تقف مصر على رأس الدول التى تحارب الإرهاب، وهى التى تخوض حرباً حقيقية ضد الإرهاب بجميع أشكاله وألوانه، تخوض حرباً بلا هوادة مع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، وتقاتل قواتها فلول الجماعات الإرهابية الداعمة لهذه الجماعة، فللإخوان صلات بتنظيم القاعدة، على النحو الذى كشفت عنه الاتصالات الهاتفية بين رجل الجماعة فى قصر الرئاسة المصرى وبين زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، والتكليفات التى أوكلت إلى شقيق زعيم القاعدة، محمد الظواهرى، والأموال التى حصل عليها من رجل مالية الجماعة خيرت الشاطر. أيضاً للجماعة صلات بتنظيمات إرهابية متطرفة من مختلف الجنسيات مثل الباكستانية، والأفغانية، ووسط آسيا مثل الشيشان وغيرها، ووفق هذه الصلات تدفق آلاف المسلحين إلى بلادنا بعد ٢٥ يناير، وتحديداً فى سنة حكم المرشد والجماعة، تدفق الآلاف من المتطرفين إلى بلادنا وتوجهوا إلى شمال سيناء، وتدفق عليهم السلاح من كل صوب وحدب، من السودان حيث يحكم الفرع السودانى للجماعة، ومن غزة حيث الفرع الفلسطينى للجماعة ومن الأراضى الليبية بعد أن قتل القذافى وفتحت مخازن السلاح فمارست جماعات مختلفة تجارة السلاح وتهريبه إلى مصر.
فى نفس الوقت قدمت دول عديدة فى المنطقة المساعدات اللازمة لدعم وتقوية هذه الجماعات، هناك من قدم التمويل للجماعات الإرهابية، وذلك لتجنيد المقاتلين من شتى أنحاء العالم، وقام بتمويل عمليات شراء السلاح، بل ونقل سلاح بطائرات تابعة له مباشرة، ونشير هنا بوضوح إلى الدور القطرى. وهناك مَن قام بدور استقبال المقاتلين ونقلهم إلى سوريا تحديداً، واستخدام أراضيه كمعبر لمرور المقاتلين، استقبال مصابيهم وتولى علاجهم، تقديم الدعم المعلوماتى والاستخباراتى للمقاتلين، وإفساح المجال لتدريبهم على أراضيه ونشير هنا إلى تركيا. هناك دول أخرى فى المنطقة شاركت فى عمليات التمويل وشراء الأسلحة للإرهابيين، وذلك لاعتبارات شخصية تتمثل فى الرغبة فى الانتقام من الرئيس السورى بشار الأسد أو لاعتبارات طائفية تتمثل بالأساس فى إضعاف النظام السورى وإسقاطه لكسر سيطرة «الشيعة» على السلطة فى سوريا، وكسر المحور أو الهلال الشيعى من إيران إلى سوريا مروراً بالعراق. على الرغم من تنوع الأهداف وتعددها تعاونت دول عربية وغير عربية مع الجماعات والتنظيمات الإرهابية التى تدفقت على الأراضى العراقية ثم السورية وأخيراً الليبية كل لمصالح خاصة به، لكنهم التقوا حول هدف ضرب نظم الحكم وإسقاطها ونشر الفوضى فيها تمهيداً للسيطرة عليها أو حتى تقسيمها والفوز بقطعة من أراضيها، فمخططات تقسيم العراق، وسوريا، وليبيا لا تزال تعمل بكل قوة، وهناك مَن ينخرط فيها بوعى تام، وهناك من لا يرى أبعد من قدميه متصوراً أنه يحقق هدفاً شخصياً أو طائفياً لكنه مقتصر على رؤية ما وراء إسقاط وتفتيت هذه الدول. يقيناً فإن تركيا وقطر تدركان ماذا تفعلان، فالأولى تريد إعادة الخلافة بعد أن أوصدت فى وجهها أبواب الاتحاد الأوروبى، كما أن الأطماع فى الأراضى السورية والعراقية معروفة. والثانية، أى قطر، تريد تفتيت الكيانات الكبيرة فى المنطقة، فتصبح بما لديها أموال وحماية أمريكية كياناً كبيراً فى المنطقة. من هنا جرى نسج التحالف التركى - القطرى وجرى التعاون مع الجماعات الإرهابية، ولا يمكن تصور أن تشارك هاتان الدولتان فى أى جهود حقيقية لمحاربة الإرهاب، أما حديث الرئيس الأمريكى عن جهود أنقرة والدوحة فى محاربة الإرهاب فهو حديث نابع من لغة المصالح، إضافة إلى جنى ثمار تعظيم الخطر الإيرانى (الشيعى) التى بدأ ترامب بالفعل فى قطف ثمارها وسوف يواصل، كما يواصل الجميع لعب أدوارهم بوعى أو دون وعى.