المهازل فى مصر تحتاج إلى عداد ديجيتال ذرى وبرغم ذلك لن يستطيع إحصاءها لأنها ستتجاوز السعة والكفاءة والقدرة، لذلك سنختار بعض المهازل التى لا يمكن أن تحدث إلا فى مصر وينطبق عليها قول المتنبى (كم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء).
- الأب المصرى هو الأب الوحيد فى العالم الذى يقول لابنه الحاصل على 98% فى الثانوية العامة «يافاشل»!!
هل من المعقول والطبيعى والإنسانى أن يكون مجموع كلية طب يتجاوز المائة فى المائة، فى أى عرف وأى بلد وأى جنس بشرى يكون مطلوباً من طالب أن يتجاوز المجموع النهائى لكى يلتحق بكلية ما؟!
المجاميع المكتوبة فى التنسيق والمطلوبة للالتحاق بما يسمى كليات القمة عبث وتهريج، الاحتمالات واضحة وصريحة، إما أننا أمام طلاب عباقرة ينتمون لجيل فذ فى زمن معجزة يتعلمون تعليماً يتجاوز التعليم الفنلندى واليابانى، أو ببساطة نحن أمام نظام امتحان عبثى هزيل ومجزرة غش مفضوحة ونظام تقييم لا يسمح بأى تقييم وليست له أى معايير، ومنهج تعليم يقوم على الصَّم والحفظ والتلقين يسمح لمن لا يستطيع قراءة سطر من كتاب لطه حسين أن يحصل فى اللغة العربية على درجات لم يحصل على نصفها طه حسين نفسه!!
إنها مهزلة نفاخر بها الأمم.
- المضروب والتايوانى مباح ومسموح وشرعى فى شارع عبدالعزيز والموسكى وتحت الربع ومنيل شيحة، لكن أن نذهب ببضاعتنا المضروبة إلى قلب لندن وفى أهم مناسبة عالمية يترقبها سكان كوكب الأرض جميعاً وهى مناسبة الأولمبياد، فهذه هى قمة المهازل، من أجل خمسمائة جنيه فرق أسعار فى شنطة الملابس ضحينا بسمعتنا التى تمرمغت فى الوحل، واضطررنا إلى الشحاتة والتسول من شركات الملابس الرياضية الأصلية!!
شركة نايكى أو أديداس أو بوما... إلخ، لم تصنع تلك الشهرة والسمعة من فراغ، ومن حقها أن تراقب وتحافظ على تلك السمعة بمنتهى الدقة، وهى ليست غلاسة منها أو تربص بأبناء مصر المحروسة أو تلاكيك فارغة، ولكنها معايير انضباط لا بد أن يحافظ عليها الجميع، فلنجعل عشوائية تفكيرنا محصورة فى نطاقنا وبلاش نخرج بها إلى العالم، من الممكن هنا فى مصر أن نقبل بمراوح سونيا بدلاً من سونى، وكله عند العرب صابون، لكن أن نخرج ونمثل وطناً نكون له صورة ونموذجا فلا بد أن نحترم التقاليد ونراعى الأصول ونبتعد عن المضروب.. وتخيلوا، تايوان نفسها كانت لابسة أصلى!!
- المهزلة الثالثة أن يرشح لوزارة الأوقاف من وصف منافسه المسلم فى الانتخابات بأنه مرشح الكنيسة!!
هل هناك مهزلة أكبر من أن نمنح وزارة الأوقاف التى من المفروض أن تحافظ على وحدة نسيج الوطن لمن يدعو إلى العنصرية والطائفية ويقول انتخبونى دعماً للإسلام؟
أين الأزهر.. أم أنه سيشارك فى هذه المهزلة بالصمت؟!