أتعجب كثيراً من كاتب رأى أو محلل أو خبير يجلس فى غرفة مكيفة أو يتطلع إلى الشارع من وراء زجاج سيارته -المكيفة أيضاً- ويمصمص بشفتيه راثياً حال الفقراء الذين ساحت أدمغتهم بفعل الحر والغلاء. وفى المساء يهرول بين الفضائيات، ملقياً رثاءه الغث وتنظيراته المهلبية فى وجوهنا!. مقالات ودولارات وسفريات ونجومية.. مقابل ماذا؟. مقابل دموع كاذبة على أحوال الفقراء وسخط مفتعل على الوزير والغفير والرئيس، علماً بأنه يتاجر بهؤلاء الفقراء، ويعرف أن لا أحد يصدقه، وأولهم الفقير (الذى لا يفهم كلامه أصلاً). هذه هى نخبتنا: متواطئة، تستخدم الفقير «سبوبة»، وهى أول من يخاف على مكتسباته إذا انتفض، يعنى: «لا بتحبه ولا تقدر على بعده». ولو كان الفقر رجلاً كما قال ابن أبى طالب لقتلته.. لا لأنه ذل للفقير، بل لأنه عز لهذه النخبة المجرمة.