سائق المطافئ الشاهد على حريق "المقاولون العرب": ملثمان هددانا بالآلي لنوقف إخماد الحريق
استغاثة عاجلة تصل إلى جهاز الإدارة العامة للحماية المدنية، تردد أن "حريقا في بنك الدم في رمسيس. محتاجين 3 عربيات مطافي على وجه السرعة". تحيل الإدارة العامة البلاغ إلى إدارة الحماية المدنية بالعتبة، ليتم تكليف أحمد السيد محمود سائق إحدى سيارات المطافئ، بإعداد عدته هو وطاقم سيارته للانطلاق في الحال.
يخرج طاقم سيارة محمود المكون من 3 أفرد غيره، ليجد في انتظاره سيارتين أخريين للمساعدة في مكافحة الحريق، فيما يرأس قوة إطفاء الحريق كاملة اللواء جمال فريد حلاوة.
اشتباكات حادة داخل ميدان رمسيس. رصاص حي يتطاير في كل الأرجاء. سحابات الغاز المسيِّل للدموع تسيطر على المشهد، وهنا تصل سيارات المطافئ الثلاث لتُفاجأ بحريق يأكل جدران شركة المقاولون العرب بميدان رمسيس.
يروي أحمد السيد محمود سائق سيارة الإطفاء ما حدث لـ"الوطن". يؤكد أنه "بمجرد وصولنا إلى منطقة الحريق بدأنا في التعامل معه. كان حريقا هائلا. ثلاثة طوابق من مبنى شركة المقاولون العرب تأكل جدرانها النيران المُشتعلة، وبمجرد سحب خراطيم المياه لإخمادها، أوقفنا اثنان ملثمون من الإخوان".
"صيحاتهم المفزعة وأسلحتهم الآلية لم تُتِح لنا سبيلا للجدال. فقط سماع صوت أجزاء السلاح وهي تُشد من جانبهم، والإنصات لقولهم (خُد عربيتك وامشي من هنا. إنت رب أسرة خاف عليها)، كان كافيا لجعلنا نتراجع في الحال". هكذا يحدثنا السائق، الذي كان شاهدا على إشعال عناصر الإخوان الحرائق في المباني، ورأى إطلاق أحد الملثمين النار على اللواء جمال فريد في رجله، لإجبار سيارات المطافئ الثلاث على الخروج.
لم يكن هذا الاعتداء هو الأول على رجال إخماد حرائق منطقة رمسيس، فقبل قدوم سيارات مطافئ إدارة الحماية المدنية بالعتبة، حاولت سيارة مطافئ خاصة ببنك الدم إخماد الحريق، لكن إيقافها بالقوة وتحت تهديد السلاح، وإخراج طاقمها وملاحقته، إلى جانب إلقاء معدات الإطفاء خارجها وتحطيمها، ثم إشعال النيران داخلها، كان خير حافز لسائق سيارة الإطفاء ومن معه، لتلبية أمر الإخوان بالخروج من المبنى المشتعل.
بعد ذلك اقتادت العناصر الملثمة سيارات المطافئ إلى مقر إدارتها، وبداخلها رجال الإطفاء الثلاثة، وأثبت أحمد السيد في شهادته لـ"الوطن"، أن الرجلين الملثمين أحدهما مصري والآخر لكنته غير مصرية، وبعد انتشار رجال القوات المسلحة في محيط ميدان رمسيس، تم استدعاء مطافئ إدارة الحماية المدنية بمدينة نصر لإخماد الحريق، فيما اقتصر عمل رجال إطفاء إدارة العتبة على متابعة ما يحدث في منطقتهم.