متبقٍ ستة أيام فقط وتبدأ جولة التصويت الأولى للناخبين المصريين بالخارج، وستة عشر يوماً لجولة الاقتراع الأولى بالداخل، ولم نسمع أو نقرأ أو نشاهد برنامجاً انتخابياً لأى من المرشحين الاثنين للمنصب الرئاسى حتى كتابة هذه السطور مساء الخميس.
فى الجولة السابقة قبل أربع سنوات لم يتقدم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ببرنامج انتخابى لكنه تقدم بتعهدات وخطوط عامة، دارت فى أغلبها حول مثلث استعادة الدولة والأمن والتنمية، ووقتها لاقى الأمر قبولاً من الناخبين الذين انتخبوه مرشحاً للإجماع الوطنى.
الآن وبعد أربع سنوات هناك مياه كثيرة جرت فى النهر ومتغيرات عميقة حدثت وسياسات تم تطبيقها ومشروعات ضخمة جار تنفيذها وإنجازات حقيقية حصلت على الأرض فى أضلاع المثلث الثلاثة، الأمن ومحاربة الإرهاب والتنمية واستعادة الدولة الوطنية لدورها الدولى والإقليمى، لكن فى المقابل أيضاً كان لهذه السياسات تداعيات جانبية تركت آثاراً سلبية على المجتمع، وبُذلت محاولات عديدة لتلافى بعضها أو على الأقل التقليل من تأثيرها لحماية الفقراء ومحدودى الدخل وكل من تأثر من هذه السياسات، كذلك لا يمكن تجاهل العديد من الملاحظات ذات الصلة المباشرة بملف الداخل والرؤية السياسية لبقية مؤسسات الدولة غير الحكومية، ومنها مثلاً الأحزاب التى تعانى من مشكلات عدة تحتاج لإعادة النظر حتى تتمكن من ممارسة دورها والمجتمع المدنى الأوسع من المؤسسات الخيرية والنقابات التى تعانى الأمرين، وتبعد كل البعد عن الدور المنوط بها فى عملية التنمية، وطبيعة العلاقات السياسية للحكومة مع كل أطراف العملية السياسية.
الحاصل أن الإنجازات عظيمة والمشكلات كثيرة وهناك زوايا تحتاج لعلاج عاجل، خصوصاً أن المقبل ليس أقل صعوبة مما سبق إن لم يكن أكثر، ومشاكله أعمق، فنحن نواجه إلى جانب الإرهاب عملية تنمية شاقة وواقعاً سياسياً مكتظاً بالمشاكل وقرارات منتظرة ستقلل من عمق الأزمة الاقتصادية لكنها ستلقى بالقطع المزيد من الأعباء.
هناك مرشح منافس هو السيد موسى مصطفى موسى والعبء على كاهله لاجتذاب أصوات ناخبين أكثر صعوبة من السيسى، فهو لا يملك إنجازات تقدمه للناخبين، ولكنه بالقطع لا بد يملك رؤية يقدمها للناخبين تمثل بدائل لمشكلات حاصلة وواقع صعب نتجه ناحيته.
أعتقد أننا فى حاجة للاستماع إلى رؤية لقضايا الأجور والأسعار، وتعميق دور الحكومة فى تحقيق التوازن بين أطراف المجتمع المختلفة وتقديم برنامج مبدئى للعدالة الاجتماعية وبرنامج عاجل لتطوير الرعاية الاجتماعية للمحتاجين، وخارطة طريق تهدف إلى تطوير المشهد السياسى وبث الفاعلية فى أوصاله حتى نتجنب تكرار المشهد الانتخابى الحالى مستقبلاً.