عندما تنتهى من متابعة أحد الأعمال الفنية وتذهب بعيداً ثم تعود بعد فترة وتكتشف عرض جزء جديد له فلا تستغرب الأمر فربما ظهرت أحداث جديدة مرتبطة دفعت صناعه لكتابة هذا الجزء بعد أن استفزتهم تطورات ساخنة وجب تسجيلها وتوثيقها!
للأسف هذا الأمر يتكرر الآن وتحمله هذه السطور والتى تعتبر امتداداً لسطور سابقة حملت نفس العنوان "قلة أدب" ولكن فى جزئها الأول.. والآن.. نحن أمام جزء جديد أكثر سخونة وأقل أدباً!
"فلاش باك" سريع من الجزء الأول:
ــ تسريب صورة للراحلة "شادية" من غرفة الرعاية المركزة والمتاجرة بها صحفياً دون علم أسرتها.
ــ تسريب صورة جديدة بعد رحيل "شادية" من أحد المعالجين لها فى أيامها الأخيرة دون حجابها الذى ابتعدت به سنوات طويلة عن الأضواء.
ــ المتاجرة بالصورة ثم التندر على تغير شكلها وملامحها بعد تقدم العمر بهاز
ــ رفض الجمهور والمتابعين هذا الموقف الحقير الخالى من الإنسانية والانقلاب عليه ورفض تداول الصورتان فأجبروا من سرب الأولى على الاعتذار ورفع الخبر بينما رفضوا تداول الثانية ليتم حرق الانفراد المشبوه.
ــ انتصار المبادئ والأخلاق على "قلة أدب" الانفراد.
ولأننا نعيش زمن الـ "لا إنسانية" نعود مع الجزء الجزء الجديد ......................
فجأة وبدون مقدمات يفاجأ القاصى والدانى بـ "بوست" لإحدى حاملات لقب "إعلامية" أو المفترض أنها كذلك، به صورة خاصة حديثة تعود بها الفنانة "نجلاء فتحى" إحدى أيقونات الجمال فى تاريخ السينما المصرية تسخر فيها من ملامحها التى تغيرت مع الزمن وتشوه صورتها فى أعين الجميع بل وتعطيها درساً للتعلم من الزميلات اللاتى أجرين عمليات تجميل وألا تترك نفسها بهذا الشكل.. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل تطوعت لتنصحها بأن تختبئ وتتوارى ولا تُري الجمهور صورتها الحالية فلا ذنب لهم فى رؤيتها باعتبارها من وجهة نظرها "مسخ" لا يجب أن يخرج للنور!
صدمة قوية لكل محبى "نجلاء فتحى" بشكل خاص ولكل من يحمل بداخله معانى الإنسانية بشكل عام فكان التعامل من الجميع برد فعل قوى يناسب الحدث وبمنتهى العنف تجاه من نصبت نفسها حكيمة الزمان باعتبار ما قامت به هو "فجر" غير سعيد به الجميع بالمرة ليبدأ حشد أسلحته والهجوم عليها بضراوة "وفين يوجعك" حتى اضطر البعض للانزلاق معها فى هذا المستنقع من فرط استفزازه ومقارنته بين جمال "نجلاء فتحى" حتى وهى فى هذه الحالة مع ملامح صاحبة تلك الكلمات السوداء وهو ما يصعب التطرق إليه من قريب أو بعيد لأن "خلقة ربنا" ليس عليها اعتراض أو تعديل!
الغريب بعدما يدعو للاشمئزاز أن المذكورة رغم ما يسبقها من لقب الصحافة والإعلام إلا أنها على جهل بأن "نجلاء فتحى" تعالج منذ فترة غير قصيرة من مرض "الصدفية" النادر والذى أدى لحدوث تدهور فى صحتها وانتكاسة بعد تماثل أولى للشفاء ثم اكتشاف تأثيرات جانبية تسبب فيها المرض وعلاجه داخل أجهزة الجسم ورغم ذلك وفى أول ظهور لها تطل بحيويتها وفرحة بالشفاء وثقة فى نفسها دون حتى مساحيق تجميل يعتبر غيابها مأساة لغيرها فتفاجئها المذكورة بكلماتها السوداء التى انقضت عليها كالخفاش ليُكيل لها الجمهور فى ردوده عليها واعتباره ما يحدث "جليطة"و"قلة أدب".
ما زاد الطين "بلة" هو هجومها على كل المنتقدين لهذا التصرف المشين وسبهم والتهكم عليهم بل وتأكيدها على إصرارها على موقفها ليضطر الجمهور للدخول معها فى جولة أخرى من الصراع على كرامة فنانتهم الإنسانة فى المقام الأول وفى "فُجر" من نوع آخر تعاود الهجوم بالدخول فى مهاترات سياسية واعتبار "نجلاء فتحى" وزوجها الإعلامى "حمدى قنديل" من حاملى لواء خيانة الوطن باعتبار أن كان لهما موقفاً سياسياً منحرفاً فى وقت العبث السياسى قبل ثورة 30 يونيو وهو فى الأصل ليس موضعه ولا دخل لـ "حمدى قنديل" بملامح "نجلاء فتحى" التى أثر عليها المرض فما فعلته بهذه الكلمات ليس أكثر من "لخبطة عيشة على أم الخير"!
يبدو أن المذكورة الحاملة لجنسية دولة شقيقة والتى كانت مشكورة لها بعض المواقف الشخصية الإيجابية والمساندة لـ "مصر" فى دوامة ما بعد 2011 فاتها أن "مصر" لا يُتاجر باسمها ولا بمساندتها ببعض المواقف فى الشدة ولا المزايدة بذلك ولا تتأثر بوجود أو غياب شخص مهما كان ولا يعطيه ذلك صك الـ "تلطيش" فـ "مصر" أكبر بكثير من استغلال تأييدها فى تبريرات لنوبات نفسية.
الغريب أنها لم تنتبه فى رفضها للمحاسبة باعتبارها قدمت كنزاً ثميناً وخدمات عظيمة لمصر عندما أيدتها ودافعت عن رئيسا الأسبق "مبارك" أن "مبارك" نفسه استجاب للمحاسبة رغم أنه قاد نصر أكتوبر العظيم وبالتأكيد لا مجال ولا وجه للمقارنة مع خدماتها الجليلة فى حق الوطن!
"نجلاء فتحى" كإحدى أيقونات الجمال للسينما المصرية لها مكانتها فى قلوب جماهيرها ليس فقط فى مصر ولكن لكل من يشاهد السينما المصرية من الأشقاء لذا امتد الثأر لكرامتها إلى لبنان لتقوم إحدى إعلامياتها بانتقاد هذا التصرف والتأكيد على جمال نجمتها المفضلة لتقابلها المذكورة بوابل من السباب والتطاول والأوصاف لدرجة مقارنتها بأزمة القمامة فى لبنان إضافة للتطرق لأمور شخصية وعائلية!
هل هذا معقول؟ هل وصلنا لهذا المستوى من الـ "لا إنسانية"؟! هل تركت صاحبة الكلمات السوداء كل أعمالها الصحفية العظيمة والتى لا نعلم منها شيئاً وتفرغت لتشويه نجمة لها تاريخها ومكانتها فى قلوب أجيال لمجرد أنها تجرأت وتقوت على مرضها وخرجت للاستشفاء؟!
حقيقى أن الجمهور ثار ثورة عارمة وقال كلمته صريحة فيما رآه واعتبره "قلة أدب" إلا أنه يجب أن يكون هناك موقفاً أدبياً على المستوى المهنى بمنع التعامل مع هؤلاء ممن يحملون السواد فى كلماتهم ويطلقون رصاصاتها السامة على كل من يرفضها خاصة المتعالى والمعاير بقوله لكلمة حق فى وقت ارتفع فيه صوت الباطل وذلك على المستوى المرئى أو المسموع أو المكتوب.
قد يكون طموحاً ألا نضطر لأجزاء جديدة فى "قلة أدب .... تالت ورابع وخامس وعاشر" ولكننا للأسف نتوقعها طالما أنه لا يزال هناك من يحمل فى مهملات ثقافته فكرة المعايرة بالمرض وظلاله على جمال الملامح ويتجاهل الروح مصدر الجمال الحقيقى ولكن الواقع أن فاقد الشئ لا يعرفه فلا يبحث عنه!
وكما قال "حكيم فى رائعته "حلاوة روح" ..............
( ده مهما كان الجمال مسيره بكرة يروح ... ده عشق الجسد مش دايم .. لكن اللى دايم ...... حلاوة روح )