الآن واقتنع بالانتخابات المبكرة كآلية لتغيير رئيس منتخب، فمن جاء بالصندوق يرحل بالصندوق أيضاً. فى جميع الأحوال قناعاتى الديمقراطية راسخة ولم يتغير موقفى وسجلت هذا علنا أمام رئيس الجمهورية فى اجتماع السد.