كثيرا ما نسمع فى مجتمعاتنا العربية عن قهر المرأة، وكثيرا ما يغضب الرجال من هذه المقولة، لأنهم يشعرون أن أصابع الاتهام موجهة نحوهم، وأن النساء تتهمهم بأنهم هم المسئولون عن قهر المرأة.
ولكن الحقيقة أن أصابع الاتهام موجهة نحو النساء أيضاً، فالمرأة قد تقهر نفسها بنفسها، فلو تأملنا المجتمع الذى نعيش فيه، نجد أن بعض النساء تظلمن أنفسهن بأنفسهن، وتظلمن بعضهن البعض أكثر مما يظلمهن الرجال، فالمرأة ظالمة ومظلومة فى نفس الوقت.
تظلم نفسها عندما تشعر بالدونية وأنها أقل من الرجل، ليس الرجل وحده هو الذى قد ينظر للمرأة نظرة دونية، بل بعض النساء أيضا يرين أنفسهن أقل من الرجل؟!
تظلم نفسها عندما تحرم الخطأ على نفسها وتحلل وتبرر نفس الخطأ للرجل، فنجد بعض النساء يبررن الخيانة الزوجية للرجال أكثر من الرجال أنفسهم؟!
تظلم نفسها عندما تستمع للأفكار الهدامة التى يروج لها المجتمع، والاستسلام لأفكارمثل "ظل رجل ولا ظل حيطة "، "جواز البنت سترة "، "والست مالهاش إلا بيت جوزها "، فالنساء فى مصر يرددن هذه الجمل أكثر من الرجال أنفسهم؟!
تظلم نفسها عندما تعطى الفرصة لأحد أن يظلمها سواء كان هذا الظلم واقع من رجل أو امرأة، فلا تسأل الظالم لماذا ظلم؟ ولكن اسأل المظلوم لماذا قبل الظلم؟
فقد آن الأوان أن تنظر المرأة لنفسها فى المرآة وألا تدفن رأسها فى الرمل كالنعامة، وأن تعترف بخطئها أمام نفسها، وأن تعالج الخطأ الجسيم التى ترتكبه فى حق نفسها دون أن تشعر.
وكفانا ارتداء ثوب الضحية، وجعل الرجل دائماً فى قفص الاتهام وأنه هو المسئول دائماً وأبدا عن قهر المرأة، فعلى المرأة أن تنتبه إلى الازدواجية الموجودة لديها، وأن تعى حقوقها أولا، قبل أن تطالب الرجل باحترام حقوقها.